(1)

القصة بدأت من مجموعة صغيرة مغمورة تافهة من الجهلة الذين أرادوا مهاجمة المسلمين و كانوا أعجز من أن يقوموا بذلك بشكل منطقي أو عقلاني .. او حتى مترابط ...فلجأوا ndash; شأنهم في ذلك شأن العاجزين في كل مكان و زمان ndash; لجأوا الى سلاح الشتيمة و القذف و الإهانة بقصد تحقير الدين و إهانة رموزه ... فكانت النتيجة فيلم ردئ الصناعة و المحتوى لاترضى دور عرض الدرجة الثالثة بالسماح بعرضه لديها... وكان من الممكن أن يمر هذا الفيلم كما مرت مئات الالاف من الكتب و القصائد التي صُيغت في هجاء رسولنا الكريم و ديننا الحنيف وعجزت أن تفعل شيئا لوقف جاذبية هذا الدين الجميل. كان من الممكن أن يحدث ذلك لولا أن البعض منا قد رأي في هذه المناسبة المؤلمة فرصة له لإستعراض عضلاته السياسية و العسكرية في قضية تنال تعاطف الغالبية العظمى من ابناء الاسلام ... ولا تكلف شيئا ... فكان له ما أراد ... فتمت تعبئة الناس تحت شعارة نصرة رسول الله و نسى هؤلاء أو تناسوا أن نصرة نبينا الكريم الحقة تكون....باحترام النفس البشرية وعدم التعرض بالآذى لها... تكون في خشية الله في كل فعل وقول ....تكون في احترام أملاك و أموال الشعب وعدم التعرض لها بالسطو .... تكون في احترام القانون ... تكون في اداء الواجب واتقان العمل ... تكون في نصرة المظلوم والعطف على المحروم .. و عون المحتاج .... تكون في نشر المعرفة و المحبة والسلام ..... هكذا تكون نصرة رسولنا الكريم عليه افضل الصلوات والتسليم. أما استغلال عواطف الناس و مشاعرها و توظيفها لخدمة مشاريع سياسية غامضة و الزج ببلادنا و هي لازالت تتعافي في صراعات أقليمية و عالمية لا قبل لنا بها و ليست من أولوياتنا فهو أمرلايحق لأحد أن يفرضه علينا لأنه لن يحقق لنا سوى المزيد من المأسي... أخيرا، لا اجد سوى القول ... تعددت الاشكال و الإساءة الى رسول الله واحدة.... عذرا يا حبيب الله فالجهل فد تمكن منا.


(2)
السفير الأمريكي كريس ستيفنز قدم الى ليبيا كمندوب لإدارة الرئيس الامريكي في الاشهر الأولى للحرب .. عُرف لدى سكان مدينة بنغازي مما عاشروه بتواضعه الجم و حسن أخلاقه ، كانت كل تصريحاته و أحاديثة لصالح قضيتنا .. حاول أن يخدم مصالح بلاده بطريقة متوازنة و غير معهودة من سفراء أمريكا بالمنطقة العربية ... أن ينتهي بهذه الطريقة البشعة و المحزنة و التي تسيء الينا كشعب و ترجع بنا سنوات الى الوراء و ستكون لها تبعات سندفع ثمنها لسنوات طويلة .... لهي من باب تقديم الخدمات المجانية لإعداء الوطن ... وأعداء الدين.

(3)
ثمة شيء في داخل أعماقنا استعص على الحضارة. وأنا هنا أتحدث عن أزمة عميقة تعصف بمجتمعاتنا وهي تحديدا أزمة معرفية وأخلاقية وهي واضحة لكل من يرغب في رؤيتها. ..... تبدأ من الاستهانة بالنفس البشرية والاعتداء على حقوق الغير وتنتهي بالفساد و الوساطة و التعصب المقيت... و ما لم نملك الشجاعة لرؤيتها والاعتراف بها فإننا لن نستطيع تغييرها و ....إنما فقط سينمو حجم الداخل لدينا الذي استعص على الحضارة.

كاتب وقاص من ليبيا.