يبدو واضحا و من خلال إستعراض السيرة ( العطرة ) للتاريخ الدموي للنظام السوري ، وهي سيرة حافلة بالعطاء الإرهابي و القتل الشامل بإن ستراتيجية النظام السوري في محاولته لقمع و إفشال الثورة الشعبية السورية تكرر نفسها وأنها لم تتغير عبر العقود والأزمان رغم تغير أشياء ومعطيات كثيرة ، فالعقدة الأساسية في ستراتيجية البقاء السورية تتمثل في عزل المدن الثائرة عسكريا ولو جستيا ثم تدميرها على رؤوس قاطنيها دون الإهتمام بأي كلفة بشرية أو بمشاعر ومواقف الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو الدولي ! ، فما هو مهم فعلا لديهم هو الإستئصال وقتل أكبر عدد ممكن من السوريين ثم المسارعة لإظهار خطاب إعلامي مزيف يؤكد فيه النظام بأن ( الدنيا ربيع ، والجو بديع ! وبأن المؤامرة الدولية الصهيونية قد أجهضت !! وبأنه لاحياة في هذا البلد إلا للتقدم و الإشتراكية )!! وهي شعارات مستهلكة باتت شفرتها معروفة بالكامل ، ومع الإصرار الشعبي السوري على ترحيل النظام و حلفائه و انصاره و محازبيه الداخليين و الخارجيين كأيران وعملائها الصغار في المنطقة و توابعهم وبؤرهم الإرهابية لمزبلة التاريخ المرحبة دوما بمثل هذه النوعية من الأنظمة ، يزداد السعار الإرهابي للنظام و تتواصل آلة القتل لتلغي أي إمكانية حقيقية لإعادة تأهيل النظام الذي حفر قبره وحدد مصيره بتصرفاته الرعناء و بأسلوبه الإرهابي الغبي المعتمد على توسيع مساحات القبور و تفعيل سياسة الإعدامات الجائرة ظنا منهم بأن ذلك الأسلوب سيجهض الثورة نهائيا و سيترك أربعين عاما آخر للنظام الحالي لكي يستمر و يتناسل و يتوارث ، والواقع إن الحقائق الميدانية و تاريخ الشعوب يؤكد بأن الدكتاتوريات المتوحشة لا تسقط إلا بفعل عسكري قوي و بضربات عسكرية ساحقة ماحقة تعيد صياغة الموقف الميداني ، وقد ساهمت الظروف الدولة المعقدة في إطالة عمر النظام رغم الثورة المستمرة منذ عام كامل وهي أشجع و أنبل و اطهر ثورة في تاريخ العرب المعاصر لكون الثوار من السوريين كانوا يعلمون بأنهم لا يواجهون نظاما سياسيا وأمنيا واحدا فقط ، بل يواجهون حزمة رهيبة و شبكة كبيرة من المصالح المافيوزية و السياسية و الإقتصادية ، كما كانوا يعلمون بأن طريق النصر النهائي و الذي سيتحقق لا محالة مليء بالأشواك و الدماء و الدموع و لم يعتمدوا يوما على العامل الدولي لتحقيق الهدف الشعبي بل إعتمدوا أولا و اخيرا على رب العزة و الجلال الذي لا يخذل أبدا من نصره و على الأحرار من العرب و المسلمين و المنصفين في العالم ، المعركة في سوريا صعبة جدا و معقدة وهي من طراز المعارك التاريخية الكبرى التي تتقرر على ضوئها إعتبارات مستقبلية كثيرة و يتحدد ضمن إطارها العام مصير الشرق الأوسط برمته ، الآلة العسكرية المهزومة للنظام لا يمكن أبدا أن تكسر إرادة الحرية السورية وهي إن كسبت معركة هنا و موقعة هناك فإن نتيجة الحرب النهائية واضحة وجلية نراها مرتسمة في عيون العصابة الحاكمة وفي تصرفات أنصار تلك العصابة الرعناء و الجنونية من أهل المصالح و عبيد الطغيان و المدافعين عن الشيطان الذين سيلعنهم التاريخ و تبصق عليهم الشعوب و سيفضحهم الشعب السوري الحر و يكشف ملفاتهم في القريب العاجل ، لقد بات واضحا بأنه لا خلاص حقيقي و نهائي للشعب السوري إلا من خلال تحالف عسكري دولي يدمر آلة النظام الإرهابي العدوانية و يعتقل القتلة و يطارد بقاياهم و يقدمهم لمحكمة شعبية سورية أو دولية بإعتبار إن الجرائم الواقعة في سوريا اليوم تتجاوز بكثير الحدود الوطنية لتدخل ضمن خانة الجرائم ضد الجنس البشري ، لا بديل أبدا عن الحل العسكري الشامل و إسقاط النظام بالقوة العسكرية وعن ضرورة البناء السريع لتحالف دولي شامل لإسقاط النظام السوري و إلحاقه برفيقه نظام البعث العراقي البائد ، و أي حل خارج هذا الإطار لا يعني سوى توسيع المجالات الحيوية لحمامات الدم الشعبية ، فالنظام قد هيأ و عبأ آلته العسكرية بالكامل لتكون درعا حصينا له و ليس للوطن ، فهو ليس في وارد التعامل مع أي عدوان إسرائيلي لن يحدث أساسا! بل أنه يبني مؤسسته العسكرية لقمع الجماهير و فرض الذل و المسكنة على عموم الشعب الثائر ، لا بديل بعد اليوم عن ضرورة توجيه الضربات الجراحية المدمرة لنقاط ومراكز النظام الإستخبارية و لمركز عملياته العدوانية و تدمير آلته العسكرية الرعناء و المجرمة ، لن يسقط نظام القتلة السوري إلا عبر تلك الوصفة و أي تصور غير ذلك ليس سوى أضغاث أحلام... الفاشية البعثية السورية لن ترحل إلا عبر ضربات عسكرية موجعة تدمرها بالكامل ثم تتحمل ( قباقيب ) الشام مسؤولية توجيه ضرباتها على اقفية فئران الفاشية المندحرة.. فإلى العمل الحثيث نحو تشكيل التحالف الدولي لإسقاط آخر البؤر الفاشية الرعناء في العالم العربي... إنها المسؤولية التاريخية الكبرى التي تنتصب في وجوه أحرار العالم اليوم...
- آخر تحديث :
التعليقات