منذ انتهاء الاحتلال العثماني للبلاد العربية وانحلال الدولة العثمانية و التي لم تجني منها البلاد العربية سوى التخلف الاداري والانساني وبراثم الطائفية المقيته ناهيك عن دورها الكارثي بتسليم البلاد العربية الى دوائر الاحتلال الغربي والذي مازالت الامة العربية ومعها الامة الاسلامية تدفع ثمن امتداداته وعواقبه حتى يومنا هذا، اقول منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لم تظهر حكومة quot;تركية quot; تمثل هذا النهج العدواني الاستعماري الطائفي المتخلف باوسع صوره وابشعها كما يحدث الان مع حكومة ارودغان و أغلو. فلقد تجاوزت هذه الحكومة كل حدود السياسة والدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول والحكومات في عاديات الظروف او في أصعبها بل اوردغان ووزير خارجيته أوغلوا وفي مواقف متعددة وصلا الى الدرك الاسفل في فقدان اي نوع من الكياسة الشخصية والرسمية المتعارف عليها بين الدول او حتى بين الاشخاص. وما التدخل الاوردغاني المسخ في الشأن العراقي الداخلي وايضا دوره الرئيسي بذبح الشعب السوري ومحاولة تدمير الدولة السورية بل والدور المشين لاجهزته الاستخبارية بخطف مواطنيين لبنانيين الأ أمثلة متواضعة للدرك السياسي الاسفل الذي يقبع به أوردغان. وفي الايام القليلة السابقة تاكد وبشكل رسمي عن تلقي السيد المالكي رئيس الحكومة العراقية دعوة رسمية من اورغان لزيارة تركيا وبغض النظر عن محتوى ومبرر الدعوة المعلن ففي النهاية هذه ليس مجرد دعوة رسمية كما متعارف عليها بل يبدو انها نوع من رفع الراية الاوردغانية البيضاء وعلامة تراجع بل و بداية هزيمة صارخة للنهج الاوردغاني العثماني في العراق امام صلابة وقوة القرار العراقي الهاديء والرصين والحازم من قبل دوائر القرار السياسي والدبلوماسي quot; الرئيسي والرسمي quot; الذي يمثله السيد المالكي، كما يبدو ان خسائر ارودغان الاقتصادية الكبيرة في سورية بدأت تمتد ملامحها الى العراق وتوافر عناصر واشارات لاحتمالات خسائر كارثية للمصالح التركية الاقتصادية في العراق كرد فعل أولي على الانف الاوردغاني العثماني الطائفي المدسوس في الشأن العراقي الداخلي. من الواضح أن تركيا تعاني من سياسة التصفير لانها جرت بشكل عكسي تماما وفي ملفات خطيرة اضافة الى مستجدات دولية وأقليمية لم تكن في الحسبان فعلى المستوى الاقليمي هناك تدمير كامل للعلاقات السورية التركية من خلال أنغماس الاخيرة بهدر الدم السوري وبشكل يومي منذ حوالي عامين ومن الجانب الاخر في العلاقة مع العراق ذهب أوردغان بعيدا في التدخل السافر حد التخبط التام ناهيك عن الدور العراقي الناهض في المنطقة وخاصة الملف السوري والذي شكل مفاجاءة غير سارة لاوردغان وحلفائه في المنطقة ومع ايران هناك تقاطع ستراتجي تركي لايمكن التهاون فيه ناهيك عن الدور المصري الجديد الذي بدأ يبحث عن مكانة ضائعة منذ عقود وسوف يسبب الصداع لتركيا قبل غيرها، وفي الملفات الداخلية يبدو ان الملف الكوردي والضغط العلوي وتعاظم المعارضة السياسية والاعلامية والحزبية لسياسات اوردغان الخارجية ستكون عوامل ضغط اخرى ناهيك عن الجانب الدولي المتمثل اولا بالرفض الاوربي المتكرر لمنح تركيا مقعد في الاتحاد الاوربي والجانب الاهم بروز الدور الروسي والصيني القوي والصلب خاصة حول الملف السوري مما شكل صدمة حقيقية أدت الى تراجع وتخبط واقعي للدور التركي. ومع دعوة السيد المالكي يبدو ان اوردغان قد نال من تربية الواقعية السياسية والشخصية ولو جزء يسير، لذلك وبوجهة نظر شخصية تتقاطع مع كثير من الاراء السياسية والاعلامية فاني أدعو السيد المالكي لتلبية هذه الدعوة لانه اولا واخير رجل دولة ويمثل العراق حيث سترصع طائرته بالعلم العراقي وسيرتقي اي منصة هناك وعلم الدولةالعراقية علي يمينه وليس علم عشيرة او قوم او مذهب وسيفرش له السجاد الاحمر لانه وبحق واستحقاق رئيس الحكومة العراقية الوطنية المنتخبة، وليس مجرد هارب من العدالة ومطلوب للقضاء يلوذ بشقة في اسطنبول ولاحتى مجرد مهرب نفط بجلباب شبه رسمي والسيد المالكي ليس رئيس محافظة او ماشابه وليس ممثل الشيعة اوالسنة او العرب او الاكراد او التركمان بل ممثل كل العراق وكل العراقيين بقومياتهم ومذاهبهم واديانهم لذلك سيذهب بهذا العمق الانساني وهذا الثقل الوطني وسيعزف له السلام الجمهوري العراقي الرسمي المعترف به دوليا وليس أقل من ذلك بكثير!! لقد كانت هذه الدعوة الرسمية من رئيس الحكومة التركية الى رئيس الحكومة العراقية وليس الهارب المطلوب للعدالة ولا مهرب النفط ولا رئيس العشيرة ولاحتى بتوصية للاستقبال من هذا الطرف الخليجي العربي او غيره. ان المالكي السيد هو من تلقى الدعوة سوى رفضها او قبلها لكن فليفهم ذلك اقزام واتباع اوردغان في العراق والمنطقة.محمد الوادي
- آخر تحديث :
التعليقات