ستدخل ايران موسوعة جينيس للارقام القياسية في اللاعقلانية، وذلك بفوزها على كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية والسودان في التهور والصبيانية السياسية. قد تبدو للوهلة الاولى انها نكتة ولكنها حقيقة، فبعد تلك السياسات الهوجاء التي رسمها الولي الفقيه كخارطة طريق للدمى الذين يطلق عليهم بالفارسية اسم (رئيس جمهور)، سيأتي ذلك اليوم القريب الذي ستصافح فيه ايران ايرانا كما صافح بالامس صدام صداما، فتمردَ رفسنجاني على تلك الخارطة وكذلك تمردَ خاتمي بعد ان كبر، حتى جاء الى الرئاسة من لم يكبر مطلقاً بل سيظل قزماً صعلوكاً مقبلاً للايادي ما دام حيا.

طالت السنين والنظام الايراني مازال جاثما على صدر تلك الشعوب الرازحة تحت ظلمه وجبروته، والتي خاب ظنها بالخلاص منه كما خاب ظن العالم الحر بذلك. فالنظام الايراني مازال يطلق تلك الخطابات الصبيانية والبعيدة كل البعد عن مفهوم السياسة العقلانية، فبخطبة نارية منه ترتفع فيها اسعار النفط العالمية وباخرى تهبط وهو يضحك وكأنه صبي مخبول، وياليت ذلك كان من اجل مصلحة او فائدة شعوبهم المسكينة بل بالعكس، فكل تلك الحماقات اثرت سلباً على اقتصادهم الهش ودمرته حتى اصبحت عملتهم لا تساوي قيمة الورق المكتوبة عليه، فأصبح الغلاء عندهم آفة تنخر في قلب الشعب المبتلى بطغاة جهلة، حتى وقع ما لم يكن بالحسبان الا وهو الربيع العربي، فهَوت عروش طغاة كثيرين ومنها حليف سابق لهم وهو quot;مطربquot; زنكة زنكة، حتى وصلت النار الى اهم واخلص حليف لهم وهو رئيس جمهورية quot;المملكة العربية السوريةquot; التي كانت تعد لحافظ 2 ! (لا على البال ولا على الخاطر)، فحاولوا بل وبذلوا اقصى ما عندهم من قوة ورباط خيل ليرهبوا به الشعوب التواقة للحرية، حتى لجأوا الى صنائعهم في بغداد وبيروت ( وليس حلفائهم كون هناك فرق كما هو معروف بين الحليف والصنيعة ) من اجل دعم quot;بيضة الاسلام وعش التشيعquot; نظام الاسد الدموي القمعي، الذي طالما كان الملالي ينعتونه بالكفر والزندقة والهرطقة في كونه مسلم فضلاً عن انتمائه الى مذهب التشييع الاسير بأيديهم، فحزب الله يُدَرِب ويحارب الشعب السوري، والاحزاب الاسلاموية العراقية الجنسية تمرر السلاح وعشاق الشهادة، حتى قامت ايران بعملٍ شرير اكثر مما هو خطير، ولا يستبعد ان يكون باقتراحٍ من الروس انفسهم، حيث امرت اقزامها في بغداد بالتوجه الى روسيا لارشائهم بالنيابة عنهم بالمليارات العراقية الفائضة عن حاجة الشعب !! من اجل الاستمرار في تقوية الجبهة الدولية لذلك الحليف الازلي (بعنوان شراء اسلحة ! وليس لانشاء البنية التحتية التي طال انتظارها)، ولكنها لا تتعدى اكثر من صحوة موت لايران وهي تحاول انقاذ حليفها الميت سريرياً، سوى انه يتنفس بواسطة الاجهزة الطبية الروسية رديئة الصنع، ولكن لا فائدة تسترجى من ذلك المتسرطن من اخمص القدم الى الرأس الذي لا يرجى شفاؤه، اي (هوبليس كيس). وقريباً ستعلن ايران الحداد الرسمي والمستمر حتى نهايتها، على ذلك الحليف الاخير لها والذي قصم زواله ظهرها وتتقبل التعازي فيه، وحينها لن يبقى لها اي وزن او دعم خارجي سوى ان تعمل حلفا وهميا مع نفسها (بغداد وحزب الله ).

وبدأنا نرى كثرة تلك الزيارات المحمومة لبغداد في الاونه الاخيرة ولقاءات quot;قادتهاquot; المُنَصَبين، وهذا يا سبحان الله يذكرنا بسنوات احتضار صدام، عندما عُزِلَ تماماً عن محيطه العربي والاقليمي فضلاً عن عزلته دولياً، فبدأ يكثر المراسلات مع شافيز صديق المحتضرين جميعاً ممن يعانون المرض الخبيث، اجارنا الله واياكم، وحينما نستمع الى نشرة اخباره الممتعة ففي الخبر الاول نسمع ؛ التقى الذي لم يحفظه الله ( رغم الدعاء اليومي والاجباري له وليتعض المتعضون بأن الدعاء بلا عمل لا ينفع) بالسيد quot;سيكوتاتو موكومبوquot; رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في احدى جمهوريات الموز الديموقراطية الشعبية الاشتراكية، الذي هنأ سيادته على مواقفه الجريئة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية ! واكد له دعم منتسبين جمعيته لسيادته (ليقبض المعلوم ) وما شاكل من تلك الاخبار المعروفة للشعوب الرازحة تحت انظمة شمولية، حتى وصل به الحال من العزلة الى ان يكون الخبر بدلاً من استقبل، هو تلقى برقية !! اي حتى الزيارات استكثروها عليه بسبب ضعفه وشدة انعزاله ليكون الخبر كالتالي ؛ تلقى سيادته برقية من اتحاد النساء العاملات في كوبا، واكدت له السيدة quot;سنيوريتا مداميتاquot; رئيسة الاتحاد والمعينة في منصبها منذ العام 1960 بأن جميع منتسبات الاتحاد يقفن مع قرارات القيادة الحكيمة لسيادته والمناهضة للامبريالية والرجعية والاستعمار، وهكذا حتى وصل به الحال ان يستقبل الوفود العشائرية للمحافظات العراقية، الذين كانوا يدخلون عليه مكشوفي الرؤوس منزوعي العقال الذي يحملوه بأياديهم وهم يهوسون بأهزوجة العراق الشهيرة quot;بالروح بالدم نفديه اياً كان !quot; واكدوا لسيادته انهم سوف لن يضعوا ذلك العقال على رؤوسهم حتى يدحروا الغزاة.. وهذا ما قصدته آنفاً بصدام يصافح صداما ! اي لا من عون او نصير او حليف او صديق، فالكل تركه بسبب هوجائية تصرفاته، وما اشبه اليوم بالامس حيث بدأت ملامحه تظهر من جديد في ايران هوجاء السياسة والسياسيين، ولكن مع اختلاف بسيط كون ايران تمتلك دولاً غنية كالعراق، واحزاب مسلحة كحزب الله لبنان وفروعه العالمية الاخرى كحزب الله الخليج بشعبه الست وغيرها من تنظيمات مسلحة وخلايا نائمة كثيرة.

فيبدو ان الطريق الاعوج هو واحد فالكل من امثال صدام والقذافي والاسد والخامنائي يسيرون فيه صفا واحدا، الواحد يتبع الاخر حتى الوصول الى مثواهم الاخير الا وهو وادي المياه الثقيلة.