قيل في الامثال quot; ضربني وبكى، وسبقني واشتكى quot;، وقيل ايضا quot; دموع العواهر نواهر quot;. هكذا هي حكومة المالكي ترتكب المجزرة تلو الاخرى بحق الاشرفيين وبحق العراقيين الوطنيين، ومع ذلك تتباكى وتشتكي من ظلم البسطاء المقهورين اصلا. ويقول الناطق باسمها ان الارهابيين والكفرة هم الذين يثيرون الرعب في الشارع العراقي. وكذلك الحال بالنسبة للاشرفيين، فقد عاشوا طيلة ثمان سنوات تحت الحصار من القوات الامريكية ثم العراقية في مخيم اشرف، وكانت القوات التابعة لرئيس الحكومة تقتحم المخيم متى شاءت، تداهم وتضرب وتقتل، وقد شهد الراي العام العالمي صور المجازر التي ارتكبتها قوات المالكي عامي 2009 و 2011، وشاهدوا صور الجرحى الذين منعوا من المعالجة الطبية وماتوا بسبب نقص الادوية والعلاج اللازم.

ولان نظام الملالي في طهران يريد الانتقام من الاشرفيين، ولان المالكي يدرك محاسن ولي نعمته فقد نفذ ما يريده الملالي المتعطشين لسفك الدماء، ويضيفوا لسجلهم الاسود صفحات من الدم والقتل والاجرام، فاتفقوا مع المالكي في زيارته الاخيرة لطهران على التمهيد لشن هجمات على الاشرفيين في سجن ليبرتي، وذبح المزيد منهم بدون ضجة في العالم، ولاسيما ان الاتحاد الاوروبي يتعاطف مع معاناة الاشرفيين في سجنهم الذي يفتقد لابسط مقومات الحياة الانسانية، حيث يفتقد السجن الى الماء والكهرباء والنضح الصحي والوقاية من الافات والافاعي والعقارب التي تهدد صحة السكان السجناء.

الخطوة الاولى هي الدعاية في دول اوروبا ضد الاشرفيين واظهارهم بانهم قساة يميلون الى الارهاب، استنادا الى صفحات كانوا يواجهون نظام الملالي بالسلاح، الهدف الذي يرومه المالكي هو quot; شيطنة الاشرفيين quot; حتى لا يتفاجأ العالم عندما يقوم بمجزرة ضدهم في المستقبل وعندما تتوفر الحجج والاسانيد التي تبرر العمل الاجرامي المزمع فعله. الفكرة التي تمخض عنها الحوار بين المالكي ونظام الملالي هي ارسال وفد عال المستوى الى بلدان اوروبا لتشويه صورة الاشرفيين ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام الملالي وشيطنتها امام الراي العام العالمي. ولفضح هذه المحاولة الساذجة وجه الدكتور ( اليخو فيدال كودراس ) نائب رئيس البرلمان الاوروبي وجه رسالة الى البارونة ( كاثرين اشتون ) طالب فيها دعم الطلبات الانسانية للاشرفيين في مخيمي اشرف وليبرتي ومطالبة الحكومة العراقية تنفيذ هذه المطالب. وقد ذكر نائب رئيس البرلمان الاوروبي في رسالته الى اشتون ان بروكسل سوف تستضيف وفدا من الحكومة العراقية من اجل تبرير الاعمال الوحشية التي تمارسها الحكومة العراقية ضد الاشرفيين، بل والقاء اللوم على الاشرفيين بخصوص الصعوبات والعراقيل التي تعترض عملية نقلهم من مخيم اشرف الى سجن ليبرتي. ونبه السيدة اشتون الى ان تركيبة الوفد العراقي تضم اعضاء من الاجهزة الامنية ممن شاركوا في عمليات قمع الاشرفيين عامي 2009و 2011، منهم على سبيل المثال ( باسم صادق محمد كاظم )، الذي يتولى الادارة في سجن ليبرتي حاليا، كما انه مطلوب الى المحكمة الاسبانية لدوره الاجرامي في مجزرتي 2009 و2001 في مخيم اشرف.

