ينظم الكتاب والصحفيون وعدد من منظمات حقوق الإنسان وقفة احتجاجية رمزية اليوم، أمام نقابة الصحفيين للتضامن مع الكاتب الصحفي quot; سعيد شعيب quot; مستشار موقع quot; فيتو quot; وزوجته quot; إسلام عزام quot; الصحفية بجريدة الأهرام، التي تلقت خطاب تهديد علي مقر عملها من جماعة quot; الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرquot;، تطالب زوجها بالتوبة عن quot; العلمانية quot; والعودة إلي الإسلام والتنازل علي القضية التي رفعها ضد عاكف، علاوة علي تهديدها شخصيا بالامتناع عن العمل والاختلاط بالرجال وإرتداء الزي الشرعي، واختتم الخطاب تهديداته بأن quot; جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لديها الكثير لتفعله، في حالة عدم الألتزامquot;.
quot; شعيب quot; أجري في خريف عام 2005 حوارا صحفيا مع عاكف، لحساب جريدة quot;الكرامةquot; (الناصرية) التي رفضت نشرَه حتي لا تسيء للإخوان المسلمين وتفضح أهدافهم، لكن الكاتب الصحفي المتميز عبد الله كمال قرَّر نشر هذا الحديث في صحيفة quot;روز اليوسفquot; اليومية والتي كان يرأس تحريرها آنذاك، في إبريل عام 2006، وجاء الحديث بمثابة صدمة كبيرة للمصريين جميعا، حين قال المرشد السابق : quot; طز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصرquot;!.
أي مرشد لجماعة الإخوان المسلمين ndash; وليس عاكف وحده - لن يمانع في أن يأتي شخص من أي بلد إسلامي آخر ليحكمها، ذلك لأن الإسلام في عقيدة الجماعة هو : دين و(وطن) ودستور، ومن ثم فإنهم ضد فكرة quot; الوطن quot; وquot; المواطنة quot; بالمفهوم الحديث، وضد فكرة المساواة : (الرجل والمرأة... والمؤمن وغير المؤمن) في المشاركة في الحياة السياسية، ناهيك عن أن مصلحة (الأمة الاسلامية) تعلو علي مصلحة (الوطن).
وحسب عقيدة : البراء والولاء والصفاء، فإن المسلم الماليزي أفضل من المسيحي المصري في (حكم مصر)، وأن المسلم الباكستاني أقرب للمسلم المصري من المسيحي المصري، وهو ما قاله الشيخ صلاح أبو اسماعيل أيضا في السبعينيات من القرن العشرين: المسلم الأفغاني أقرب إلي من القبطي المصري، وهو بالمناسبة والد (حازم) صلاح أبو إسماعيل الذي خرج من سباق رئاسة مصر بسبب جنسية والدته (الأمريكية).
الإخوان المسلمون في كل البلاد العربية يفضلون الانتماء الى الامة الاسلامية أكثر من الإنتماء الى الأوطان، كما أن الأهداف الاستراتيجية التي يطرحونها (عابرة) للأوطان، وإن شئت الدقة، (محطمة) للأوطان في أغلب الأحيان، حتي يتحقق حلم quot; الخلافة الإسلامية quot; أو quot;النظام الاسلاميquot; في العالم.
استهداف quot; سعيد شعيب quot; وزوجته الآن (بعد اعتلاء الإخوان الحكم في مصر)، الغرض منه اسكاته تماما وليس (تصفية حسابات قديمة بسبب حوار الطز):
أولا: لم يرفع شعيب قضية (وهي بالمناسبة مدنية وليست جنائية احتراما لقوانين النشر وحرية الرأي والتعبير) ضد مهدي عاكف ndash; رغم التهديدات والبذاءات التي طالته كثيرا من الإسلاميين ndash; إلا بعد أن سب المرشد السابق quot; شعيب quot; علي الهواء في حواره مع quot; طوني خليفة quot; في برنامج quot; زمن الإخوان quot; علي قناة (القاهرة والناس) الذي عرض في رمضان الماضي 2012، وعلي حين كان يجب أن يحاسب quot; المرشد quot; علي quot; سب quot; مصر كلها وليس سعيد شعيب فقط، نجد أن الجماعات الإسلامية ومنها جماعة quot; الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر quot; التي توحشت الآن، تتولي بالإنابة (في إطار توزيع الأدوار) الدفاع عن quot; مرشد الإخوان quot; عن طريق تهديد سعيد وزوجته (أسرته)!
ثانيا : أخطر من حوار الطز مع المرشد، ما قاله شعيب ndash; عقب خطاب التهديد هذا - في حواره مع الصحفي المتميز أسامة عيد علي موقع (القاهرة الآن)، وهو يفسر ndash; في العمق ndash; السبب الحقيقي في تهديده ككاتب (نزع بمهارة ورقة التوت المتهرئة من 28 يناير 2011 وحتي كتابة هذه السطور)، يقول: quot; دولة العدل quot; هي التي تحاكم من في السلطة وليس من سقطت عنه سلطته ونفوذه (مبارك)، دولة العدل تطبق القانون علي الجميع ولا تلجأ للمواءمات السياسية (سواء مع العسكر أو الإسلاميين)، (التهمة) التي حوكم بسببها مبارك وألقي في السجن (25 سنة) هي أنه لم يصدر وهو في السلطة أمرا بحماية المتظاهرين من الرصاص في ميدان التحرير، الشئ نفسه يجب أن يطبق علي المشير حسين طنطاوي خلال الفترة الانتقالية من قتل المتظاهرين في ميدان التحرير وماسبيرو ومحمد محمود والقصر العيني، وهي نفس التهمة التي يجب أن يحاكم عليها الرئيس محمد مرسي نفسه خلال جمعة الحساب (مائة يوم علي رئاسته)، وبدون أن تصدر بحقهما (المشير والرئيس) أحكام بالمثل لن تتحقق (دولة العدل)، وإلا كانت محاكمة quot; مبارك quot; علي تراخيه مجرد (حيلة أو تمثيلية) من أجل تمكين (دولة الإخوان) وليس إرساء (دول العدل)!

[email protected]