رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني يقول لابديل عن المالكي سوى المالكي، ثم يهرع لجمع التواقيع ويجتمع في أربيل ويرسل القائمة لرئيس البرلمان لسحب الثقة عن السيد المالكي.

عذراً، فالسيد المالكي المقصود به هو رئيس وزراء العراق!.
السيدة الدملوجي الناطقة بإسم القائمة العراقية quot;أياد علاويquot; تقول بأن عدد التواقيع بلغت الحد المسموح به لسحب الثقة عن رئيس الوزراء السيد المالكي وستسحب الثقة منه في جلسة البرلمان القادمة.

رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد يكتب بمقالة أن لا بديل للمالكي وهو يشبه المالكي بعد الكريم قاسم وإتهامه بالدكتاتورية ويدافع عنه ويتهم مناوئية بعدم وجود برنامج سياسي إقتصادي أجتماعي ثقافي لدى أولئك الخصوم. ولا يجوز سحب الثقة من المالكي.
السيد مقتدى الصدر quot;دام ظله الشريفquot; يقول إن العراق أهم من المالكي.
السيد عمار الحكيم quot;دام ظله الشريفquot; يقول لا بد من التنازلات المتبادلة من أجل إنقاذ العراق.
كاكه مسعود البرزاني يطالب بسحب الثقة عن المالكي وحكومته، ويقول وكركوك خط أحمر،
محافظ مدينة البصرة يهدد في حال سحبت الثقة عن المالكي فإنه سوف يعلن البصرة إقليما، ولحق به محافظ الديوانية والسماوة والنجدف.

شكل الدولة العراقية
بداية، ليس في العراق جمهورية ولا ملكية ولا أي شكل من أشكال البلدان المتعارف عليها، ولذلك فإن رئيس لجمهورية ليس له وجود. وطن فيه مال ومصارف مفتوحة الخزائن وكل يمد يده لنهب المال العام وإنشاء القنوات الفضائية وشراء الأملاك. ولكل رئيس مكتب سكرتارية ومخصصات نثرية بمئات الملايين من الدولارات وعدد من المستشارين حتى زاد عدد مستشاري رئيس جمهورية العراق على مائة وخمسين مستشاراً وجميعهم لا علاقة لهم بأي إختصاص ممكن أن يوجه رئيس الجمهورية الوجهة السليمة في أية قضية صغرت أو كبرت. كيف برئيس له هذا العدد من المستشارين يصرح أن لا بديل للمالكي غير المالكي وفي ذات الوقت يجمع تواقيع سحب الثقة عنه.
ماذا أيها السيد الرئيس لو وقعت طائرة المالكي في صحراء النجف الأشرف؟

فمن هو البديل؟
سل مستشاريك؟
هل سيبقى العراق الإفتراضي بدون حكومة quot;وهو الآن بدون حكومة بالمناسبةquot; quot;وهو الآن بدون رئيس بالمناسبةquot; quot;وهو الآن بدون برلمان بالمناسبةquot;. فكيف وأنت رئيس البلاد وحامي الدستور وحامي الهدف الذي من أجله أسقطت أمريكا الدكتاتور أن تلعب مع الأطراف المتصارعة، فيما عليك أن تتحلى بالهدوء والصبر حتى لا ينفلت الوضع وتهدر الدماء quot;وبالمناسبة فإن الوضع منفلت والدماء البريئية لا تستوعبها فتحات المياه التالفة في شوراع المدن العراقية.

