ثمة ما لا يدعوا للتفكّر في مدار هذا الكون المليئ بالمتغيرات الجمّه، منها ما يقولون أنها متغيرات مناخية أو تلك التي نحن بصددها وتصيبنا لعنتها أحياناً كالمتغيرات السياسية والفكرية والمجتمعية.

مات من مات وعاش من عاش.. في حقبة زمن تلك الحروب التي طالت الشرق الأدنى والأقصى والغرب الأدنى والأقصى منذ عقود السنين. لماذا؟ ما علاقتهم بذلك في الأمس ليُحرموا من عيش رغيد قد يكون اليوم أوالغد؟ هل كانوا أخيار أن أطيار؟!

من منهم مات ميتتة الجاهلية ومن سيكون في جنات الخلد ينعم بالنعيم الأبدي؟ وإذا كانوا في جهنم مثلاً، هل يعني ذلك أننا الآن في موقف الأفضل منهم بحكم أننا ما زلنا على قيد الحياة؟!

آآه منها فيروز، تستمع لها فيقودك الشوق للجنة -أي جنة- المهم quot;الجنةquot;. فعلاً يقودك الإستماع لها إلى التفكير كثيراً، والتدخل في شؤون الخلق والخالق قد تقود لسدرة المُنتهى أو على الأقل الإيمان بسلامة إخواننا وأخواتنا الموتى المعذبين في القبور عكس ما نقلوا لنا في رواياتهم قاصدين الترغيب أو الترهيب.

الآن، وفي ظل الأحداث السياسية في الشرق الأوسط، هناك من يحلم بالهجرة إلى الشرق الأقصى أو الغرب، ليس لأجل البُعد عن مواقع التوتر، ولكن خوفاً على حياة قد تنتهي باكراً من أجل خلافات واختلافات لا دخل للشعوب الآمنة المطمئنة بها.

منهم من يختلف سياسياً، ومنهم فكرياً ومنهم طائفياً ومنهم عقائدياً.. وكل ذلك بات مُعلن ومُبرر... ياااا الله من نُصدّق ومن نكذّب؟! ومن منا يلوم الراغبين في الهجرة من دنيا وبلاد يكثر الحديث فيها عن آخر الزمان؟!

منذ أن وُلدت وهم يقولون لي: quot;هذا آخر الزمانquot;.. وإلى الآن والزمان لم ينتهي بعد! بل ما زالت خطط السياسيون والإقتصاديون والمستثمرون في العالم العربي تنظر لعقود من الزمن قد لا تكون آخر الزمان، وفي نظرة تشاؤميه؛ ربما حان آخر الزمان!

أعذروني، فالتفكير العميق ربما يقود لصُلب الموضوع، وبالتالي الغوص داخل الزمان إلى زمان ومكان آخرين؛ بحثاً عن النعيم الأبدي. كثيراً كان يقول بعض العرب عندما يرون الغرب في نعيم: quot;لهم الدنيا ولنا الآخرةquot;! فلا هم نعموا في الدنيا ولا أحفادهم ايضاً، وماتوا بحثاً عن النعيم الأبدي الذي ينتظرونه! لذلك لا.. للتفكير يا عرب!

* كاتب سعودي