لم تشوه قضية، ولم يتم التلاعب و بشعوذة رهيبة مع ملف كما تم مع القضية الفلسطينية وملف النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني ! فقد لعبت مختلف الأنظمة العربية التي كانت مصنفة ( ثوريا ) على تلك النقطة الحساسة في ملفات الصراع الدولية، بل أن أنظمة البعث في العراق وسوريا قد إعتبرت تلك القضية بمثابة ( القضية المركزية ) لهما!! ومع ذلك فلم يسيء أحد لقدسية القضية وللشعب الفلسطيني مثلما فعل نظاما البعث النافق في العراق و الذي ينتظر الإضمحلال في الشام، ففي دمشق لم يتبق من القضية الفلسطينية عمليا سوى فرع مخابراتي إسمه ( فرع فلسطين )!! وفي العراق كل شيء طار مع اللقلق وتبدد في الهواء و لم تبق سوى الذكريات وأية ذكريات بعد أن تم إبعاد اللاجئين الفلسطينيين في العراق للبرازيل..؟ وقد دخل الإيرانيون و منذ بداية نظام الملالي على خط تلكم القضية وحاولوا إسنثمارها إعلاميا بسلسلة من حملات الدعاية الكبرى التي ثبت فيما بعد بطلانها و تهاويها وانضم النظام الإيراني لأشقائه من أنظمة المخابرات العربية في اللعب بذلك الملف وخلق الأزمات و توسيع الإنشقاقات و تكوين دكاكين سياسية و منابر إعلامية تروج للسياسة الإيرانية تحت شعار محاربة الصهيونية و الإستعمار و إجبارهما على الدخول في الغار!!!؟ ولكن هل تغير شيء على أرض الواقع، وهل تحققت أمنيات و رغبات و تطلعات الشعب الفلسطيني؟ وهل عاد أحد لدياره؟ بل هل تأسست وتكونت فعلا الدولة الفلسطينية المنشودة و عاصمتها القدس الشريف؟.. الجواب معروف ولاحاجة بنا للإفاضة في الشرح و التوضيح و التعليل، لقد مارس النظام السوري المجرم إرهابة وسطوته و ساديته الدموية طيلة مايقارب النصف قرن على دعاية الصمود و التصدي ودعم النضال الفلسطيني ليكشف اليوم عن حقيقته الصاعقة ووجهه الدموي البشع من خلال توجيه جيشه ( اللاعربي ) لا لدك المستوطنات الصهيونية ولا لزرع الرعب في قلوب المستوطنين اللصوص ولا لردع العدو وتحرير الأرض التي سلمها الأب القائد الخالد للصهاينة في الجولان!! بل لدك و تدمير المدن السورية الثائرة الحرة، ولتدمير و تشريد الشعب السوري الحر، ولقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء بحجة مطاردة العصابات المسلحة وقبر المؤامرة الدولية المزعومة، وهو ما يفعله اليوم بكل عزيمة وهمة و إقتدار وبأسلوب همجي لم تلجأ له إسرائيل ذاتها وهي تشرد الشعب الفلسطيني! و الغريب إن مهرجان القتل السوري قد تحول لساحة سباق أممي فقد إنضمت لعصابات المجرم القاتل بشار أسد كل حثالات الدنيا من روسيا المافيوزية مرورا بالشطار و العيارين و التجار في الصين وكوريا الشمالية و إمتدادا مع فيالق حرس النظام الإيراني الإرهابية والعصابات الطائفية المسعورة المرتبظة به في العراق ولبنان وبلاد ماوراء النهر..؟ إنه الماراثون الفاشي الإرهابي لذبح الشعب السوري و محاولة إجهاض ثورته التاريخية الجبارة، وطبعا أخطر و أحقر الأدوار هي تلك التي يقوم بها النظام الإيراني وهو يفعل آلته العدوانية في ذبح الشعب العربي السوري في ظل صمت عربي مؤسف و مجلل بالعار بل أن بعض العرب كالنظام العراقي لم يخجل أبدا من مساندة ذلك النظام و تسهيل مهامه الإرهابية من الناحية اللوجستية و طبعا لن نتحدث عن اللوبيات الإيرانية في الخليج العربي و التي تقدم دعما ماديا و تعبويا كبيرا للنظام السوري و بتنسيق كامل مع الإيرانيين كما يفعل ذلك ( الآغا ) في الكويت مثلا وهو الذي يصدع الدنيا بالتآمر العلني على مملكة البحرين و التحريض على السعودية ومع ذلك فهو مازال يسعى بخبث لا نظير له، ومن أمن العقوبة أساء الأدب... النظام الإيراني وعلى عادته التاريخية في خلط الأوراق يدعي بأن الدفاع عن نظام سفاح الشام يعني تعبيد الطريق لتحرير القدس!! لذلك فإن قوات الحرس الثوري تقاتل اليوم في السيدة زينب و في ( الحجيرة ) في ريف دمشق!! و تضع خبراتها الإرهابية في خدمة نظام القتل السوري، وسابقا طرح ذلك النظام نظرية و شعار ( إن طريق القدس يمر من كربلاء ) كتغطية ساذجة لهدف إطالة الحرب مع العراق و لتحقيق الأهداف الإيرانية كاملة !! ومع ذلك فشل الإيرانيون في تحقيق ذلك الهدف؟ ولم يفتحوا كربلاء ولا حتى شبر من أرض العراق قبل أن تتسبب حماقات صدام والولايات المتحدة فيما بعد بتمكين النظام الإيراني بتحقيق أحلامه، ودخلوا كربلاء فعلا بل هيمنوا على القرار في بغداد.. ومع ذلك ما زال طريق القدس بعيدا و أبعد من الماضي؟ بل تحول لحلم لايتحقق ومع ذلك فإن الإيرانيين اليوم قد أعادوا صياغة الشعار وبتحديث جديد يتمثل في كون : (طريق القدس يبدأ من الحجيرة )!!... لذلك فإن قطعان الحرس الثوري الإيراني لا تجد خيارا اليوم سوى القتال و الإلتحام المباشر مع أحرار الشام في ريف دمشق، وهو إلتحام ستكون نتيجته النهائية هزيمة ساحقة للعنصريين في طهران الذي سيجرعهم أبطال الشعب السوري كؤوس هزيمة السم الزعاف... وعلى البغاة وأهل الدجل و الخرافة ستدور الدوائر هذه المرة، إنها رياح الحرية المقدسة التي ستعصف بالقتلة و الدجالين.داود البصري
- آخر تحديث :
التعليقات