في مقالة quot;تهافت التنظير الثوري السوري: ياسين الحاج صالح نموذجاًquot; للكاتب العراقي عبدالأمير الركابي الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢ يقولquot; اذا كان هنالك من يريد تغيير النظام، ولا يريد حدوث ذلك بالعنف بل سلماً، فهل نعده laquo;فاقد الآهلية الاخلاقيةraquo;؟. وماذا اذا اعتقد هذا laquo;الثائر السلميraquo; بأن من يحملون السلاح، هم اعداء الثورة، وانهم يفتقرون laquo;للاخلاق الثوريةraquo;؟ وماذا لو اعتبر هذا ان من يتملقون الثورة، ويقبلون كل تبدلاتها، شخص laquo;يفتقر للأهلية الاخلاقيةraquo;، ولا يصلح منظراً، او طامحاً لتمثيل هذا الحدث فكرياً؟ السيد ياسين يقول ان الثورة يمكن، او يجب، ان laquo;تنضبط بقواعد واصول عادلة تتوافق مع قيمهاraquo;، ما يعني انها ليست مطلقة، وليست قانوناً به تتحدد الاخلاق والقيم، لا بل يمكن ان laquo;تخرج على القواعد والاصولraquo;. إذاً لماذا نرفعها الى مقياس علوي، ونجعل الموقف، مجرد الموقف، من إطلاقيتها دليل ضعف اخلاقي او ممارسة لااخلاقية.

ما الذي يقوله فعلاً الاستاذ ياسين؟ الا يدرك ان التبرير الذي يورده، يمكن ان يطبق من موقع يتجاوز عنف النظام وفاشيته، بحيث نسطر مقولات وتبريرات الممانعة والثورةquot; في معرض نقده لياسين الحاج صالح يحاول السيد الركابي أن يعلن موقفه من الثورة وهذا حقه بالطبع، وحقه ان ينقد من يشاء، والصديق ياسين الحاج صالح أقدر مني بالرد عليه،

غسان المفلح

وياسين أحد اهم رموز النخبة المثقفة والسياسية لدى جيل الحرية من الشباب في سورية، وهو لايتملق الثورات العربية عموما والسورية خصوصا لانه جزء عضوي منها..لكن في هذا المقطع الذي اقتطعته من مقالته تلك، يضعنا السيد الركابي، وأعتقد جازما أن السيد الركابي لم يقرأ ياسين جيدا، بل اقتطع بضع كلمات من هنا وهناك، عن السياق التراكمي للمعنى مما يكتب ياسين، وحديث ياسين عن القيمة الأخلاقية للثورة والموقف منها، لا يحتاج إلى كثير قول فيه، لأن نقطة الانطلاق باعتراف الجميع في هذا العالم ان من يحكم سورية عبارة عن عصابة من القتلة والسارقين وشذاذ الآفاق..

حتى حلفاءهم في الغرب والشرق، يقرون بذلك..فالموقف من هذه العصابة لا يحتاج في المبحث الأخلاقي إلى جهد كبيرلتبيانه، وتبيان احد أهم أساسته المعرفية، بالمعلومة والرقم حتى!! بمعزل من هي المعارضة السياسية، وبمعزل عن المصالح الدولية والاقليمية، وبمعزل عن فهم أو عدم فهم السيد الركابي أن هنالك ثورة سورية أم لا؟ والاهم من كل هذا أن الثورة في انطلاقها سلمية وماحصل لاحقا، لايغير المنطلق التاريخي والسياسي والاخلاقي والشعبي لهذه الثورة.

حتى لو اراد السيد الركابي اغراقنا باسئلة تشير إلى محاولة معرفية بريئة في ظاهرها، لكنها تحيل إلى شك لغوني يضع الشعب السوري في مقارنة مع عصابة حاكمة.. مثل الاسئلة التي يطرحها على ياسينquot; ما هي الثورة؟ ما هي الثورة السورية؟ هل يملك هو ان يقول لنا عيانياً ما هو هذا الحدث، ما هي ابعاده الفعليه؟ كما يمكن لباحث مميز مثله ان يستنتج من تحري معطياته، وعناصره، وتغيراته وما يحيط به، وما يتداخل معه؟quot;. هذه أسئلة من لايتابع الشأن السوري لكن له موقف واضح في دعم العصابة الأسدية تحت حجج وذرائع قوموية وغير قوموية.. ذرائع التدخل الخارجي وما إلى ذلك..ذرائع العنف والتسلح..لماذا لم يقل لنا مباشرة ما هي الثورة وماهي الثورة السورية..

إن العار والفاشية والبعثية الفاشية هي في الواقع موقف بعض المثقفين العرب من شعب يذبح في وضح النهار، تحت حجج وذرائع سياسوية عابرة!! أو مصلحية مع عصابة حاكمة.

الشعب السوري كما انه لم ينتظر مثقفيه ولا معارضته السياسية، لم ينتظر موقفا من مثقفين عرف عنهم ركوب الموجة القوموية الشعبوية..ونحن لا ننافق الثورة لأننا سوريون قبل ان نكون مثقفين.