لاشك أنّ فيصل القاسم وبرنامجه الجماهيري quot;الاتجاه المعاكس quot; أصبح ظاهرة في العالم العربي، ليس بسبب جرأة المواضيع التي يطرحها البرنامج فقط بل لجهة الشتائم والألفاظ التي سمعها المشاهد العربي لأول مرة وطالت الأم والأخت والعائلة من فوق الزنار وتحته، وان كنتَ محظوظا فربما تشاهد ضربا بالأيدي او الكراسي.

رويدا رويدا وبعد قصقصة أجنحة القاسم في قناة الجزيرة ومنها اختصار مدته مرتين أصبح البرنامج يعتمد على الاكشن والابتكار في المسبات وصراع الديكة..منتصر واحد في الحلقة، وحده فيصل القاسم المنتصر على حساب المعلومة وعلى حساب الثورة في سوريا.

منذ حوالي اسبوعين وكان يوم ثلاثاء كنت اتجول في القاهرة والتقيت بالجالية السورية وكان جميع من التقيتهم يلوموني على عدم قبولي دعوة القاسم في الاتجاه المعاكس في اللحظة الاخيرة، بحثت عن الموضوع لأجد اصل القصة هو تغريدة للقاسم وضعها على التوتير تقول انه quot;اتصل بي عشرات المرات لاعتذر في اللحظات الاخيرة بعد ان اصبحتُ بطلا خارقا للعادة quot; وفي اليوم التالي لعرض البرنامج كان العتاب أشد ممن التقيتهم ربما بسبب افتراضهم ان المعارض السوري الذي ظهر في البرنامج لم يبل بلاء جيدا، وبسبب القاسم نفسه الذي وضع quot;بوست quot; على موقع التواصل الاجتماعي quot;الفيسبوك quot; يشتكيquot; أنصار الثورة السورية من ضعف المدافعين عنها على الشاشات، وهذا صحيح جداً، فمعظمهم بائس. أتوسل إليكم ترشيح مدافعين أقوياء، لكن أرجو أن لا ترشحوا محمد العبد الله أو عمار القربي لأنهما باتا يعتبران نفسيهما أهم من الثورة. فقد اتصلنا بالقربي عشرات المرات، لكنه كان دائماً يتهرب، فترد علينا سيدة من طرفه لتقول إنه سافر قبل قليل إلى جزر الواق واق في مهمة حقوقيةquot;.

عمار قربي

وباعتبار انه بسبب ضيق الوقت تركت الفيسبوك والتويتر الا أني وجدت ان من حق جمهور الاتجاه المعاكس ان اوضح لهم الحقائق التالية رغم تأخر الوقت : للأسف لم يسعدني الحظ أن التقي بفيصل القاسم في حياتي ولم نتحدث مع بعض مطلقا رغم ان بريده الالكتروني موضوع على قائمة مراسلات المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية منذ سنوات حيث نرسل له كل الانتهاكات التي تجري وجرت في سورية، وكان من الطبيعي الا نلتقي لأنني عندما اسافر خارج سورية كنت اخرج من قسم المحفوظات في المطار بسبب منع السفر وكان هو يأتي ويخرج من غرف كبار الزوار، وكنت اتجول بسرفيس حرستا quot;انتاج او السيل quot; بينما كانت مرسيديس مفيمة تقله بين فنادق دمشق.

لكنه كان صحفيا بارعا وكنت مدافعا عن حقوق الانسان..

الثورة السورية نقلت كثير من المغمورين السوريين وانا منهم الى النجومية رغم ان اول ظهور لي بالجزيرة كان قبل الثورة السورية بعشر سنوات تقريبا..

الصدفة كانت سببا في خروجي من دمشق قبل الاخرين حيث شاركت باجتماعات المنظمة العربية لحقوق الانسان في القاهرة باعتباري احد اعضاء مجلس امنائها، وكان لابد ان احمل عبئا اعلاميا اكثر من الاخرين، لسبب تواجدي في الخارج الامر الذي يعطيني الحرية وبسبب وجود فريق كبير منظم من اعضاء المنظمة الوطنية الموجودين في سورية مما سهل توثيق المعلومة، كنت اظهر يوميا على الجزيرة عندما جررنا القناة جرا بطريقة اشبه بالتوريط لتغطية احداث الثورة السورية بعد ان بقيت فترة تمارس دور الشيطان الاخرس بالدفاع عن بشار الاسد، واستمر الوضع بتلك الصورة حتى شكلت دولة قطر quot;المجلس الوطني السوري يمثلنيquot; ومع بدء انتقادي للمجلس كان يخف ايقاع ظهوري على قناة الجزيرة تدريجيا حتى انتهى بمقاطعة كاملة لي منذ خمسة اشهر لم يبددها سوى ظهور وحيد منذ اسبوعين quot; بالغلط quot; بعد تشكيل المجالس المدنية المحلية وربما لفهم خاطئ انني انضممت quot; للمجلس الوطني يمثلنيquot;.

قبلها بعام اتصل فريق اعداد برنامج الاتجاه المعاكس وطلب مني المشاركة في احدى حلقاته وكان لدي جلسة استماع في مجلس حقوق الانسان في جنيف واذكر اني اعتذرت قائلا ان البرنامج اسبوعي بينما الجلسة مهمة ومن حق الثورة علي ان احضرها، فطلب مني ترشيح بديلا عني، واذكر اني رشحت الاخوين وحيد صقر وبسام جعارة وفعلا تم الاتفاق مع الصديق جعارة.

فالقضية لم تكن عشرات الاتصالات ولست أهم من الثورة وليست خرقا للعادة، وانما هي موقف قطري من كل شخص ينتقد quot;المجلس الوطني يمثلنيquot; او ينتقد سياسة قطر وأموالها التي أفسدت الثورة وفرّقت المعارضة، فأنا لست من مؤيدي القرضاوي او فيلسوف الأمة عزمي بشارة.

لكن وبكل الاحوال وحتى لو ان أي شخص اعتذر عن البرنامج لضعف، او لأنه يحترم نفسه فهذا لا يليق بدكتور في الاعلام ان يستخدم اسقاطات تحمل كماً من السخرية بحدها الأدنى، وتنسجم مع حملة تشويه يقودها فريق محترف حاليا ضد كل من يفضح ممارسات مجلس قطر ويقف عائقا امام استمرار سرقته للثورة.

كلي امل ان يكون فريق الاعداد هو من خدع الدكتور، بتحويل اتصال واحد من عام الى عشرات الاتصالات، وكلي أمل بأن يكون القاسم قد طلب فعلا ذلك لكن ادارة القناة أخبرته بانني أتهرب لتبقى قطر بلداً للمجلس وشريف شحادة معاً.