مع كبر اعداد الوفد العراقي الذي سيحاول اقناع الاوروبيين بان الاشرفيين شياطين والحكومة العراقية ملائكه، وما على العالم الا ان يصفق لذبح الشياطين ويمنح شارة النصر لحكومة المالكي لانها قضت على الشياطين. ولكن كيف سيجيب اعضاء الوفد على اسئلة الصحفيين الاحرار المدافعين عن حقوق الانسان ؟، كيف سيجيبون على سؤال حول صلاحية ( ليبرتي ) للعيش الادمي الانساني ؟ هل يوجد فيه ماء صالح للشرب ؟ هل يتوفر فيه الكهرباء في هذه الاجواء الحارة التي تصل درجة الحرارة الى 55 مئوية ؟.. سجن ليبرتي يعاني من الحاجات الأساسية مثل الماء والكهرباء وعطل منظومة الصرف الصحي حيث تمنع الحكومة العراقية نقل الحاجات الضرورية للسكان من مخيم اشرف الى ليبرتي.

وعلى الرغم من البيانات المتكررة الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منها البيانات الصادرة في الأول من شباط/ فبراير والأول و28 من مارس/ آذار2012 محرومون من حرية التنقل ولا يصلون الى محاميهم ولا يسمح لأقاربهم بدخول العراق وأشرف. ان سياسة العراق وعلى ما يبدو و بدلا من تحسين الظروف في ليبرتي بالدرجة الأولى فان المهم لدى الحكومة هو اغلاق مخيم أشرف مهما كلف الثمن وتكديس السكان في سجن ليبرتي.

وأضاف آليخو فيدال كوادراس في رسالته بأنه وتحت هذه الظروف علينا أن نتكلم بحزم كامل مع الحكومة العراقية وممثليها المرسلين الى هنا ونضع الأعمال التالية على جدول الأعمال:
1- يجب أن نمنع بصرامة اولئك الاشخاص في الوفد العراقي ممن لعبوا أدوارا مباشرة في الجرائم ضد الاشرفيين من دخول مؤسسات الاتحاد الاوربي وأن صادق محمد كاظم واحد من هؤلاء.
2- يجب تذكير المسؤولين العراقيين بأن أي أعمال عنف ضد سكان أشرف والضغط لاغلاق أشرف دون تلبية الحد الأدنى من الطلبات المشروعة للسكان أمر غير مقبول اطلاقا ويؤثر بشدة على العلاقات بين الاتحاد الاوربي والعراق.

3- يجب الدعم بصراحة ودون أي غموض للطلبات الستة لسكان أشرف للاستمرار في الانتقال الى ليبرتي ويجب الطلب من الحكومة العراقية تنفيذ تلك النقاط المتعلقة بالحكومة فورا. وان عدم تنفيذ هذه المطالب البسيطة والأساسية يبين أن الحكومة العراقية تضمر نوايا مشؤومة وتخطط لتحويل ليبرتي الى سجن وموقع لمذبحة جديدة وفي هذه الحالة ان مواصلة الانتقال الى ليبرتي ليست أمراً منطقياً اطلاقاً.
4- نحن نطلب منك أن تتخذي عشية وصول هذا الوفد الى بروكسل موقفاً يدين السلوك القمعي للحكومة العراقية تجاه سكان ليبرتي وأشرف وأن يدعم طلباتهم الستة.
اما الطلبات الستة المذكورة في الرسالة هي:
1. ان لا يسمح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بأيّ تدخل من قبل النظام الإيراني ضد معارضيه في مخيمي أشرف وليبرتي.
2. كلّ الإتفاقيات والإلتزامات المتعلقة بالقافلة الخامسة المكونة أساسا من النساء، لابد من تنفيذها من قبل الحكومة العراقية (6 عجلات خدمية و 25 مركبة طويلة لنقل ممتلكاتهم و 6 كرفانات (مقطورات) خاصة و3 عجلات خاصة للمشلولين).
3. كلّ بنود رسائل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة خصوصا بشأن الشرطة وسيارات الصالون مع كل قافلة وتحديد توقيت لربط مخيم ليبرتي بشبكة الماء والكهرباء وكذلك ضرورة بناء و ايجاد مساحات خضراء قبل تحرك القافلة التالية.
4. الاعتراف بالموقع القانوني لليبرتي كمخيم للاجئين.
5. ضرورة ضمان الأمم المتحدة بيع كل الممتلكات المنقولة والغير منقولة لأشرف أو نقلها الى بلد آخر أو كردستان العراق.
6. الولايات المتحدة ستفتش مخيم أشرف بأسرع ما يمكن.

ولابد من التنبيه لكل اعضاء منظمة مجاهدي خلق أنه عليهم توجيه اسئلة ذكية تحرج الوفد امام الصحفيين الاوروبيين. ولابد ان يقوم جهاز الاعلام في المنظمة بتذكير الاعلام بصور المجازر التي ارتكبتها الحكومة العراقية ضد الاشرفيين في الاعوام السابقة.

* كاتب اردني
[email protected]