لايحتار المرء كثيرا بالبحث او بايجاد اسم او عنوان لمقالة تخص السيد حسن نصر الله , لااعتقد بل على يقين يكفي ان تقول او تكتب quot; السيد حسن نصر الله quot; فذلك وحده عنوان وتلك وحدها حزمة من الشحنات البطولية والعز والكرامة على ارض الواقع وليس في الشعارات الرنانة الفارغة التي تعودنا عليها في عالمنا العربي المغلوب على أمره , والتي انجبت رموز جبانة كان ملاذها الاخير بين الحفرة في تكريت وانابيب الصرف الصحي في سرت والتمارض على سرير في المستشفى العسكري في القاهرة او التلويح بكفوف الحرق في قصر بصنعاء او اللوذ في جحور افغانستان , او فقدان قيم الفروسية حتى بالخصومة من خلال استهداف الشوارع والاسواق لمجرد الاختلاف المذهبي كما حدث ويحدث في العراق او الجبن في تفجيرات نيويورك وأرهاب تفجيرات قطارات مدريد وقبلها باصات لندن , اما خصومات السيد نصر الله السياسية والعسكرية فهي معلنة ومحددة وبصوت عالي دون تردد او خوف او لعب على الحبال بل هي مواجهة مع عدو حقيقي وتاريخي ضمن قياسات بوصلة غير قابلة للتبدل او المساومة.
لذلك سيكون من الطبيعي والمنطقي ان تتحد كل هذه المخلفات والاختلافات وجمهورها وطبولها الاعلامية الفارغة في صف العداء للسيد نصر الله لسبب جدا بسيط ان هذا البطل العربي يذكرهم بعجزهم وهزائمهم وتبعيتهم والوهن الذي يستوطنهم , وبعد ذلك عندما تقرأ مقالة هنا او هناك او تعليق في هذه الفضائية او تلك فالمنطق وليس غيره يدعونا للنزول عند مستوى الفهم المتواضع والوعي الفقير والطائفية المقيته لهولاء لتفهمه ضمن هذا الاطار الطبيعي للاحداث والحقائق.
فالسيد حسن نصر الله منتصر في زمن الهزائم العربي الطويل وشجاعا من أمة أدمنت التراجع والسيد نصر الله بطلا فريدا من قرون طويلة تفنن العرب فيها بالهروب بين الامام والخلف , لذلك من أدمن الذل والهوان والتراجع والهزائم لايعرف طعم النصر والعزة والكبرياء الا من جاء بنفس صافية وروح طاهره وعروبة صافية واسلام نقي وتجرد من طائفيته الصفراء.
محمد الوادي |
في جانب السياسة لحزب الله جناح سياسي لبناني يعمل بجد وحيوية في البرلمان وفي الحكومة يتجاذب اطراف الحديث ويتفاعل مع الاحداث المحلية اللبنانية يتقاطع هنا مع البعض ويلتقي هناك مع أخرين وهذا شأن داخلي لبناني لادخل لنا فيه سوى المراقبة والتحليل وايضا وبالضرورة الربط الواعي في بعض المواقف المعلنة والمقروءة حينما يكون من الصعب الفصل بينما ماهو داخلي وخارجي وقد يكون ماحصل في احداث أيار بيروت 2007 صورة واقعية عن هذا التناقض والترابط الخطير في بعض جوانبه , اما كل ماعدا ذلك فهو شأن لبناني محلي لايجوز التدخل فيه لامن بعيد او قريب.
مايهمني كمواطن عربي بطولات وافعال حزب الله بقيادة السيد نصر الله , فلقد حرر الجنوب اللبناني تحرير ناصع وبطولي لايقبل الشك فلم يكن الانسحاب الاسرائيلي حينها منحة صهيونية او تنفيذا لقرار مجلس الامن او رضوخا غير مألوف لقرارات الجامعة العربية او خوفآ او ارتعادأ من الاسلحة العربية المكدسة في مخازن الصدأ العربي. ان الهزيمة الصهيونية كانت هزيمة منكرة سجلت بدماء أبطال مقاومة حزب الله وقوة وصلابة قيادات الحزب وعلى راسهم السيد حسن نصر الله وهي بذات الوقت اول هزيمة صهيونية امام العرب بشكل واضح وصريح لايقبل التأويل وذات نتائج ملموسة على الارض وليس مجرد تراجع تكتيكي ضمن سيناريو quot; تفاوضي وتنازلي quot; لمفاوضات مرتقبة ومعاهدات صلح لاتقل عن الهزيمة بشيء الا بعنوانها. اما من يريد ان يهدي هذا النصر وينسبه الى ايران كما يفعل غالبية الاعلام العربي البائس فتلك مصيبة كبرى في حالتي العلم او دونه , وهذا ثوب هزيمة لايريد العرب ان ينزعوه تحت اي مبرر او واقع على الارض ويكفي مراجعة المواقف العربية الرسمية والاعلامية المعلنة خلال حرب تموز 2006 ليعرف المراقب المحايد حجم الكارثة العربية التي أدمنت الهزائم وأستوحشت النصر.
أن من ياخذ او يسجل على السيد حسن نصر الله تقليده quot; لولاية الفقيه quot; ويحاول ان ينتقص من قدر هذا البطل العربي الحقيقي فتلك مصيبة اخرى تدل على عجز العرب قبل غيرهم. فالسيد نصر الله لم ينكر هذا التقليد والتزامه به كما لم ينكر الدعم الايراني الاساسي للمقاومة كما لم ينكر الدعم السوري بهذا الاتجاه , وهذه ليس منقصة تسجل على الداعمين بل مثلها تسجل على المتفرجين القاعدين الذي يدعمون حدائق الحيوانات وميادين الخيول في بلدان غير عربية او يمدون باعمار طاولات القمار واللهو في منتكارلو ولندن ونيوريوك. ومع ذلك ونزولا عند هذا الفهم المتواضع فالكثير من العرب وغير العرب المسلمون يتلقون فتاوهم من القرضاوي المصري ومن العودة السعودي وغيرهم الكثير ونفس الشيء ينطبق على غالبية المسيحييون العرب وخاصة في لبنان حيث ينظرون الى بابا الفتيكان بنفس المقدار , فهل يسجل مثل ذلك في خانة الثلم الوطني والقومي.!!
بل ان البعض أتخذ من ارودغان وأغلو أئمة للهدى والتحرير والتبشير والديمقراطية مع ملاحظة بسيطة بان تركيا اول دولة اسلامية تربطها علاقات دبلوماسية وثيقة باسرائيل ومنذ عقد الستينات!!
لكن الكارثة الكبرى ان تنشر صحف عربية وفضائيات عربية مقالات وتصريحات فيها من التجاوز وليس مجرد التهجم على السيد نصر الله فتلك فاجعة بالفعل تستحق التوقف عندها وبشكل مطول ودون أدنى تردد او أدنى مجاملة. لان أدخال المقاومة العربية الوحيدة والفريدة في جنوب لبنان ضمن دائرة الطائفية المقيتة ستكون خدمة الى اسرائيل قبل غيرها , كما ان استهداف قائد المقاومة العربية وبشكل شخصي يدق أجراس انذار عن قادم عربي لايبشر بالخير مثلما ماهو دائما لكن هذه المرة يتوج باستهداف من حرر لبنان ووقف بوجه الاطماع الحالية والمستقبلية لعدو الامة الاول دون منازع quot; أسرائيل quot; اما مسالة تغير البوصلة أتجاه عدو أخر فتلك مصيبة بحاجة الى مقالة اخرى.
محمد الوادي
التعليقات