ان الرئيس في البلدان الديمقراطية يأتي مرشحا لحزبه بغض النظر عن شخصيتة وانما الغلبة هنا للحزب الذي يتمتع بشعبية كبيرة اما في بلادنا العربية دائما الرئيس كان يصل الى الحكم على ظهر دبابة اي بانقلاب عسكري اوعندما يموت الرئيس السابق الذي قد يكون وصل سن الخرف او باغتيال الرئيس ليحل محله رئيس رئيس جديد.

فهنا الكاريزما لا تلعب دورا كبيرا في الحالات الثلاث التي ذكرتها، لان الكاريزما تأتي بعد الوصول الى السلطة وممارسة الحكم وتصرفات الرئيس الذي من الممكن ان يؤثر في الجماهير فمن رؤساء مصر كان جمال عبد الناصر يتمتع بكاريزما ومحبوب ليس في مصر وحدها انما في الوطن العربي، من هنا يتضح بأن الكاريزما تولدها المواقف التي تريد ان تسمعها الجماهير.

ان الخطابين الاخيرين للرئيس محمد مرسي تميزا بلغة التقرب من جميع طبقات الشعب المصري بدون استثناء لانه اصبح رئيسا لكل المصريين فالديمقراطية تحتم ذلك لان تعمل للجميع من اجل الوطن وليس من اجل فئة واحدة اي الذين يؤيدونه من الشعب او الحزب الذي اوصله الى السلطة.

ان جيلا كاملا منذ ثلاثين سنة لم يَرالا رئيسا واحدا حكم مصر وهذا الرئيس خلق مؤيدين ومعارضين لحكمه ورأينا كيف ان المؤيدين لم يسلموا بسهولة للأتي لانهم لم يجربوا رئيسا اخرا ولكن بفوز مرسي سيرون الفرق بين رئيس سابق متعالي زَورَ الانتخابات دائما لصالحه او لم يكن احد يستجرئ ويرشح نفسه امامه وبين رئيس يستمد شرعيته من صناديق الاقتراع.

في خطاب الرئيس المنتخب محمد مرسي في ميدان التحرير ابدت الجماهير المحتشدة تفاعل كبير معه وهو ايضا، ان كنت معه او ضده او كنت من المؤيدين او المعارضين اوكنت تحبه او تكرهه بمجرد سماعك له يجعلك تستمع اليه ويشدك كلامه لانه لم يقل انشاءا لمجرد الكلام. قال كلاما مُهما كان يعرف ماذا تريد الجماهير وهنا كلامه لم يكن للاستهلاك لان السياسي عندما يتكلم لمجرد استمالة المستمعين لأرائه انما هو سياسي مصيره الفشل لان الجماهير بعد ذلك ستقيمه وتكتشف زيفه.
البعض قال بان مرسي ينتقص الى الكاريزما ولكن اثبت عكس ذلك فبنزوله الى ميدان التحرير والقاء خطاب حماسي ومن الممكن ان نسميه خطاب ثوري وبأنه رئيس ثوري يتكلم للثوار وامام الثوار انما جعل الذين ينظرون بعين الشك اليه الى تقبله والنظر الى ما سيفعله هذا الرئيس في المستقبل لكي يحكموا عليه سلبيا او ايجابيا. خطابه يعطي اشارات كثيرة بأنه يريد عمل الكثير من اجل تقدم مصر ومن اجل العدالة الاجتماعية وانهاء الفساد المستشري في هذا البلد.

ان مرسي جاء بطموحات كبيرة وعظيمة ووعود كثيرة ويقول للجماهير انتم رصيدي انتم قوتي وشرعيتي التي تعلو على الجميع اي انتم الذين تقررون، ففي دهاليز السياسة من الممكن ان يكون قد تعرض وسيتعرض لاخذ مواقف لا تتعارض مع اجندة العسكر وهو هنا كمن يقول لو حدث هذا لن اسمح به وبضغط الشارع لن اسمح بممارسة الحد من صلاحياتي.

انتَخب الشعب المصري احمد مرسي ليغير ما كان سائدا منذ ثلاثين سنة فهل سيفي مرسي بوعوده التى قطعها على نفسه وهل سيسمح له العسكر بتنفيذ طموحاته ووعوده.