مهرجان التضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية الذي يعقد سنويا في العاصمة الفرنسية باريس من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، والذي من المنتظر أن يتم عقده هذا العام في الثالث و العشرين من الشهر الجاري، يکاد أن يکون مختلفا و متميزا عن المهرجانات الاخرى التي عقدت طوال الاعوام المنصرمة، لأنه ينعقد في ظل ظروف و أوضاع إيرانية و إقليمية و دولية بالغة الاهمية و الحساسية و من المحتمل جدا أن يکون له تأثيرات و تداعيات قوية على الداخل الايراني.

مهرجان التضامن لهذا العام، والذي يقوم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس بتحرکات نشطة من أجل أن يکون بمستوى الاحداث و الظروف التي تحيط بها، من المتوقع جدا أن يحضره أکثر من 100 ألف من الايرانيين المقيمين في بلدان اوربا و العالم، کما ينتظر أيضا أن يحضره أيضا جمع متميز من کبار الشخصيات السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الدينية من مختلف أرجاء العالم، مما يعطيه أهمية خاصة جدا من جانب مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية على مختلف الاصعدة.

النظام الايراني الذي حاول و يحاول دائما الحط من شأن المقاومة الايرانية بصورة عامة و من شأن منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة، وبذل إمکانيات کبيرة جدا في سبيل بناء حواجز مختلفة بين المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق من جهة، و بين العالم کله من جهة أخرى، وقد بنيت سياسته على الکذب و الخداع و التزييف و التضليل و حرف الحقائق و التأريخ، وهو وان حقق نجاحا ملفتا للنظر طوال الاعوام الماضية، لکن هذا النجاح کان مؤقتا و أشبه مايکون بثلوجا باقية بسبب من عدم شروق الشمس، لکن، وبعد تلك المواجهة الضروس التي خاضتها المقاومة الايرانية بقيادة الزعيم الايراني مسعود رجوي، و من خلال تلك الجهود و المساع المتباينة التي بذلتها مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، فقد تم تحطيم مختلف الحواجز و العراقيل الوهمية و الکاذبة التي وضعها النظام الايراني أمام تواصل المقاومة مع العالم.

منظمة مجاهدي خلق التي خاضت کفاحا سياسيا فکريا ضاريا ضد النظام الديني و قدمت 120 ألف شهيدا، کانquot;ولايزالquot;لها تواجد في مختلف أرجاء إيران، ويکفي أن نشير الى أن المنظمة وخلال مرحلة النشاط السياسي( من فبراير شباط 1979 حتى 20 يونيو حزيران 1981 )، قد کانت تمتلك مکاتب و ممثليات لها في 250 مدينة و بلدة إيرانية و ان نشرة مجاهدquot;الصحيفة الناطقة بإسم المنظمةquot;، کانت توزع يوميا أکثر من 600 ألف نسخة منها في مختلف أرجاء إيران، وقد کان مسعود رجوي مرشحها لإنتخابات رئاسة الجمهورية و حظي بدعم جماهيري منقطع النظير من جانب مختلف شرائح و مکونات الشعب الايراني وکان الشعار الذي يرفعهquot;الحرية و الديمقراطيةquot;، ولانه کان مرشحا جديا في الانتخابات ولذلك فقد قام الخميني بإلغاء ترشحه للإنتخابات خصوصا وانه لم يقم بالتصويت على دستور ولاية الفقيه، هذه المنظمة لم تنقطع او تغيب عن الساحة السياسية في إيران ولاسيما في ذروة تسلط و جبروت رجال الدين، ويکفي أن نشير هنا الى أن المنظمة کانت لها أنشطة عبر شبکات من تنظيمات المجاهدين في داخل إيران تدار عبرquot;هيئة إجتماعيةquot; منهم، وفي إنتفاضتي 2009 و 2010، حيث إضطر النظام بسبب من الاجواء السياسية السائدة في البلاد وقتئذ حيث کانت تجرى إنتخابات رئاسة الجمهورية، الى إبداء شئ من الارتخاء و الليونة، إندلعت تلك الانتفاضة الشعبية المليونية العارمة بوجه النظام والتي حدث فيها تغيير ملفت للنظر عندما تحولت الشعارات من قضية الانتخابات الى هتافات بالموت للدکتاتور و إسقاط نظام ولاية الفقيه، ويومها قام النظام و على لسان أبرز قادته بتوجيه التهمة الى منظمة مجاهدي خلق و انها تقف خلف هذه الانتفاضة، وهذا الاتهام لم يقف عند هذا الحد، بل وان مسؤولين بارزين في النظام و في اوقات و مناسبات مختلفة أدلوا بتصريحات مختلفة حول المنظمة کان أبرزها ذلك التصريح الخاص لوزير الاستخبارات النظام محمد مصلحي عندما قام بتحذير اولياء الامور من إنجراف أبنائهم و تأثرهم بأفکار منظمة مجاهدي خلق!

لقد کانت منظمة مجاهدي خلق دائماquot;الحاضر الغائبquot;في مختلف الاحداث و الامور في داخل إيران، وکان لها دوما دورا و موقفا و موطئ قدم أکثر من واضح في کل أمر و مناسبة، وانها عندما قامت بعقد مهرجان التضامن السنوي مع الشعب الايراني و مقاومته، تصور الکثير من الکتاب و المثقفين العرب أن هذا المهرجان مجرد فعالية سياسية لأغراض إعلامية بحتة مثلما قام النظام في نفس الوقت بنشر الاکاذيب و الدعايات المغرضة بشأنها حيث کان يزعم بأنه عديم التأثير على الشعب الايراني، لکن، وبعد مرور بضعة أعوام، تأکد للعالم کله الدور البارز و المؤثر لهذا المهرجان في حشد التضامن العالمي مع الشعب الايراني و مقاومته، إذ بدأت الارض تتحرك من تحت أقدام النظام و بدأت الابواب المغلقة أمام المقاومة الايرانية تفتح الواحدة تلو الاخرى و طفق العالم کله ينتبه الى المعاناة الکبيرة التي يقاسي منها الشعب الايراني بسبب من السياسة القمعية الاستبدادية للنظام، مما يعطي إنطباعا قويا من أن رسالة الشعب الايراني الى العالم قد وصلت من خلال هذا المهرجان السياسي الکبير و الذي يمکننا إعتباره بمثابة تصويت عملي على مستقبل إيران.