الخطاب الاخير الذي ألقاه زعيم المقاومة الايرانية السيد مسعود رجوي، والذي تناول فيه أوضاع إيران و المنطقة بصورة عامة و أوضاع المقاومة الايرانية ضد النظام الايراني بصورة خاصة، والتي رسم فيه ملامح و خصائص المرحلة السابقة من الاوضاع مثلما حدد فيها ملامح و خصائص المرحلة القادمة.
هذا الخطاب الذي يمکن إعتباره بمثابة قراءة دقيقة و عميقة للمشهد الايراني و آفاقه المستقبلية، وهو يعکس رؤية موضوعية للواقع الايراني و طرح البديل المنطقي و العملي للنظام القمعي القائم و المرفوض إيرانيا و إقليميا و دوليا، يسلط خلاله أقوى خصم سياسي و فکري للنظام الديني الاضواء على مرحلتين حساستين لهما علاقة قوية و راسخة بحاضر و مستقبل الشعب الايراني و مقاومته الوطنية.
مسعود رجوي، ذلك الرجل الذي وقف کمقاتل و ند باسل ضد نظام الشاه و واصل المسير و النهج النضالي ذاته ضد نظام الشاهات المعممين بنفس الروحية، يوضح في خطابه الذي ألقاه في الثاني عشر من أکتوبر/تشرين الاول الجاري، أن العقد السابق، کان عقدا صمد خلاله المجاهدون و تحملوا أقسى الظروف و أصعبها و صبروا عليها صبرا جميلا نبع من ثباتهم المبدأي، وتمکنوا من خلال صمودهم و صبرهم الاسطوري هذا أن يمنحوا لقضية معسکر أشرف بعدا و عمقا دوليا و ان يحطموا سلسلة الرفض الامريکي بحقهم و يثبتوا للعالم کله أنهم أناس مبدئيون يناضلون من أجل مستقبل أفضل لشعبهم و يريدون بناء إيران حرة ديمقراطية ترفض القمع و الاستبداد.
سعاد عزيز |
العقد السابق، الذي أردي خلاله بالعشرات من الاشرفيين في ساحات مواجهة غير متکافئة بالمرة و أصيب المئات منهم بجروح لايزال العديد منهم يعانون من مضاعفاتها، جسد الاشرفيون مقولةquot;إنتصار الدم على السيفquot;، عندما واجهوا بأيادي عزل و صدور عارية الالة الحربية للجيش العراقي المدفوع و الموجه من قبل نظام ولاية الفقيه، و صمدوا بوجهها و رفضوا إملاءات و شروط حکومة نوري المالکي المجحفة حتى وصل الامر بأن تقوم محکمة اسبانية بإستدعاء نوري المالکي للمثول أمامها على خلفية الجرائم و التجاوزات اللاإنسانية المرتکبة بحق سکان أشرف.
العقد السابق الذي دفع بالمجتمع الدولي للإلتفات الى التراجيديا الجارية في معسکر أشرف و قبولها بتدويل قضيتهم من خلال توقيع مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية أشرف بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية، و الذي حطم سلاسل و قيود الرفض الغربية المفروضة عليهم إرضاءا و مسايرة لنظام الملالي، أثبت للعالم أجمع أن منظمة مجاهدي خلق ليست مجرد تيار سياسي عادي او رقم تقليدي في قائمة المعارضة الايرانية القائمة ضد نظام ولاية الفقيه، وانما هو رقم صعب و استثنائي کان و سيبقى قائما و صامدا و مقاوما بوجه النظام حتى يلحقه بسلفه نظام الشاه.
المرحلة القادمة، کما يصف الزعيم الايراني مسعود رجوي، هي العودة الى مسألة اسقاط النظام و جعلها استراتيجية ملحة و ضرورية لامناص منها، ذلك أن مسألة اسقاط النظام خلال العقد السابق و بسبب من طبيعة الظروف و الاوضاع التي خدمت في خطها العام النظام الديني الاستبدادي في طهران، لم تکن مسألة عملية و منطقية وانما کانت هنالك مسألة مهمة أخرى تطرح نفسها بقوة و هي الحفاظ على سکان أشرف و روح و جذوة المقاومة القائمة بوجه النظام، حيث أن نظام ولاية الفقيه حاول و بعد الاحتلال الامريکي للعراق و الظروف و الاوضاع المستجدة و الطارئة بسبب منها، القضاء على سکان أشرف و طي صفحة المقاومة بوجهه الى الابد، خصوصا وانه کان قد ضمن قبلها و منذ عام 1997، إدراج اسم المنظمة في قائمة الارهاب، لکن الصمود و الثبات الاسطوري لسکان أشرف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق بوجه کافة مؤامرات و دسائس النظام الايراني، دفعت بقضية أشرف التي هي اساسا قضية حرية شعب و وطن لکي تصبح في الواجهة، وفي الوقت الذي شهد فيه العالم قيام الولايات المتحدة بشطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب، فإنه شاهد بأم عينيه الاوضاع الوخيمة و المزرية للنظام و قيام الانتفاضة بوجهه في عقر داره و في سوق طهران نفسها التي کانت تعتبر بمثابة معقل من معاقله الاساسية، ومن هنا، فإن تأکيد زعيم المقاومة على العودة الى مسألة اسقاط النظام هو تأکيد منطقي جدا في ظل ظروف و اوضاع مناسبة تماما لهذا الامر، حيث أن نظام الملالي يعيش أيامه الاخيرة وان الارض باتت تهتز من تحت أقدامه و کل العالم ينتظر بفارغ الصبر سقوطه الذي لم يعد بعيدا وانما قريبا و قريبا جدا.
[email protected]
التعليقات