بعد الإحتجاجات الأمريكية المتصاعدة، ونتيجة للتقارير المؤكدة للمخابرات الأمريكية! و بعد أن فاحت الروائح الطائفية و التخادمية النتنة عن أخبار تدفق المساعدات الإيرانية عبر الأجواء العراقية لنظام المجرم بشار الأسد و بتسهيلات مطلقة من الأحزاب العراقية الحاكمة و السائدة المعروفة بولائها التخادمي للنظام الإيراني، لم يتبق أمام حكومة حزب الدعوة الإيراني و شركاه بقيادة الرفيق المناضل نوري المالكي سوى إصدار بيان هزيل عن طريق وزارة الخارجية الهوشيارية العراقية تؤكد فيه الحكومة العراقية بأنها ستقوم بتفتيش الطائرات الإيرانية المارة بالأجواء العراقية للتأكد من طبيعة حمولتها!!

وطبعا هذا البيان ساذج و مثير للسخرية و الغثيان و يبعث على عدم الإطمئنان!! و يؤكد إن للشيطان عيون و آذان!!، ولا نعتقد أو يعتقد أحدى بأن التقارير الإستخبارية الدولية غير دقيقة، فالحكومة العراقية لم تستطع بسط رقابتها على الأرض لتمنع الإرهاب و الإغتيال فكيف تستطيع في ظل تدهور الدفاع الجوي العراقي ان تسيطر على الأجواء العراقية؟ هذا لو إفترضنا سلامة النية في الموضوع؟ رغم أننا نعلم و الجميع يعلم بأن الرفاق في طهران وبغداد يعزفون على انغام معروفة و يتشاطرون نفس الموقف في الدفاع عن النظام السوري و يتقاتلون من اجل إكتشاف كل السبل التي قد تمنع سقوط نظام قتلة الشام؟ ثم أن الطائرات افيرانية التي تتجنب الأجواء التركية و تمر عبر العراق لدمشق لا تحمل الفستق ولا الحلوى الإيرانية و لا حتى ( النعل ) المطاطية؟ ولا الزوار و الحجاج أو السواح؟

بل أنها تحمل هدايا ( بابا نويل ) الإيراني لشبيحة الشام وهي هدايا ملغومة و مسمومة تستهدف إجتثاث الشعب السوري و حفظ السلالة المملوكية المقدسة الحاكمة في الشام؟ ترى على من تضحك الحكومة العراقية برموزها المعروفين بالتبعية المطلقة لإيران كنائب الرئيس العراقي الملا خضير أو رئيس الحكومة الرفيق نوري او أصغر فراش في مجلس الحكيم الأعلى؟ أو فيلق غدر الذي هو أحد فروع النسخة العربية لفيلق القدس الحرسي الإرهابي الإيراني؟ ولا أعتقد ان الجهات الدولية المسؤولة تصدق حرفا واحدا من إدعاءات الحكومة العراقية؟ وبراءتها من التواطؤ المكشوف مع النظام الإيراني و هو تعاون تحتمه المصالح و الأجندات المشتركة لأهل معركة المصير الطائفي الفاشي الواحد!

داود البصري

لقد أعلن الناطق الحكومي العراقي علي الدباغ عن مسرحية رديئة و فاشلة في الإخراج و الإعداد و التمثيل تتمثل في إنزال طائرة شحن عسكرية إيرانية كانت متجهة لدمشق في مطار بغداد و بعد أن فتشها (فيلق بدر و جيش المهدي و عصائب أهل الحق و لواء اليوم الموعود )!! تبين أنها لا تحمل سوى شحنات من ( النعل و الشحاطات ) لتزويد جيش أبو شحاطة السوري بها!!! لذلك فالشحنة بريئة وقد أصدر مولانا الدباغ صك البراءة!!!

و بذلك فشلت أحابيل ( المخابرات الغربية ) و تبين صدق الحكومة العراقية ( قدس سرها )!!.. و طبعا لا حاجة لنا للتعليق على هذا السيناريو المضحك، فالحكومة العراقية بتشكيلتها و قيادتها الحالية لا تستطيع إنزال صور الخميني و خامنئي من الساحات و الميادين العراقية فكيف تستطيع إنزال طائرة شحن عسكرية إيرانية تابعة لقيادة الحرس الثوري المؤتمر بأوامر و نواهي الولي الفقيه؟ إنها المهزلة وقد تجسدت بأبشع صورها و معانيها في العراق الحائر بين الأهواء و التوجهات و العمائم و المرجعيات؟

العراق اليوم هو المعبر اللوجستي للنظام الإيراني وهو الموقع المتقدم الذي تتم فيه ومن خلاله كل عمليات و محاولات الإنقاذ لرقبة النظام السوري الموشكة على القطع وحكومة المالكي تعتبر هزيمة و إضمحلال نظام بشار بمثابة هزيمة ستراتيجية للتحالف الإيراني وهو ما يجعل مشاركته في الدعم اللوجستي مسألة حياة أو موت، أما أسطورة تفتيش الطائرات الإيرانية فهي مجرد محاولة إعلامية مضحكة و حركة بائسة لن تقنع أحدا ولن تغير أبدا الحقائق المعروفة للجميع، وبدلا من أن تقوم الحكومة العراقية بتعديل موقفها المخزي من ثورة الشعب السوري لتصب في صالح بناء علاقات مستقبلية متينة مع الشعب السوري الشقيق فإنها تلجأ للعبة العلاقات العامة و للدجل الدبلوماسي ومحاولة خداع المخابرات الدولية بطريقة ساذجة مثيرة للغثيان...

لن يجرؤ احد من أتباع النظام الإيراني في العراق على تفتيش بهيمة إيرانية عابرة للحدود فكيف بطائرات..!!.. تلك هي المسألة و المهزلة و المأساة.

[email protected]