كنت أتمنى أيها السيد الرئيس أن أسمع الأخبار وأنت تجتمع مع رئيس الوزراء لدراسة خطة تطويق الإرهاب والإرهابين، أو أن تجتمع به وتعاتبه كيف غادر صالة في أحدى المناسبات عندما عزفت الموسيقى لأن الإمام موسى الكاظم أنزعج في زنزانته عندما أسمعه الخليفة الموسيقى قريبا من الزنزانه، كنت أتمنى أن تعقد إجتماعاً مع وزير الكهرباء لأخراج العراق من العتمة. أو تعقد إجتماعا لبناء سور للبلاد مثل ما بنت الصين سورها ومثلما بنت كل بلدان العالم لتحمي أهلها ومدنها من الأرهاب والإرهابيين. كنت أتمنى أن تساهم في ترتيب البيت العراقي بعد الفوضى التي ألمت به على إثر سقوط الدكتاتور. وبعد أن يتم ترتيب البيت العراقي تعود إلى وطنك الكوردي وبدون تصريحات quot;كركوك قدس كردستانquot; وتعيش بهدوء وتعتذر في الأقل عما حصل في quot;بشت آشانquot; وأنا لو كنت مكانك لا سمح الله وبهذا الوزن لأنسحبت من هذا المنصب الذي لا يناسبك على الإطلاق، وهو جاءك بسبب هذه الفترة الطارئة من التاريخ! إذا كنت قد سمعت بأن منصب الرئاسة يحتاج إلى رئيس من الوزن الثقيل، فليس المقصود به عدد الكيلوغرامات!
ماذا لو فوجئت بنبأ سقوط طائرة المالكي في صحراء النجف؟ ولا بديل عن المالكي سوى المالكي نفسه؟!

السيدة الدملوجي.. والقائمة العراقية
بالأمس.. بالأمس فقط كان رئيسك رئيس وزرائك وليس رئيس وزراء العراق، بسبب عدم وجود وزراء أصلاquot; قد وقف إلى جانب المدفع الأمريكي الذي قصف الفلوجة والرمادي وقف وهو يصيح quot; إلى جهنم وبئس المصيرquot; لم يفكر رئيس الوزراء هذا أن القذيفة سوف تصيب ربما أطفالا أبرياء ونسوة جميلات وأنت أمرأة وسيدة. ولكن لأن رئيسك لا يقرأ التاريخ وأنت أيضا لا تقرأين التاريخ فاتكم أن تعرفوا بأن مجموعة من المقاتلين الروس كانوا ينوون يوماً إغتيال القيصر وأنتظروا أن تمر عربته ليطلقوا عليه النار ويستبدلوا حكم القيصر بحمكم ديمقراطي ويخلصوا الشعب من ظلمه وظلامه. وعندما جاءت العربة التي تجرها الأحصنة شاهدوا طفلا جالساً إلى جانبه فمنع رئيس المجموعة مقاتليه من أطلاق النار خشية أن يصاب الطفل وهو بريء لا علاقة له بالقيصر. فكتب عنهم عمانوئيل روبلس مسرحية quot;العادلونquot; هكذا تكون عدالة الثوار وعدالة الساسة وعدالة طالبي التغيير والباحثين عن البديل! فأنتم لستم البديل للسيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق الإفتراضي. لا أريد الإسترسال أكثر بتاريخ حقبتكم المجيدة المليئة بكل ما هو مخجل فذلك هو الآخر مخجل ولا يمت للعراق بصلة. وينبغي فتح الملفات ولكن يحتاج العراق إلى اليد النظيفة التي عندما تفتح الملف لا تصيبها الرجفة!

ماذا بو سقطت طائرة المالكي في صحراء النجف؟
هل ستقفزون إلى السلطة بما يشبه الإنقلاب. أم نسيتم يوم زار رئيس وزرائك المرتقب النجف وحاول الإجتماع بأهاليها فإنهم قذفوه بما يسمى quot;المداسquot; وفر هارباً يركض والكاميرات التلفزيونية تلاحقه. وهذه عملية التصويت الشعبية التي حصلتم عليها وتجمعون من أجلها التواقيع!
لو كنت مكانك أيها السيد رئيس الوزراء الأسبق، لو كنت مكانك لا سمح الله لما ظهرت ثانية على شاشة تلفزيونية!
فأنت لست البديل لرئيس الوزراء الحالي أيها السيد رئيس الوزراء الأسبق.

رئيس التحرير وعبد الكريم قاسم
يأتي هنا مقال السيد رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد الذي يشبه نوري المالكي بعبد الكريم قاسم الذي سمي بالدكتاتور وهو لم يكن كذلك، فعبد الكريم قاسم شخصية وطنية وقد أطيح به وينبغي أن نعيد إليه الإعتبار.

