كلنا سمع بصناعة الموت الرائجة هذه الايام، متناسين ان للموت تجارة ايضاً، وان كان هناك تداخل ما بين الحرفتين، كما هو معروف ان التاجر هو المروج للبضاعة كما الصانع الذي هو المنتج او المنفذ لها، لذلك فأن الاضواء كلها مسلطة على الجهة التنفيذية لتلك السلعة البائسة، كالقاعدة والسلفية الجهادية وحماس والجهاد وحزب الله وجند الله وثار الله الخ من تلك الاسماء المرتبطة زوراً بأسم الخالق تعالى والدين الحنيف الذي شُوه والنبي الاكرم (ص) الذي يسب اليوم جهاراً بسبب افعالهم الاجرامية، اما التجارة المحركة لتلك الصناعة القذرة والتي تكون عادة مدعومة من قبل حكومات دول مارقة تأوي اولائك الصناع الأشرار وتمنحهم المساعدات اللوجستية والاقتصادية وقد تصل في بعض الاحيان الى الحصانات الدبلوماسية، فرأينا النظام الدموي السوري آوى الكثير من مجرمي الشعب العراقي واحتضنهم وكأنهم عُملة نادرة لتحرير الجولان! من امثال محمد يونس الاحمد وحارث الضاري ومشعان الجبوري وكثيرين غيرهم، فمنهم من دَبّر ومنهم من خطط ومنهم من حرض ومنهم من ساعد على التنفيذ لقتل النفس المحرمة عرفياً قبل ان تكون محرمة شرعياً وفي كافة المعتقدات، وما ذلك شلال الدم العظيم والمستمر لما قارب العقد من الزمان في العراق الا بسببهم، وكذلك نرى الاردن (وان كانت ليست من الدول المصنفة بالمارقة) التي لها حصة معلومة من النفط العراقي (الزهيد الثمن للغير والغالي الثمن على شعبه) بعنوان شرائه بسعرٍ مخفض!

ليس الآن وفي ظل الحكومات الاسلاموية المتعاقبة فحسب، بل كذلك خلال فترة حكم صدام ولا نعرف لماذا، والاردن كما هو معروف فهو يأوي بعض الجماعات المشبوهه والمعادية للشعب العراقي، وكل ذلك يجري سراً بمعنى ان تنفي تلك الحكومات علناً ما تفعله سراً، وتنبذ العنف في كل المحافل الدولية حتى لا تـُُؤاخذ قانونياً على افعالها، وكانت هذه الدول بمثابة المثال لا الحصر، ولكن ان تجد دولة تعيش في العصر الحديث هذا وهي جزء من منظمة الامم المتحدة و منظمة التعاون الاسلامي، تتباها في التهديد العلني بالموت لكل من يخالف زعمائها في مجرد الرأي او الفكر، فهذا قد يعتبر ضرباً من الخيال ولكنه ومع شديد الاسف حقيقة معلنة على مرأى ومسمع الجميع، وهي ليست وليدة الساعة بل منذ ان اعتلى زعمائها الدينيين سدة الحكم.

جمهورية ايران quot;الاسلاميةquot; ومنذ تولي الخميني سلطة البلاد اعلن نظرية شاذة في الحكم، ألا وهي نظرية ولاية الفقيه سيئة الصيت، والتي هي وبأختصار شديد وبدون ادنى احراج ان يكون للولي الفقيه ما للنبي (ص) بالضبط، فله ما له وعليه ماعليه، لذا فعدم طاعته او تنفيذ فتاواه واوامره هو كفر صريح ! وذلك عن طريق بسطاء الشعب الايراني الذين ايدوه في ذلك الوقت. استطاعت الدولة الايرانية ان تبث الرعب والارهاب في قلوب كل من يخالف ذلك النبي المزعوم في الرأي، بالفتوى الشهيرة والمعلنة والمؤيدة رسمياً من قِبَل الخميني نفسه ومن قِبَل دولته واتباعة، ومن ثم جاء وريثه خامنائي و حل محله في تلك quot;السلالة النبويةquot; المزيفة، ونص تلك الفتوى مترجم للعربية هي quot;الموت لمن هو ضد ولاية الفقيهquot;!

وكما هو معروف كان المقصود بها آنذاك المرجع الشيعي الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي رحمه الله والحوزة الدينية في النجف الاشرف كافة وكل مقليدهم من الشيعة، فسفكت الدماء بسبب هذه الفتنة الفتاكة عن طريق الاغتيالات والاعتقالات والاعدامات والنزاعات المسلحة، ان كان ذلك في ايران او في العراق او في لبنان او الهند او الباكستان، الخ..

ومات الخميني واتى من هو اشد منه تمسكاً بها، فالخميني كان عالماً مجتهداً حسب رأي المطلعين، ولكن من خلفه لم يكن كذلك بل كان خطيباً وواعظاً لا اكثر، وكذلك على رأي نفس المطلعين، والحقيقة لم نكن نحن شيعة العراق واعين لخطرها علينا آنذاك، ولكن ما اثار كاتب هذه السطور الآن للتعرض لهاذه الظاهرة التي مضى على العمل بها اكثر من ثلاثة عقود، هو بدأ عملية ذكية جداً وشديدة الخطورة على السلم والاستقرار الهش اصلاً في مجتمعاتنا، وهي انتاج وتصدير جيل جديداً لاولياء الفقية اصغر حجماً من خامنائي ومرتبطين به مباشرة، وتوزيعهم على الدول التي يكثر فيها التشيع واول تلك الدول المتضررة هو بلدنا العراق المثقل بتحكمهم السلبي في كافة المجالات عن طريق الحكومة العراقية المصنوعة اصلاً من قِبَلِهم، ونرى كل ذلك يتجلى بوضوح في قنواتهم الفضائية، انظروا على سبيل المثال قناة الكوثر، وهناك واجب اخلاقي ووطني علينا هو الدفاع عن بلدنا وان نحارب من يريد بنا السوء، ولكن ليس بالدم او بالعنف مثلهم كوننا مسلمين حقيقيين وبالتالي مسالمون، بل بالفكر والقانون و قبل فوات الاوان. اذا فأنا ادعوا كل الشرفاء والغيورين من محبي الحياة والانسانية في العالم ان يؤيدوا مشروعنا الذي تبنيناه وهو رفع دعوى قضائية على الحكومة الايرانية لايقافها عن بث تجارة الموت تلك ومحاسبتها عنها وذلك تحت البنود القانونية لمحكمة لاهاي الدولية، وذلك بأستدعاء كل من روج لتلك التجارة الدموية للمثول امام القضاء لينالوا جزائهم العادل، لكي يصبح العالم اكثر اماناً واستقراراً باذنه تعالى الذي سن العدل والمساواة في محكم كتابه العزيز.