أثناء انعقاد مؤتمر للمعارضة السورية في استنبول 16.06.2012 خرج الجنرال النرويجي مود، بتصريح خطير وهو تعليق مهمة مراقبيه في سورية، وبقاءهم في فنادقهم، لأن العنف لم يتوقف من الطرفين، عن أي طرفين يتحدث الجنرال مود، لماذا لايزالوا مصرين على هذه الكذبة؟

بعد كل هذه المجازر، في الحولة وحماة وبصرى الشام، وما يقوم به جيش العصابة الأسدية في حمص، من تدمير ممنهج وقتل منظم، اقرته كل منظمات حقوق الانسان الدولية بأنه جرائم ضد الانسانية، تقارير منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، 15.06.2012 وطالبت بتحويل قادة هذه العصابة إلى محكمة الجنايات الدولية، وبعد كل هذه الوقائع الدموية، يتحدثون جماعة عنان ومراقبيه عن عنف بين الطرفين، وأنه لا المعارضة ولا العصابة الاسدية يريدون الحل السياسي، هل يعقل ذلك؟ هذا الاجراء في تعليق مهمة المراقبين مع تحميل المعارضة السورية المسؤولية إنما يشير إلى أنه إجراء يحمل اشارات متعددة، لكنها إشارة ضغط على مؤتمر المعارضة في استنبول، الذي يقام تحت رعاية سياسة تركية لا ترقى لمستوى الجيرة بالحد الادني!!

وتحت رعاية نبيل العربي وجامعته العربية وكما هو معروف أن الاطراف التي تدعم نبيل العربي الذي يريد فيما يريده ابقاء آل الأسد جزء من الحل كما هو الموقف الروسي- التركي، لاعتبارات تتعلق باعتبارت مختلفة لدى كل حكومة من الحكومات العربية وغير العربية، التي تساند آل الأسد..فأي نتائج يراد لمؤتمرات المعارضة السورية أن تخرج بها خاصة ان هنالك معارضة نستطيع ان نعتبرها دون أي احساس بالذنب أنها معارضة انجدلت مع السياسة الروسية المجرمة تجاه شعبنا، خاصة بعدما سمعنا تصريح السفير الروسي في لبنان في نفس اليوم، أن روسيا ضد أي تدخل عسكري ولن تسمح به، ولن تقبل بتغيير نظام العصابة الأسدية..فكيف يمكن التوفيق بين تلك المعارضة وبين بقية الثورة؟ ثمة امر آخر وهو على غاية من الاهمية، أن كل تيارات المعارضة السورية في المجلس الوطني أو خارجه باستثناء شخصيات مستقلة قليلة، لم تسجل طلبا للمجتمع الدولي بالتدخل العسكري، وهذه نقطة كانت خطيرة في سلوك المعارضة السياسي، وبخلاف مطالب الثوار على الارض، وقد حاولت المعارضة تلافي هذا التقصير الفاضح، بأنها وظفت وقتا من أجل التغطية على هذا التقصير، ودخلت مرحلة من الارتجال السياسي والاعلامي، لعدم امتلاكها برنامجا سياسيا متناسب مع مطالب الثوار، صحيح ان المجلس الوطني هو اقرب لروح الثورة لكنه، لم يستطع ان يرتقي لكي يكون روحا ثورية، وتمثيلا سياسيا حقيقيا دون ازدواجية خطاب سياسي..مع ذلك لايزال المجلس يحمل إمكانية التعبير الحقيقي عن الثورة، لكننا لم نكن بحاجة لمؤتمر برعاية نبيل العربي، ووفقا لسياق الدفع العناني باتجاه إجلاس المعارضة السورية مع وفد من العصابة الأسدية، متجاوزا كل بنود مبادرته لكي يقول للمجتمع الدولي أن مبادرته نجحت وفي طورها الأخير..إن موضوع الانتقال إلى البند السادس في مبادرة عنان، دون تطبيق البنود الخمسة الأولى، والتي تنص على وقف العنف وسحب الجيش من المدن وإداخال المساعدات الانسانية للمدن المنكوبة، والسماح بدخول وسائل الاعلام واطلاق سراح كل المعتقلين..الخ يمكن للقارئ الكريم العودة إلى تفاصيل مبادرة كوفي عنان..

ولكن ما حدث أن شعبنا استشهد منه 3500 مدني بينهم أكثر من 150 طفلا، ومجازر منذ دخول المراقبين العنانيين..على المعارضة ان تعي الخطوة المراد إدخال المعارضة فيها، وهي خطوة البدء بتطبيق البند السادس، الحوار مع العصابة الأسدية التي تحولت إلى مجرمة ضد الانسانية، فكيف يمكن الحوارمع هكذا طرف؟ الثورة ليست بحاجة لحوار مع العصابة بل بحاجة لايصال المساعدات الانسانية في المناطق المنكوبة، وسحب الجيش من كافة المناطق، ومساعدة الجيش الحر ودعم أطر المعارضة سواء المجلس الوطني أوغيره..على قوى الثورة ان تنتبه لخطوة تعليق عمل المراقبين، وإمكانية قيام العصابات الأسدية بمجازر جماعية بعد أن تسرب خبر أن الروس أعطوه إذنا بتصعيد القتل، لكي تذهب معارضتهم لمؤتمر القاهرة من موقع قوة... فروسيا فقدت أي مبرر سوى قتل شعبنا عبر جيش العصابة لكي تستمر بالتدخل بالملف السوري...فهي حتى اللحظة لم نسمع تقريرا واحدا من المافيا الروسية الحاكمة تحمل العصابة الأسدية مسؤولية ما عما يحدث من مجازر وقتل منهجي لشعبنا...


تعليق عمل المراقبين سلاح ذو حدين يجب الحذر منه...وعلى المعارضة السورية أن تضبط نفسها قليلا، وتنخرط فعليا في الثورة..من موقع أنها ليست صانعتها بل هي منخرطة فيها...شعبنا يذبح والجلوس مع نبيل العربي جزء من هذا الفخ الروسي...