كم أحاول ان ابتعد عن السياسة واكتب عن عقد اللولو كاحلام مستغماني او رسائل الغرام التي تكتب على ورق الورد كغادة السمان، ولكنني بحكم الدم الذي يجري في عروقي، ورغم سكني قرب القطب الشمالي ( ليس للتمتع بالجو كما علق احد القراء البطرانين) لكن كما يقول المثل ابو العادة ما يجوز من عادته، اكتب عن السياسة العراقية وانقدهابطريقة المراءة التي ولدت على ارض هذا الوطن المقدس، اكتب من قلب ينزف لما حصل ويحصل، اكتب من أحاسيس إنسانة تعشق ذرات تراب وطنها المبعدة عنه قسرا كباقي المبدعين المبعدين، ليس لانني من البعث المتعفن او وهابية كما يحب ان يداعبني بعض المعلقين على مقالتي، فاصبحت عندي اسطوانة مشروخة اقراءها واشرب عليها كلاص ماي، ولأنني من اشد المؤمنين والمطالبين بالحرية الحقة وحرية التعبير والوطن الراقي تعلمت منذ زمن ان نتحمل احبائنا بس لا تطوخوها وتتهمون جزافاً يمينا وشمالاًلان صارت القضية بايخة ناقشوني بقضايا أكثر ثقافة وفهما لتقديم ما هو الأصلح والأصح وإعادة بناء ما تم تهديمه ولو بالقلب واللسان وذلك أضعف الإيمان لكنه إيماني بالوطن المفقود (بل وبكل صراحة لم يترك الغزو الأمريكي شيئا إلا وهدمه حسب خطة مسبقة، دمر كل شرائح المجتمع بماضيها وحاضرها حتى نظام البالوعات ولا ادري لماذا دمرها ) الذي أحيل إلى مزبلة تاريخية يجوب بها قطاع الطرق والساسة معدومي الخبرة العاجزين عن تناول ابسط قضايا العراق وهي إخراجه من البند السابع لنعيد كرامة الدينار لاغنى بلد في منطقة الشرق الاوسط.

ونترك رفع سيوفنا المصدية بوجه كل من يقول كلمة حق وندافع بشكل أعمى عن الأخطاء والسرقات والتهديم( ارجو عدم نسيان ما حصل في شارع المتنبي من إهانة للفكر والثقافة)، لقد اصبحت جنة الرافدين مزابل تمرح بها الفئران وهناك من يتهم كل من يتمزق قلبه دما عما حصل بان الكاتب من البعثين السلفين التكفيرين والوهابين، انها قلة ثقافة وترتيل ببغائي لطمر الجرائم التي تعج في العراق وبعد الاحتلال لتسعة سنوات وبعد كتابة دستور مهلهل تمت كتابته في احد المكاتب في نيويورك وتأسيس برلمان فاشل وظيفة أعضاءه التسابق على كسب الرواتب الضخمة وشراء العقارات في دبي ولندن، كيف لنا ان نربط بين البعثية التكفيرية والسلفية؟ جيل الكلام الفارغ بحاجة ماسة للتثقيف سياسيا واجتماعيا كي يحترم وليس تثقيف السبايات واللطميات والأبواق المأجورة، ان النسبة الغالبة الان هي أمية حتى شملت اعلى مراتب الحكم في العراق، ابتداءا من رئيس الجمهورية العجوز المتشبث بكرسي الرئاسة رغم مرضه، عاد إلى الكرسي بعد ان قضى فترة علاج في المانيا و لمدة ثلاثة اشهر كلفت الميزانية العراقية ملايين الدولارات، حل رئيس الجمهورية ضيفا على السياسة العراقية ليجد حلا لهذه الفوضى، !!!!!!!انها فوضى بحق لا نعرف من الحاكم وكم عدد مكاتب رئيس الوزراء التي تحكم، وكم هي مساهمات الشباب في بناء العراق وليست مساهماتهم باللطم.