نعم.. عبد الكريم قاسم شخصية وطنية ويستحق العشق، فقد مات وفي حسابة دينار ومائتين وستة وأربعين فلسا مودعة في دفتر مصرفي صغير يسمى دفتر التوفير. وكان يتجول ليلا في شوارع بغداد ويوزع ما بجيبه من بقايا الراتب للفقراء ويعمل في النهار من أجلهم ووضع أسسا لعراق جديد فكيف تقارن ذلك النبي الذي عندما يمشي كما لو أنه يمشي على السحاب بشخص يغادر مبنى الإحتفال عندما سمع الموسيقى على المسرح. لقد بنى عبد الكريم قاسم في أول أيام قيام الثورة دار الأوبرا. وكان مخططاً لهذه الدار أن تستقطب فرق الأوبرا والباليه من أنحاء العالم وأن ينتعش المسرح العراقي بالإبداع وأنشأ مؤسسة للسينما وأصبح أتحاد الأدباء في زمانه نبراسا للثقافة وأنتعشت الصحف وإنتعش إقتصاد البلد. وعندما فاوض المستعمرين البريطانيين عن حصة العراق من النفط أخذهم إلى ما خلف السدة حتى تزكم أنوفهم من رائحة القاذورات والمياه الآسنة فوضعوا مناديلهم على أنوفهم فقال لهم quot;أفاوضكم من أجل هؤلاءquot; ثم بنى لهم مدينة الثورة التي يسمونها الآن مدينة الصدر وهي في حقيقتها مدينة عبد الكريم قاسم، لكن المتآمرين الأنذال والخونة اليساريون الأكثر نذالة غدروا به وناموا في بيوتهم يوم هاجمته طائرة واحدة فقط وكانوا يسيطرون على كل القوة الجوية فأختفوا كالفئران وبقي وحيداً. أطلقوا عليه وعلى رفاقه النار بدون محاكمة داخل مبنى الإذاعة هو والمهداوي ووصفي طاهر ورموا أجسادهم الطاهرة في نهر دجلة مثقلة بالحديد. نعم، عبد الكريم قاسم بنى دار الأوبرا، فيما السيد نوري المالكي غادر صالة الإحتفال عندما بدأت الموسيقى بالعزف. لاحظ أيها السيد رئيس التحرير الفرق بين عبد الكريم قاسم وبين نوري المالكي الذي يفخر أنه دحر الليبراليين وأن الثقافة ماتت في زمانه، ثقافة اليسار ماتت وهو فخور بذلك. كيف لمثل هكذا شخص يحتقر الثقافة أن يصبح رئيسا للوزراء وأنت تخاف أن تسحب منه الثقة ويبقى البلد بدون بديل فتسيل الدماء ويتقسم البلد. ترى هل البلاد موحدة الآن وهل الدماء لا تسيل من أجساد العراقيين الطاهرة. أنت تقول أن البدائل لا يوجد لديها برنامج! فأي برنامج لدى رئيس الوزراء. أنشره في صحيفتك حتى يقرأه المواطنون ويعرفون حقيقة ما يجري في المنطقة الخضراء المطوقة بالحواجز الكونكريتية. ثم ما حدا مما بدا، بالأمس كنت في شمال الوطن متكئا على سرر من سندس وإستبرق، فهجرت شمال الوطن والكورد دون أن يعرف السبب فجئت لتتكئ على جدران المنطقة الخضراء عسى أن يبقى المالكي فيها فتفتح لك الأبواب مرة ثالثة.
ترى ماذا يحصل لو سقطت طائرة المالكي في صحراء النجف؟
فمن سيكون البديل!

