أنا لااشكك بدعم الدولة القطرية للثورة السورية، وكما ذكرت سابقا إن الدعم القطري للثورة، لا يحتاج لبرهان، لكن يكفي الحديث عن اختلاف الموقف القطري عن الموقف الامريكي خاصة والغربي عامة الرافض للتدخل الدولي من اجل حماية المدنيين، ولكن الاشقاء في قطر لايستطعون فرض ارادتهم في ذلك، واصرارهم على المطالبة بهذا التدخل، رغم أنهم رفضوا على ما يبدو ارسال فيزا وبطاقة طائرة لي كما فعلوا مع الجميع باستثناء اسماء تعد على اصابع اليد الواحدة، حيث لن يتسنى لنا الحضور في اروقة الدوحة وكنا نتمنى الحضور للوقوف على ما يجري على الارض وعدم الاعتماد على التسريبات من هنا وهناك، أما لماذا لم يرسلوا لي القطريين مع خمسة اسماء فقط، الاذن بالحضور هذا حديث لا استطيع الخوض فيه الآن، لأن معطياتي ليست كافية ربما ايضا هنالك اطراف أخرى في المجلس والمعارضة لاتريدنا ان نحضر وهذا عمل فيه من قلة الأخلاق والضمير اذا كانت تقف وراءه جهات معارضة سورية أما إذا كان القطريين فقط فلا حول ولا قوة..

مع ذلك لابد من الحديث عن مؤتمر عام للمجلس الوطني السوري ومن ثم للمبادرة الوطنية التي اعلن عنها الاستاذ رياض سيف من اجل تشكيل هيئة جامعة مانعة للمعارضة السورية ينبثق عنها حكومة انتقالية كطلب مدعوم من امريكا وفرنسا..لدينا هنا اشكالية بسيطة طالما تم تجاهلها، وهي التاليةquot; الامريكان ومعهم الفرنسيين وبقية اصدقاء سورية لايريدون التدخل ولا يريدون دعم المعارضة المسلح منها والسلمي بشكل يحدث اختراقا في موازين القوى، وهذا طلب إسرائيلي أيضا والعصابة الاسدية دمرت البلد والاتجاه نحو السورنة كالصوملة، ولاتزال روسيا تدعمها وإيران، هذا الموقف الدولي والمعارضة التقليدي منها والمحدث النعمة، لم تستطع انتاج مؤسسة تمثيلية لقيادة الحراك الثوري، وهي الآن لا تستطيع هذه المعارضة الموجودة الآن في قطر أن تتحكم بجزء يسير مما يجري على الارض، الدوائر الاستخباراتية بجهة والعمل السياسي المعلن بجهة أخرى..فلماذا إذا يريد هؤلاء تشكيل حكومة انتقالية؟ ويريدون ضم كل من هو رافض للتدخل الدولي من جهة ويسوق للاقتراحات الامريكية التي تتجنب وضعها امام مسؤولياتها الاخلاقية والدولية..كلنا يذكر بالطبع المثال اللبناني أو العراقي او الصومالي الآن...ندعم الجميع دون ان ينتصر طرف ما..

غسان المفلح

الغاية بالضبط هي استمرار اللغم السوري وتدمير ما تبقى من صورة سورية في اذهان الاجيال الآتية..العصابة الأسدية مستفيدة من هذا الموقف، وكنت كتبت قبل ايام مقالا حول الموقف الامريكي والحكومة الانتقالية..ما يتم الآن على الارض هو خلق أمراء حرب وصوملة.. من قيادات المعارضة وغير المعارضة..ليقل لنا اصحاب الدعوة لحكومة انتقالية ما هي خطتهم لاسقاط العصابة الأسدية..وهل هذه الخطة تحتاج لحكومة انتقالية؟ وتم خلال فترة ليست قليلة خلق قيادات عسكرية لاتخضع لاوامر أحد في الداخل..لأنها لاتشعر بالحاجة لذلك في مناطقها..لقد زمنوا الوضع حيث بت تجد أن الناس بدأت تتعاطى مع الموضوع بطريقة مختلفة عن السابق..الاسلاميون في المعارضة كان لهم الدور الاكبر في تخريب صورة الثورة..

انا لااتحدث عن المسلمين في الثورة انا اتحدث عن الاسلام السياسي وتياراته والاخوان المسلمين..فقد انجحوا الدور التركي ومن خلفه الامريكي الحالي الذي لا يريد تدخلا بطريقة أن الاتراك انفسهم غير مصدقين هذا الغطاء السوري لمواقفهم..إن الاستاذ رياض سيف ومعه الاصدقاء في لجان التنسيق المحلية دخلوا في دوامة سرعان ما سيكتشفون ان القوى التي اقترحت عليهم او تدعمهم، في مبادرتهم لايعني الامر بالنسبة لها سوى اكثر من لعب بالوقت السوري على طريقة الصوملة...هكذا ازعم مع انني اتمنى لمبادرتهم ولحكومتهم الانتقالية العتيدة النجاح في اهدافها لكن ليس على حساب الزمن الصومالي.. المجلس الوطني استقال منه اعضاء كثر وفصل منه اعضاء كثر وتم استبدال اعضاء باعضاء دون علمهم..الخ لكن هنالك مئات يقفون بالدور للدخول إليه من جهتي لن استقيل لأن هذا المجلس هو اطار سياسي تم تشكيله استجابة للشارع الثائر رغم كل الضغوط والممارسات اللاأخلاقية أحيانا برغم انني من الكتلة المؤسسة..ربما القيادة القديمة الجديدة للمجلس بعد المؤتمر تتخذ قرارا بفصلي...من يدري؟ أعود الآن للمجلس ومؤتمر هيئته العامة اريد فقط أن أسأل كما اكدت على ذلك في الاجتماع الأول أين السياسة؟ لم يقرأ أحد من الاعضاء تقريرا سياسيا عما كانت عليه الامور في المرحلة الماضية وما هي خطة المرحلة المقبلة؟ لقد اصبح عدد اعضاء المجلس أكثر من 400 عضو وسيصل ل450 بتبويس اللحى.

همهم الآن تنظيم شؤون التيار الاسلامي المسيطر على المجلس وتوزيع الحصص والغنائم اقصد المسؤوليات ومعه الشخصيات الأخرى التي جلست تحت ابطهم.. لكن هذا كله لايمنع أن في قاعدة المجلس أسماء وأسماء كثيرة صفحتها ناصعة..وتناضل من أجل مجلس تمثيلي وقيادي حقيقي.. واهم سبب في هذه السيطرة يعود إلى تواجد المجلس على الاراضي التركية.. من الصعب في هذه الزحمة أن سماع الاصوات الحرة..إن أي إطار إما أنه يمتلك زمام القيادة الفعلية للحراك ولديه خطة واضحة المعالم لاسقاط النظام أو لمنع استمرار الصوملة، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والسريع.. ورفض الحوار أو التفاوض مع العصابة الأسدية إلا ضمن مواضعات دولية واضحة المعالم وتستند لقرارات دولية..بغير ذلك نحن كمعارضة نساهم بالصوملة..وهنالك في المجلس من يعارض المبادرة الوطنية أعلاه لكنه يعارضها خوفا على موقعه ليس إلا..لو أرادت أمريكا التدخل لما كانت عليه حالة المعارضة هذه..هنا جوهر القضية..فهل يستطيع المجتمعون في الدوحة من الزملاء والاصدقاء مواجهة كل هذا؟ سننتظر ونتابع ونرى وللحديث بقية...