ان ما جاء به الاحتلال الامريكي هو كارثة بحق، الشكوى من البعثيين وما عملوه لن تنتهي حتى بعد مرور السنوات الطويلة العجاف على تسلق النخبة المختارة من ظهر الدبابة الى كرسي الحكم غير قادر على توفير ابسط مستلزمات الحياة البسيطة للشعب العراقي، الصراع الدائم بين الكتل ما زال قائما ورمي جهلهم بادارة البلاد وضبط الأمن على القاعدة والسلفيين والبعثيين التكفيرين، رئيس الجمهورية المريض لا يحل ولا يربط ( ولن اقبل انتقاد اي انسان لي عندما انتقد جلال الطالباني لانني كردية)، يصل جلال الطالباني ويسافر مسعود البارزاني، والنائب العام عن القوات المسلحة رئيس الوزراء الذي يعشش في مكتبه مكاتب كثيرة تدار من قبل نخبة من رؤساء الوزراء إلى جانب وجوده وما أكثر عددهم، وتحدث مصادمات غريبة وأمور تصل إلى مكتب رئيس الوزراء فإذا به يتفاجئ بالقرار الذي اتخذه غيره،أنني في كلامي هذا ابحث عن المنجزات التي حصلت خلال جلوسهم على عروشهم الى جانب شكواهم وقذفهم للبعثيين التكفيرين السلفين؟

انني ( والعياذ بالله من كلمة انني ) إنسانة تربوية خدمت نظام التعليم أيام عزه وعليه اول ما أبدئ بالهموم آلتي تمزق كل مغترب ( متهجول ظلما وقسرا ) بالسؤال عن التعليم. أن من اهم مقومات نجاح أي امه هي بتعليم شعبها وتثقيفهم صحيا وعقليا وليس بالاهمال الحاصل والمعتمد بتسريب الأطفال من المدارس، لقد جرحت قلبي وأوشكت على البكاء عندما شاهدت الطفلة فاطمة من حي البكلرلي في محافظة الحلة والتي تركت دراستها وهي في الصف السادس ابتدائي لتعمل مع والدها في تصليح المولدات، هذه الطفلة الذكية التي اجهشت بالبكاء امام الكاميرا تريد العودة إلى المدرسة لكن ضعف الحال يمنعها وهي في أغنى وطن في الشرق الأوسط، أما كان بالأحرى أن تنفق المبالغ التي ببذخ على شراء الفلل والقلاع والشقق في شتى أنحاء العالم أن ينتبهوا إلى الطبقات الفقيرة؟ أنهم كانوا فقراء بالأمس القريب وتعلموا دروب السياسة المزيفة ليس لإدارة وطن بل لحسابات بنكية وعقارية بالمليارات المسروقة من أموال هذا الوطن دون الحساب لما بكت من اجله فاطمة الصغيرة، أما كان بالأحرى من رئيس الجمهورية المريض أن يخصص من ميزانية العراق لعمل نظام رعاية اجتماعية لمساعدة المحتاجين وهو الذي عاش ويعيش في إنكلترا ويعرف جميع نظم الرعاية الاجتماعية عوضا عن طلب ٢ مليون دولار له لقضاء ٣ أيام في نيويورك أن تبنى مدارس لاستيعاب هؤلاء الأطفال؟

هل تم إبادة قانون التعليم الإلزامي المعمول به قبل الغزو الأمريكي الذي حرق الأخضر واليابس؟ هل توقفت الدولة بجميع رؤساء وزرائها العاملين في مكتب المالكي وآلمتنفذين بها عن تطبق قانون محو الأمية الإلزامي؟ وهل تم بناء مدارس عوضا عن المدارس التي تم تحطيمها على يد الغازي وسارقي طاولات المدارس؟ هل استطاع وزير التربية الطيب كما اسمع أن يعيد الطلبة المتسربين من المدارس سعيا وراء لقمة العيش كما يدعون في اغًنى بلد في الشرق الأوسط؟

كلها أسئلة نعيدها كل مرة لنرى ردة الفعل، وردة الفعل هي الإمعان في الجهل، الإمعان في الثراء، الإمعان في الفوضى السياسية، الإمعان في الانشقاقات غير المبدئية والمبنية على ما أراده الغازي ونفذه الجاهل وما اكثرهم وهي الطائفية المقيتة ومحاربة أصحاب العقول النيرة لاتهامهم بالجملة السمجة ( البعثيين السلفيين التكفيرين الصداميين) أننا كعراقيين سواء في الخارج أو الداخل نود لمس إنجازا واحدا يدل على قدرة السادة أصحاب الكتل بالعمل على الوحدة من اجل الوطن وليس من اجل الجيوب المتخمة، كفاكم ضحكا على الشعب الذي اصبح يتندر بسفرات الطالباني ونزهات علاوي وتغير رأي الصدر وعدم ثباته على أي قرار يتخذه، وأخبار الفساد الذي يزكم الأنوف، عسى أن يكون كلامي خفيفا على الذين ما زالوا يلبسون النظارات الشمسية الداكنة.