يوم الاحد المصادف للأول من تموز/يوليو/2012، سيکون يوما تأريخيا في عمر النظام الايراني، يوما من المتوقع جدا أن يمهد و يؤسس لمرحلة جديدة في عمر هذا النظام قد تطغي عليها ملامح و سمات غير مسبوقة.
لعبة المفاوضات التي تمرس فيها النظام الايراني و کان المتألق و المستفيد الوحيد فيها طوال الاعوام الماضية، و التي نجح خلالها في إجهاد المجتمع الدولي و دفعه للدوران في حلقة مفرغة بحثا عن أمل مفقود يکاد أن يشبه الباحث عن أبرة في أکوامquot;وليس کومةquot;من القش، لاريب من أن هذه اللعبة المحببة للنظام الايراني قد وصلت الى حافة الهاوية تماما مع بدء تطبيق العقوبات النفطية المفروضة عليه من قبل الاتحاد الاوربي، والتي لايبدو من أنها ستقف عند هذا الحد فيما لو لم يستجب النظام لما هو مطلوب منه وان التأکيد الحازم لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، بخصوص انه في حالة لم يغير النظام الايراني موقفه فإن الضغط عليه سيواصل تزايده، يرسم معالم و ملامح المرحلة الجديدة في التعامل و التعاطي الدولي مع نظام الملالي.
الاجتماع القادم للخبراء في الثالث من تموز/يوليو الجاري في إسطنبول بين إيران و مجموعة دول (5+1)، و الذي يهدف الى إحراز تقدم على الملف النووي للنظام بعد أن فشلت الجولة الاخيرة من المفاوضات التي جرت في 18 و 19 حزيران/يونيو في موسکو بدون أية نتيجة، لن يکون إجتماعا حاسما و مؤثرا، ذلك انه لن يحقق نتيجة مطلوبة و مرجوة لأي من الطرفين، لکنه و في کل الاحوال سيترك الکرة في ملعب النظام و من المؤکد أن النظام سيحاول اللعب على الوتر الوطني و إثارة عواطف الشعب الايراني بهذا الخصوص و قد يجند جانب أکبر من طاقاته من أجل ذلك، إذ ان لجوء النظام للشعب يريد أن يضرب هدفين بحجارة واحدة، فهو من جانب يريد جعل الصراع الدائر بينه و بين المجتمع الدولي، صراعا بين المجتمع الدولي و الشعب الايراني، ومن جانب آخر يريد إمتصاص إحتمالات النقمة الشعبية على نتائج و تداعيات العقوبات الدولية بأن يجعل القضية تتعلق بالشعب نفسه من خلال تأطيرها بالإطار الوطني.
العقوبات الدولية التي تطال الصادرات النفطية للنظام مما يعني التأثير على السيولة النقدية له و بالتالي الامساك به من مکانquot;الوجعquot;، ليس بالضرورة التفکير بأنها في مأمن من سعي النظام للإلتفاف عليها، حيث من المرجح جدا وضعه مخططات مختلفة لتقليل تأثيراتها و إنعکاساتها على الداخل الايراني، وهنا يبرز دور الحديقة الخلفية للنظام الايرانيquot;الساحة العراقيةquot;، في إمتصاص زخم العقوبات الدولية، ولاسيما وان للنظام الايراني نفوذ قوي في العراق بصورة عامة و تأثير خاص على حکومة نوري المالکي بصورة خاصة، ولاندري هل أن المجتمع الدولي قد إتخذ إحتياطاته بهذا الصدد؟
لغة القوة التي تعامل النظام الايراني بها دائما و جعل منها عصا موسى في تعاطيه على مختلف الاصعدة، سبق لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي أن أکدت عليها کثيرا و في مختلف المناسبات من أنها اللغة الوحيدة التي يفهم هذا التعامل بها، ويبدو أن المجتمع الدولي قد أدرك أخيرا أهمية هذا الخيار و کونهquot;الطريقquot;وquot;العاملquot;الاکثر فعالية في التأثير على النظام الايراني، وبقد ماسيکون المجتمع الدولي جديا باسلوبه الجديد هذا في التعامل مع النظام الايراني، بقدر ما سيمهد فعلا للسبيل الامثل الذي سيقود الى مفترق الحسم، لکن زعيمة المعارضة الايرانية و في غمرة إستقبالها للبدء بتطبيق العقوبات النفطية على النظام الايراني من قبل الاتحاد الاوربي فإنها تعود لتعتبره خطوة ضرورية لمنع النظامquot;من حيازة القنبلة النووية مطالبة بتطبيق كامل دون انتقاص للعقوبات وانضمام دول أخرى إلى الاتحاد الاوروبي بتطبيق العقوبات.quot;، مؤکدة بأنه من الضروريquot;توظيف العقوبات كآلية لإرغام الملالي على الإلغاء الكامل لمشروعهم النووي، ومن غير ذلك فان الشعب الإيراني سوف لن يقبل باي تنازل على حساب قرارات مجلس الأمن والإعتراف بتخصيب اليورانيوم من قبل هذا النظام.quot;، ومن هذا المنطلق، من المهم الاخذ بنظر الاعتبار وجهة نظر السيدة رجوي هذه من قبل المجتمع الدولي لأنها ستساهم في إغناء و تقوية الموقف الدولي و منحه المزيد من الفعالية و التأثير.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات