الصحافية آنا ماريا لوكا، التي كانت تشكو من النظرات اليها أول ما أتت الى لبنان، على أنها رومانية، بما للبنانيين من نظرة نمطية الى الرومانيات.. كانت هذه المرة على موعد مع اعتداء آخر من اللبنانيين، غير الاعتداء المعنوي.

آنا، الصحافية في موقع ناوليبانون روت في مقال quot;دولة حزب اللهquot; على مدونة الموقع تفاصيل عملية احتجازها وزميلتها المراسلة اللبنانية نزيهة بعاصيري، من قبل عناصر من quot;حزب اللهquot;، على مدخل بلدة النبي شيت في البقاع خلال محاولتهما الوصول الى موقع انفجار مخزن الأسلحة للتغطية.

وفي التفاصيل التي روتها: أوقفهم عنصران في زي مدني، وبعد معاملة سائق سيارة الأجرة، ابن المنطقة، الخمسيني بعنف وتفتيشه والتحقيق معه، تم اقتيادهم الى التلال المجاورة. وبعد محاولتها معرفة من هم الذين يحتجرونهما وما صلاحيتهم في الاحتجاز، والتي لم يجب عنها، حاولتا الاتصال بمكتب التحرير عندها صرخ أحد العناصر بهما وأجبر الجميع على اغلاق هواتفهم.

وعند وصول السيارة إلى منزل قدّرت آنا أنه مكتب لحزب الله، خرج عدد من العناصر الحزبية وحاولوا إجبار الصحافيتين على الخروج من السيارة، الأمر الذي رفضتاه. وبعد تحقيق مفصل معهما، وتفتيش دقيق في أغراضهما الشخصية. سألها العنصر الذي فتش حقيبتها، والذي يبدو أنه قائد المجموعة لما هما هناك، شرحت له نزيهة مرة أخرى quot;أننا صحافيات وأتينا لتغطية الانفجار. قال إنه مازوت، الآن اذهبواquot;!

نسرين عجب

وكان سبق توقيف آنا ونزيهة على مدخل بلدة النبي شيت، تصوير أوراقهما الشخصية من جواز السفر والإقامة وإجازة العمل وبطاقة الصحافة، وتوثيق رقمي هاتفيهما وعنوانهما في بيروت، في بعلبك خلال تغطيتهما تشييع أحد عناصر حزب الله قضى في سوريا.

كانت في مهمة صحافية وليست استخباراتية، وهي تعمل لصالح موقع لبناني وليس اسرائيلي..
قد يكون العناصر اعتبروا أن رومانية تعتدي على ممتلكاتهم، ولكنهم كانوا يعتدون على حقها، كإنسانة وكصحافية، خصوصا أنهم أخذوا التفاصيل عنها مسبقا. ومن يسمع، آنا، وهي تتحدث عما حدث معها يشعر بالرعشة في صوتها، فهي في النهاية أجنبية في بلد لا تراعى فيه حقوق أبنائه.

لم يكن مازوت كما قال لها العنصر المنضبط، بل كان انفجار مخزن للأسلحة، هذا للأمانة الاعلامية. أما لحقوق العاملين في المهنة، هل سيلاحق من تعرّض لآنا ونزيهة والسائق الذي لا ناقة له ولا جمل، أم ستطوى هذه القضية كغيرها من القضايا الاستباحية والتي باتت كثيرة مؤخرا برسم المسؤولين اللبنانيين؟