السيد مقتدى الصدر دام ظله الشريف
العراق أهم من المالكي. أحسنت. هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها منك كلاماً معقولاً ومقبولا أيها السيد مقتدى. صحيح جداً. العراق أهم من المالكي وأهم منك على حد سواء. فأنت والسيد المالكي تمثلون قمة التخلف. لأنكم أتيتم للبلاد من أجل نشر كل ما هو وسخ ومتأخر بدءً من اللباس مروراً بطريقة تناول الطعام وأنتهاء بالمنابر التي تبث الجهالة والتخلف. لقد راح ضحية تخلفكم مئات الآلاف من القتلى والمعوقين. ولا أدري لماذا كنا نلوم الدكتاتور بحساب عدد ضحاياه إذا كنا سنبتلي بأضعاف تلك الضحايا في بلد خال من الكهرباء والماء النظيف والعقل النظيف. لقد نفذتم الهجمات على كل ما هو شريف وكل ما هو عراقي. يركض أمامكم وخلفكم جمهرة من حملة رسائل عزرائيل لأنهاء حياة الأبرياء.

أريد أن أعرف أيها السيد مقتدى. ما هي علاقتك بعالم السياسة والفكر.. أنت لا تصلح لشيء. أبحث لك عن منهة تملأ منها كرشك لا أن تملأه بحق الأطفال من الحليب وحق النسوة من الخبز وحق العراقيين من الحرية.
ماذا لو سقطت طائرة السيد المالكي في صحراء النجف؟
هل لديك البديل الجاهز الذي يستبدل متخلفا بمن هو أكثر تخلفا منه؟

السيد عمار الحكيم دام ظله الشريف أيضا
quot;دام ظله الشريفquot; و quot;قدس سرهquot; لغة جديدة دخلت قاموس الموتى وقاموس الأحياء الموتى. أتابع ندواتكم التثقيفية، وأدعوك لسماعها ومشاهدتها وأنت تطلق النظريات التي ما أنزل الله بها من سلطان كما يقال، فإذا كان لديك بضعة مئات أو حتى بضعة آلاف مسلوبو الأرادة ويتحركون مثل الإنسان الآلي ويصدقون الأقاويل فتذكر أن في هذا الوطن أكثر من عشرين مليونا يضحكون على تلك الخرافات التي تطلقونها وأنتم تعتقدون أن ما تبثه الفضائيات هو السائد وهو الحقيقة الموضوعية. لا يا سماحة quot;السيدquot; هناك شعب مضطهد مسلوب الحق ومسلوب الحرية ومسلوب السعادة في وطن يستيطع أن يجعل من كل مواطن إضاءة في الحياة وفي جمال الحياة وأنت لديك رئيس وزراء بديل ينتظر دوره وهو بالأمس أرسل حمايته لتصفية موظفي مصرف في الكرادة كي يجلب لك المال المودع فيه.. مال المواطنين الذين يحتفظون به لعاتيات الدهر. أنت دون شك تأتيك التوجيهات من خارج الحدود، فتصرح عما تسميه بالتنازلات المتبادلة كي تبقى السلطة بأيدي لصوص البلد وكي تبقى خزائن المصارف مفتوحة لمن ينهبها.
هب أن طائرة السيد المالكي سقطت في صحراء النجف، فمن هو رئيس الوزراء الذي تريد ترشيحه؟ أهو ذات الشخص المتهم بالهجوم على المصرف بالكرادة!؟

كاكه مسعود البرزاني وسحب الثقة
الثقة مسحوبة أساسا منه ومنك.. جميعكم متحفزون للإنقضاض على العراق الجثة التي ينتظر دفنها. ماذا تنتظر كي تسحب شعبك من المنطقة العراقية وتعلن دولتك وتريح الناس من هذا الصراع الذي طال أمده. الجميع يريدون هذا الإنفصال وبالتهاني والتبريكات.. وأصلاً لو كان المالكي رئيس وزراء حقا للعراق لأعلن هذا الإنفكاك منذ زمن ولكنه لا يفهم ألف باء السياسة.
أسألك ماذا لو سقطت طائرة السيد المالكي في صحراء النجف؟ فمن هو رئيسك البديل الذي سوف يكون مكبلا بإتفاق أربيل، هل هو رئيس وزراء يقبل ببيع العراق من أجل أن يبقى رئيس وزراء بلا وزراء ولا دولة. هل هو ذات الشخص الذي رمى أهل الفلوجة والرمادي بقذيفة من المدفع الأمريكي صارخا quot;إلى جهنم وبئس المصيرquot;!؟

