في متوارثات الشعوب كثير من الذكريات الأليمة والسعيدة، وربما أيضا أيام خالدة أو يتيمة ترتبط بأحداث مصيرية أو مشرفة، وفي معظمها ترتبط أيضا بذكريات موشحة بلون الدماء التي أرختها وجعلتها تتميز عن بقية الأيام الأخرى.
لن نوغل كثيرا في أعماق التاريخ وعادات الشعوب وتقاليدها بقدر تعلق الأمر بأعيادنا ومناسباتنا وعطلاتنا التي يتوقف عندها البرلمان في إحدى لجانه لكي يصيغ لنا قانونا خاصا بتلك الايام والمناسبات التي يتوقف فيها العمل والإنتاج ويتفرغ لها مواطننا للفرح والرقص والدبكات أو للحزن والبكاء، أو للمسيرات ورفع التصاوير والإعلام ومدح القائد الهمام والهتاف للعدو بالموت الزؤام؟
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم ( على عادة إمام جامعنا رحمه الله ) وانا أحصي مع شلة من الأصدقاء أيام الأعياد والعطلات الرسمية والشعبية والدينية والقومية والمذهبية وربما حتى العشائرية، وبعد جهد جهيد عجزنا تماما عن إحصاء عدد الأيام التي يستمتع بعطلتها مواطننا المناضل، فقد تبين أن شعبنا العظيم قد حقق أهدافه في الحرية والانعتاق
كفاح محمود كريم |
وإذا ما اعتمدنا هذا الرقم وهو مائة وخمسون يوما وأضفنا له عدد آخر لا نعرفه من أيام البطالة المقنعة التي استشرت وانتشرت بعد قيام نظامنا الجديد وتعدد المناصب والوظائف والرواتب بيد شخص واحد حيث يجمع الشخص الرئاسة وقيادة الجيش ومن موقع أدنى يمارس وزيرا للداخلية والدفاع ويتجرز بهيئة الإعلام والنزاهة والانتخابات والبنك المركزي إضافة للنفط ومجاميعها، ندرك إن العراق يعمل بأقل من نصف أيام سنته ويستمتع بأكثر من النصف المتبقي بموظفين يشغلون عدة مهام ومسؤوليات في آن واحد!؟
وبدلا من أن تكون مكرمات القائد الضرورة غرامات من الفاصوليا والعدس على البطاقة التموينية أيام حكم حزب البعث، فان حكومتنا الرشيدة ومسؤولين نظامنا الجديد يكرمون شعبنا بصواني أو بكومة ( على عادة صدام حسين في إعطائه الرتب والنياشين والأنواط ) من أيام العطل والإجازات التي يتمتع ويستمتع بها مواطننا المترف في أي مناسبة يجدونها تخدم الأمة!؟
ولا أظن على ضوء هذه الإجازات الممتعة إن أي دولة في العالم تنافسنا في ذلك، إلا اللهم إذا كانت ايران هي الأخرى تناضل من اجل متعة المواطن واستمتاعه كما نفعل نحن في عراقنا الجديد جدا، وصدق من قال لا خير في امة كثرت أعيادها، وأضيف مستسمحا وبالذات عطلاتها وإجازاتها!
التعليقات