سؤال أصبح شاغلي وهمي حول مقاعد السلطة في العالم العربي.. هي ملبوسة بالشياطين ولا ايه؟!
في مصر نقول عن المكان الذي تسكنه العفاريت والجن ( ملبوس )، ومن كثرة ما رأيت من تحولات جذرية في شخصية القيادات العربية بعد أن يتولوا مقاليد السلطة في بلادنا صرت متشككا من كون هذه المقاعد مسكونة بالشياطين وليس فقط العفاريت والجان. فالقذافي الثائر الرافض للملكية تحول ليعشق الملكية ويدفع المليارات من أجل أن يكون ملك ملوك افريقيا، ومبارك الذي صرح أن الكفن لا جيوب له عقب توليه السلطة بات نهما وعاشقا لجمع المال ومتخصصا في نهب الشعب المصري واستنزاف أمواله وثرواته، والثائر والمقاتل علي عبدالله صالح يتحول لعميل للمخابرات الأمريكية والسعودية لا لشئ سوي الحفاظ علي بقائه في السلطة أطول فترة ممكنة، وتخويف الشعب اليمني بالقاعدة، وبالطبع لا يوجد في اليمن قائد قادر علي قتال القاعدة غيره!، وفي قطر ثار الابن علي والده من أجل السلطة، واختار لنفسه دورا متميزا في العمالة ليس فقط ليحافظ علي مقعده فهذا أمر بات مفروغ منه، ولكن من أجل اشعال الفتن الشعبية التي تسهم في تفتيت البلاد العربية حتي تكون الدول كلها في مساحة قطر، واسرائيل ومن ثم يمكن الحديث عن قيادة قطرية للمنطقة العربية لأن وضعها الحالي ورغم كل هذه الامكانيات المادية والعلاقات المخابراتية يجعلها أضحوكة ومحل سخرية وهي تطمح للعب هذا الدور، وإن كنت من الموقنين أن فعالية الدول ليس بحجمها، ولكن أيضا ليس بعمالتها وتبعيتها وخروجها عن الصف القومي لقضايا أمتها. وفي فلسطين المحتلة حتي في فلسطين نجد الإسلامي الذي نسي أن الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة، وراح يسعي لقمع الفتحاويين، وأعني بهذا اسماعيل هنية.. الذي بدأ يلتقط الصور التي تظهر رأفته ورحمانيته بالضعفاء والمحتاجين، ويداعب الإعلام مثله مثل كثيرين من عبيد الدنيا ويا للأسف، ويوالي باسم السياسة فجرة إيران من خامنئي إلي أصغر قائد في فيلق القدس والحرس الثوري!، وإذا كان هذا حال غزة، فما الضفة بأفضل حالا مع المجاهد القديم الذي أنهك محمود عباس أبومازن الذي استمرأ الفعل نفسه، وغض الطرف عن العملاء الكثر الذين يبلغوه ويبلغوا الصهاينة بأخبار وأماكن تواجد المجاهدين والمجاهدات من الجهاد وحماس. ثم نأتي للعراق والقواد الكبار الذين قاوموا وتجسسوا وباغضوا ونبذوا كل الأساليب البعثية التي مناطها الديكتاتورية والقمع، واختاروا الدبابات الأمريكية وسيلة أسرع للوصول إلي حكم العراق الحبيب، ثم اختاروا إيران حصنا أفضل لحماية ما حققوه من سلطة!

جاء إياد علاوي تلاه الجعفري تلاهما نوري المالكي فما من أحد منهم أفلح في اقناع الناس أنه يعمل لهم، أو أنه سيمنحهم ما حرموا منه أيام صدام حسين، وإن كانت فرصة علاوي والجعفري في السلطة لا تقارن بفرصة المالكي الذي جلس علي مقعد السلطة قبل ست سنوات خلت.

هذا الرجل نوري المالكي طوال السنوات الست تحدث عن الأمن فما حقق شيئا حيث لا تزال مدافع الهاون، والتفجيرات تتساقط علي المنطقة الخضراء فضلا عن مختلف مدن العراق، وبدلا من أن يغطي فشله الأمني بنجاح اقتصادي، أو سياسي تفرغ فقط لتقبيل أيادي الملالي في طهران، ومداهنة الأمريكان، ومحاولة اقناعهم أنه رجل المرحلة وكل مرحلة.

وأصبح واضحا أنه لم يعد في حسابات الرجل اليوم الصف الوطني، أو قضية العراق الأولي وهي الانشقاق الوطني، ودعاوي تقسيم العراق، فلا يشغل الرجل سوي مقعده، والحفاظ علي هيبته، واستئساده علي أنصاره في ائتلاف دولة القانون، وتهديدهم وترويعهم!

وكنت من الذين أكدوا علي أن المالكي ليس أكثر من عاشق للسلطة مفتون بها، وربما يأتي اليوم الذي نري من يحقق مع المالكي في استنطاق شهود عن طريق التعذيب من أجل النيل من خصوم إيران السياسيين كالهاشمي، وتثبت بما لا يدع مجال لشك أن كرسي السلطة في العالم العربي بالمصري..quot; ملبوس quot;!