ما العلاقة بين نجاح مرسي في صفقة quot;الهدنةquot; بين إسرائيل وحماس في غزة (ووضع مجسات الكترونية علي حدود سيناء حماية لإسرائيل) والفشل الذريع في الهيمنة المطلقة علي الشعب المصري بالإعلان الدستوري الجديد الذي أشعل الحرب الأهلية؟ .. لماذا تعطي أمريكا الضوء الأخضر إلي مرسي دائما ليصبح أكبر ديكتاتور في المنطقة بينما تدعي محاربة المستبدين الآخرين في إيران وسوريا؟ ما موقف الولايات المتحدة من quot; بشار الأسد quot; بعد أن قرر جهاديون (13 فصيل إسلامي) رفض ائتلاف المعارضة السورية (المدعوم من الغرب) والمطالبة بدولة إسلامية (موالية لإيران)؟ هل المعادلة السياسية ومركز الثقل في الشرق الأوسط، تحرك بالفعل ضد أمريكا وإسرائيل وأوروبا؟ وما علاقة كل ذلك بما سيحدث في الثلاثاء الأسود وتداعياته في مصر؟
لنبدأ من إسرائيل، فقد أشاد الرئيس quot; شيمون بيريز quot; فى برنامج (هارد توك) الذى يبثه تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، بدور الرئيس محمد مرسى فى تحقيق الهدنة (الشئ نفسه فعله وزير الخارجية المتطرف quot; ليبرمان quot; والجنرال quot; بينى جانتس quot; رئيس الأركان)، مؤكدا أن إضعاف قدرات حماس بشكل جذري من شأنه أن يترك غزة بين أيدي جماعات أكثر تشدداً وولوعاً بالقتال، ويمنح الإسلاميين في مختلف أنحاء المنطقة أداة جديدة للتجنيد.quot;
مكاسب quot; حماس quot; فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين من هذه quot; الصفقة المشبوهة quot; تعادل مكاسب الإخوان المسلمين في مصر، الأولي تريد أن تعزز سيطرتها علي غزة والضفة الغربية والحركة الوطنية الفلسطينة، بالتوازي مع امتلاك الإخوان المسلمين زمام السلطة وبشكل مطلق في مصر، ثم ترسيخ سطوتها شيئا فشيئا علي الشرق الأوسط (السني). أما الثغرة التي مرر منها الإخوان (الصفقة) وأقنعوا بها الامريكان (عمليا عن طريق وقف إطلاق صواريخ غزة علي المدن الإسرائيلية) فهي quot; سلخ quot; حماس من المحور الإيراني السوري (وحزب الله)، وربما كانت زيارة أمير قطر quot; السخية quot; إلي غزة (بإعتباره الراعي الرسمي لأسلمة المنطقة) مكافأة لإنفصال حماس عن إيران.
لكن يبدو أن quot; الثقوب غير المرئية quot; في هذه الصفقة، هو أن غزة وسيناء وبعض الفصائل (الإرهابية) في سوريا، لا علاقة لها بشكل مباشر بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين أو فرعها الفلسطيني في غزة، وإنما هي تنتمي أساسا(لإيران) بدءا من التمويل مرورا بالتخطيط وانتهاء بالتنفيذ، خاصة جماعة الجهاد الإسلامي الأكثر تطرفا فضلاً عن عدد كبير من الجماعات السلفية والجهادية، التي يرتبط بعضها بعناصر إرهابية (ومنها تنظيم القاعدة) في سيناء، وهو الأمر الذي أدي إلى تعقيد الأمور علي الأرض خاصة بعد الإعلان عن عدم اعتراف هذه الفصائل بإئتلاف المعارضة السورية المدعومة من الغرب، وهو ما طرح السؤال في العمق : ما مصير quot; الهدنة quot; أو quot; الصفقة quot; بين الإخوان المسلمين والولايات المتحدة في حال شنت هذه الجماعات هجمات على إسرائيل من غزة أو عبر سيناء؟!
الولايات المتحدة لم تنتظر طويلا (ولا يمكن أن تركن إلي صفقات الإخوان المسلمين) فقد أرسلت مجموعة من السفن الحربية إلى البحر المتوسط بالقرب من إسرائيل، على متنها الآلاف من جنود quot; المارينز quot;، تحسبا لعملية برمائية واسعة فى حالة الطوارئ، وستبقي لأجل غير مسمي لتأمين إسرائيل (كما قال أوباما) والبعثات الأجنبية وإجلاء مقر البعثات الأمريكية في المنطقة. وحتي نتعرف علي أي مدي يمكن أن تذهب إليه أمريكا في دعم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والرئيس مرسي، علينا أن نستمع إلي quot; نبوءة quot; عالم اللغويات والمناضل السياسي quot; نعوم تشومسكي quot; وأذاعها quot; يسري فودة quot; في برنامجه quot; آخر كلام quot; علي قناة - ONTV في نهاية يوليو 2011، يقول : quot; أن أمريكا ستبذل وحلفاؤها قصاري جهدهم لمنع ديمقراطية حقيقية في العالم العربي والسبب بسيط جدا، فالغالبية العظمي في المنطقة تعتبر أمريكا مصدر التهديد الرئيسي لمصالحها، بل إن أغلبية المعارضة لسياسات أمريكا الخارجية تعتقد أن المنطقة ستكون أكثر أمنا إذا أمتلكت إيران أسلحة نووية، تبلغ هذه النسبة في مصر 80% ولا يتجاوز من يري في إيران خطرا نسبة 10%، ومن ثم فإن أمريكا (والحلفاء) لا تريد حكومات تعبر عن إرادة الشعوب فلو حدث هذا لن تخسر أمريكا سيطرتها علي المنطقة وحسب، بل أيضا ستطرد منها.
ماذا عن مصر وهي أهم دولة وإن لم تكن مركزا رئيسيا لإنتاج النفط؟ .. حسنا، في مصر وتونس والدول المثيلة توجد خطة للعبة يتم تطبيقها نمطيا ولا تحتاج عبقرية لفهمها، فإذا كان لديك quot; ديكتاتور مفضل quot; يواجه مشاكل فقف بجانبه حتي آخر مدي، وعندما يستحيل الاستمرار في دعمه لأي سبب فقم بإرساله إلي مكان ما ثم قم بإصدار تصريحات رنانة عن حبك للديمقراطية ثم حاول الإبقاء علي النظام القديم ربما بأسماء جديدة، وقد حدث هذا مرارا وتكرارا، حدث مع سيموزا في نيكاراجوا ومع الشاه في إيران ومع ماركوس في الفيلبين وديفيلييه في هاييتي وزعيم كوريا الجنوبية وموبوتو في الكونغو وتشاوشيسكو مفضل الغرب في رومانيا وسوهارتو في إندونيسيا، إنه أمر نمطي تماما وهذا بالضبط ما يحدث في مصر quot;.
هنا رابط تشومسكياضغط هنا
- آخر تحديث :
التعليقات