شعبنا تحت القتل والتدمير الممنهج لكل مقدراته الطبيعية والمكتسبة مع مر السنين، فقد اتضح أن العصابة الأسدية الحاكمة، وكأنها استأُجرت كمافيا، مهمتها تدمير سورية وتركها كما هم صرحوا بأكثر من مناسبة، سيتركونها ارض محروقة.. لهذا منذ بداية الثورة ونحن نحذر المعارضة، من الانجرار وراء الوضعيات التزمينية للثورة، لكي تصل إلى مرحلة التعفن..لا نستطيع في مثل هذه المحنة التي يمر بها شعبنا إلا أن نكون واضحين..العصابة الأسدية تتحكم بمقدار القتل والتدمير، فقط وفقط لأنها لاتزال ترى نفسها جزء من خيار دولي، ولاتزال المعارضة السورية الجديد منها والقديم يتلعثم ويتعثر، في التعاطي مع المبادرات التكتيكية التي يطرحها بعض اطراف من المجتمع الدولي، والتي لها نتيجة عملية واحدة على الارض وهي، بقاء العصابة الأسدية جزء من الحل، من مثل تشكيل حكومة انتقالية والحديث عن وحدة المعارضة..الخ..لولا ذاك لكنا شهدنا حجما في القتل والتدمير أكثر مما نشاهده الآن ويعيشه شعبنا..
دعونا لانكذب على أنفسنا..إن ما يقارب العام ونصف من القتل والتدمير، ولايزال هناك من يرى أن العصابة الأسدية ليست جزء من خيار دولي..وهنا لا اتحدث عن روسيا وإيران وإسرائيل والصين.. بل اتحدث عن فرنسا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا أيضا..
لاتدعوا احدا يقول لكم غير ذلك، فالعصابة قدمت لهذه الدول خدمات عارمة تحت الطاولة الاستخباراتية من جهة وبوصفها عصابة من المرتزقة والزبائنية، والخيار الاسرائيلي يقتضي الصوملة من جهة اخرى، والتزمين حتى لا نجد بعدها بلدا.. خيار جنيف كان واضحا وعلى أساسه كان تحرك كوفي عنان والآن الاخضر الابراهيمي..
إذا لم تكن العصابة الأسدية جزء من الحل فلما يذهب الاخضر الابراهيمي لإيران مثلا؟ وبوصف إيران وكما يصرح كل قادتها شريكة في الجريمة..
غسان المفلح |
وبمعرفتي المتواضعة والمتابعة لمراكز القرار أقول: يكذب الامريكان والفرنسيين والانكليز عندما يتحدثون أنه على بشار الأسد الرحيل.. لكنهم حتى اللحظة لم يجدوا منفذا إلا بالصوملة..وهي استمرار الخيار الصفري، فلا العصابة الحاكمة قادرة على حكم البلد كما تريد، ولا الثورة يراد لها الانتصار..وهذا التحذير الذي كتبت عنه منذ بدء الثورة، وحاولت كغيري مع المعارضة أن لا تسمح للخيارات الدولية باللعب في الوقت الضائع للوصول للصوملة..
لم نكن نجرؤ على الكتابة المباشرة، لأن ثورتنا محاطة بالاعداء.. واقولها صراحة لولا بعض دول الخليج واخص بالذكر الكويت وقطر والسعودية والامارات لما استمرت الثورة بهذا العنفوان حتى اللحظة...أما ما تبقى من مساعدات غربية للثورة فهي فقط للتزمين ولدعم الخيار الصفري حتى تقبل المعارضة بحل انتقالي العصابة الأسدية جزء منه، وهذه قضية يتبناها فريق الرئيس باراك اوباما بقضه وقضيضه.. ومن لديه كلام غير هذا في المعارضة السورية ليخرج ويقوله لنا!!! سواء في المجلس الوطني او المنبر الديمقراطي او هيئة التنسيق او القوى الثورية المسلحة التي تتواصل سياسيا لوحدها مع المجتمع الدولي..
هنالك من يقول: أنه لولا الموافقة الامريكية لما قامت دول الخليج بتقديم المساعدات ولما قامت الثورة الليبية بدعمنا. هذا صحيح وخاطئ.. صحيح لأنه في الملف السوري بالذات وكما يرى اصحاب القرار في واشنطن أن كل ما ياتي من هذه الدول لايسقط العصابة الأسدية، وهي دول لاتمتلك القدرة على الدعم العسكري الذي يحدث خرقا كبيرا في ميزان القوى لصالح الثورة..وخاطئ لأن هذه الدول لديها استقلالية نسبية. إن تعفين الوضع في أي بلد مهما كان يجبر الجميع في النهاية على حلول سيئة تلافيا لاستمرار الوضع التعفيني هذا..إنه مرة أخرى الخيار الامريكي الاسرائيلي، وليس الخيار الايراني الروسي..الروس والايرانيون لايزالوا يراهنون على بقاء آل الأسد في الحكم بنفس القوة، أقله خلال فترة يستطيعون من خلالها تأمين ما يريدونه من سورية، أو جزء منه..
الثورة بخير من زاوية الروح المعنوية لشعبنا المقاتل من أجل حريته، لكنها ليست بخير من زاوية المستوى السياسي الفاعل دوليا وداخل المعارضة السورية.. المجلس تعرض ويتعرض لضغوط هائلة، من أجل الجلوس في النهاية مع العصابة الأسدية على طاولة حوار، ويصبح لدينا طرفي حل وليس طرف واحد وهو قيادة الثورة.. المجلس الآن على مفترق طرق قبل انعقاد جمعيته العمومية في قطر بعد عشرة أيام تقريبا..وهذا الملف التزميني اخطر ما يواجه ثورتنا، يجب على المجلس اجتراح الحلول المناسبة لعدم الاستمرار باللعبة التزمينية هذه حتى لانصل إلى مرحلة التعفن وانتشار السلاح بطريقة لا يمكن ضبطه سياسيا.. حتى اللحظة هنالك فرصة وفرصة كبيرة من أجل الخروج من هذا النفق الذي يؤدي للصوملة.. فهل نكون على قدر من المسؤولية الملقاة على عاتقنا؟
المجلس يعاني من امراض لكن يمكن تجاوزها، أقله حتى اللحظة..واجتماع قطر هو الفرصة الأخيرة، وستكون العيون كلها مفتوحة على نتائجه..
إنها صرخة ساكررها كما كررتها منذ بداية الثورة، منذ أن لمست لمس اليد من الامريكان وفقا لقناعتي ومعرفتي المتواضعة: أنهم لاينون أبدا الحد من القدرة العسكرية القاتلة للعصابة الأسدية لصالح الثورة..
أمريكا ليست بحاجة لقرار دولي لانشاء منطقة آمنة يكون فيها حظر طيران على الأقل لو أرادت ذلك.
الموضوع هنا موجه لهذه الادارات الغربية بأن خيارهم مكشوف من جهة وللمعارضة السورية كلها من جهة أخرى لكي تجترح الحلول.
التعليقات