محافظ البصرة يعلن الإنفصال

نعم؟ من أنت أيها المحافظ؟ أنت إعجوبة زمانه! تريد أن تعلن إنفصال البصرة وقد أعلن مثلك محافظون لمحافظات مثل البصرة وجمال البصرة وأهل البصرة. ألا يوجد شعب له رأي وموقف من فكرة الأقاليم المنفصلة وكيان الدولة؟ هل ترى أهل البصرة خراف في مزرعتك؟ شعب البصرة ذو التاريخ العريق بالثقافة والموسيقى، الشعب الذي رفد الخليج بأغانيه ورحلات البحر. شعب ثورة الزنج، تعلن بإسمه الإنفصال وقبل أن تعلن البصرة أقليما، أعلنت أن الغناء ممنوع في مدينة البصرة. بالله عليك لو سمعك أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة وأقمت كيانا منفصلا وأنت تصرح عن الموسيقى والغناء فمن سيقبلك في تلك المنظمات الدولية، أم أنك ضامن أن تلتحق بأيران وتصبح من خلالها عضواً في الأمم المتحدة؟ من ترى أعطاك هذا الحق لتعلن إنفصال البصرة عن العراق. ومن أعطاك الحق كي تمنع الغناء في مدينة الغناء والفرح والحب. أنت لا تريد أن تسحب الثقة من المالكي كونك في حزب الدعوة وهو في ذات الحزب وتريد أن تنتصر له. ذلك واضح.
فماذا لو سقطت طائرة المالكي في صحراء النجف. هل ستعلن البصرة أقليماً لتصدر منه النفط للجارة إيران؟
مطلوب فتح الملفات يا أهالي البصرة الكرام.

سيبقى المالكي إلى حين ولن تسحب منه الثقة!

السيد رئيس الوزراء.. شيء يشبه النكتة بالنسبة لي في الأقل. وهي نكتة دامية، هي مثل الشخص الذي يضحك فتنزل دموعه دماً. أنه ضحك كالبكاء. فليس في وطني ما يفرح، ليس الآن ولا بعد سقوط النظام البشع، بل أن الحزن الدامي يؤرخ منذ مجيء البعث للسلطة ومن بعده الأحزاب الإسلامية التي هيمنت على فرح العراق وخيرات العراق وخبز العراق.

العراق اليوم ليس دولة لها كيان ووجود يدعو للإحترام. أنا مواطن أعيش في بريطانيا ولا أشعر أن لي سفارة تمثل بلدي وهو مجرد مثال. وهذا ليس حالي فحسب بل هو حال ما يقرب من أربعة ملايين عراقي يعيشون في الغربة هم الآخرون صودرت منهم حقوق المواطنة. أنت لا تعرفهم ولا تعرف مستوياتهم الثقافية. يمكنك أن تصدق الكذبة، كذبة كونك رئيساً للوزراء. أنا سوف أضعك في الصورة الحقيقية لشخصك الكريم. إن ظهور اي شخص على شاشة التلفاز لا تبرر أهميته، فالغانيات أيضا يظهرن على ذات الشاشة حتى بدون علم البلاد خلفهن. ذلك لا يمنحهن الأهمية في بناء الأوطان. أنت وكل مسؤول يظهر وخلفه قطعة قماش مدون عليه إسم الله quot;الله أكبرquot; هو مجرد قماش وليس رمزاً للعراق. تعرف متى يكون العلم رمزاً للوطن وللبلاد والعباد. يكون العلم رمزاً عندما ينبت في أرض مزروعة بالخير والنخيل المثمر وأشجار البرتقال في ديالى، ويرفرف في سماء خالية من التلوث والغبار ويرتفع من الأرض إلى السماء عندما يسحب الخيط مواطن شريف يحب وطنه ويبكي فرحا عندما يرتفع العلم في سماء العراق. الله أكبر ليست سوى تعبير للدكتاتور عندما كان يحصد أبناء العراق في حروبه المجنونة. وضع هذه الكلمة العار على قماشة لا تصلح في زمانه وزمانكم حتى لمسح نفايات المناضد بعد الطعام، بل لا تصلح حتى لمسح الأحذية. ليس هذا رمزاً لنا ولا لوطننا، ولا هو علمنا الماضي ولا علمنا الحاضر ولا هو علم المستقبل ونرفضه. أتظن أن المشي على السجادة الحمراء هو تأكيد كونك رئيسا للوزراء وكون رئيس البلاد هو رئيس للبلاد حقاً. هذا القول ينسحب عليه مثلما ينسحب عليك وعلى كل شخص يجلس أمام كاميرا التلفاز وخلفه هذا العلم quot;الخرقةquot; الذي لا يمثل حلم العراق ولا طموح العراق.

نحن بلد ثري بماضيه. ثري بفلسفته. ثري بمقدساته الحقيقية. وهبه الله الثروات الطبيعية والماضي العريق. نحن شعب يستحق الحياة ولا يستحق الموت اليومي والمجاني. نحن شعب أهل بأن يرفع قامته بين شعوب الأرض وأنتم تعملون على دفنه. لا يوجد في وطننا اليوم ما يفرح. وأنت تظن أن قناتك الفضائية العراقية الغارقة بالنهب والمهزلة الطائفية، وبضعة شاشات دينية تعرض صورتك وأنت quot;خاتلquot; في تلك البقعة المحدودة المساحة والتي تسمى المنطقة الخضراء معتقدأ أنك رئيسا لوزراء العراق. أين هم هؤلاء الوزراء أيها السيد رئيس الوزراء. أكتب لي أسماءهم فأنا quot;غشيمquot; بهذه التشكيلة الغريبة العجيبة تشكيلة المحاصصة الطائفية والعرقية، وزراء يحملون شهادات مزورة يحكمون بها البلاد وينهبون بها البلاد، وكأن الشعب مجرد خراف وكأن المبدعين الذين يرقبون وطنهم بعيون دامعة تدمع دماً لا دمعاً، كأنهم على هامش الحياة وهم العراقيون بمجدهم العراقيون بتاريخهم العراقيون بمعرفتهم، لا يخجلون من سماع صوت الحياة صوت الموسيقى ويفرحون عندما يقرأون رواية أو قصيدة شعر ولا يخجلون منها بل يفخرون بها وأنت ومن حولك لا تفقهون شيئا من أقتصاد الحياة ولا من ثقافة الحياة. لا تعرفون سوى الصلاة على محمد وآل محمد معتقدين أن هذا النداء سوف ينقذ العراق من الكارثة التي ألمت به. لا.. لا ينقذ العراق سوى العلم والمعرفة.. وأقول لك لا تصدق هذه الأكذوبة فإن سحب الثقة منك هي لعبة سياسية ذات مصلحة تشبه مصلحتك. فالثقة مسحوبة منذ زمن منك وأيضا من مناوئيك الذين يشبهونك فالناس تضحك من هذه الأكذوبة كيف يستبدل متخلف بمتخلف وهم صافنون ومندهشون مما يجري أمامهم. وهم لم يستيقظوا بعد من الضربة الموجعة للدكتاتور وللمحتلين. ولكن عندما يستيقظوا سوف نصلي لله حينها ونقول quot;يستر اللهquot;.

لو سقطت طائرتك في صحراء النجف لا سمح الله فلا تقلق على العراق، لأنه سوف يحتل موقعك شخص آخر يشبهك لحين أن يستيقظ العراقيون من نومهم ومن الضربات الموجعة التي وجهت لهم.

لا أحد يثق بكم أيها السيد رئيس الوزراء، وأذكرك بالوائلي الشاعر الذي قال لعبد السلام عارف في قاعة الخلد يوماً ومن على منصة المسرح:

لا تطربن لطبلها فطبولها كانت لغيرك قبل ذلك تقرع.

كاتب وإعلامي مقيم في بريطانيا
[email protected]