قلق وخوف و فزع ثم هلع هذه هي حالة الأقباط في مصر بعد أن حصل الإخوان علي كرسي الرئاسة، الكل يبحث عن مخرج للهروب من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم، للأقباط الحق في كل ذلك فحتي عبارة quot; لهم مالنا وعليهم ما عليناquot; التي يعبر بها التيار الإسلامي المتشدد عن تسامحة فهي تحمل في طياتها الظلم والقهر والعنصرية ضد الأقباط لأنها تعني أن حقوقهم تمنح لهم من قبل الأغلبية ومن يملك المنح يملك المنع، في حين أن الأغلبية والأقلية يجب ان تستمد حقوقها من إنتمائها للوطن فهو وحده مانح الحقوق لجميع أبنائه.

ولكن بالرغم من كل ذلك يستطيع الأقباط ان يعيشوا عصرهم الذهبي تحت قيادة مرسي!!!، ولكن لن يكون ذلك بالشئ الهين والسهل فكيف يكون ذلك؟؟

أولا: على الأقباط ان يتوحدوا جميعا ولو مرة واحدة في تاريخهم بكل طوائفهم ومذاهبهم الدينية والسياسية، وفي كل مكان داخل وخارج مصر، وعلي القيادات القبطية جميعا أن تكف عن الخلافات فيما بينها، وأن لم يتوحد الأقباط الآن فمتي يتوحدون إذا؟؟.

ثانيا: أعتاد الأقباط طوال تاريخهم علي الإرتماء في حضن السلطة والرضا بالفتات المتساقط من علي مائدة اصحاب السلطة، وربما نعطي العذر لهم في الماضي ولكن لا عذر لهم في الوقت الحالي بعد أن اصبح العالم بفضل تكنولوجيا الاتصال الرهيبة وكأنه قرية صغيرة يعرف كل سكانها ما يدور بداخلها، فعلي الأقباط الآن وليس غدا الإعلان عن أنهم فصل من فصيل المعارضة المصرية الوطنية وعليهم أن يكونوا الداعم الرئيسي والأساسي للمعارضة المصرية، وأنهم لن يتنازلوا عن حق من حقوقهم كمواطنين مصريين من الدرجة الأولي ولن يقبلوا بأقل من ذلك، وعليهم رفض تولي أي منصب في مؤسسة الرئاسة أو في الحكومة المزمع تشكيلها، حتي لا يستغل ذلك الإخوان في تسويقة للعالم علي أنهم لا يفرقوا بين المصريين بسبب الديانة وهي الطريقة ذاتها التي كان يتبعها مبارك فهل يقطع الأقباط الطريق هذه المرة علي الإخوان؟

ثالثا: في هذه المرحلة يتحمل أقباط المهجر الجزء الأكبر من المسئولية حيث أنهم يعيشيون في بلاد الحرية والديمقراطية ويستطيعون التحرك الفعال من خلال مخاطبة الرأي العام في الدول التي يعيشون فيها وتكثيف جهودهم، والمسئولية أيضا تقع علي الكنيسة في المهجر فهي مطالبة بعدم محاربة النشطاء الأقباط بل عليها ان تتعاون معهم وتدعمهم وأن تكف الكنيسة عن سياسة الإستقصاء والفرز التي تقوم بها ضد ابنائها والتي أدت إلي سيطرة الفكر اليساري القبطي المنبطح علي كل النشاط السياسي في المؤسسة الكنيسة، بل ومحاربة النشطاء أحيانا فأصبحت الكنيسة في المهجرهي المؤسسة الوحيدة التي تحارب من يدافعون عنها!!!!. فهل تفعلها الكنيسة وتقوم بدمج كل التيارات السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين من أجل مصلحة الأقباط جميعا؟؟.

رابعا: التعاون الكامل مع المعارضة الوطنية المصرية وفتح قنوات اتصال بين اقباط المهجر وبينهم والعمل علي تدعيم القوي الليبرالية بكل ما نملك فهم الأمل في دولة مدنية تعطي حقوق متساوية لكل اولادها.

خامسا: فتح قنوات الاتصال مع الحكومات الغربية والوقوف موقف رجلا واحد في أي انتخابات تجري في الدول الغربية ضد الحكومات التي دعمت وصول التيار الإسلامي للحكم كالإدارة الأمريكية علي سبيل المثال ولكي يكون الصوت القبطي ذات تأثير فلابد من التعاون مع الجاليات التي تدعم قضيتنا، وقد يظن البعض أن الجاليات الشرق اوسطية المسيحية هي فقط التي يمكن ان تساندنا وبالرغم من أن عددهم في أمريكا وحدها خمسة مليون صوت انتخابي إلا أن هذا الرقم ممكن أن يتضاعف لو عملنا علي الاتصال بالجاليات الأخري كاليونانية والأوكرانية والروسية والصربية علي سبيل المثال... بل الأمر قد يمتد لكل الكنائس في تلك البلاد من خلال زيارة لهذه الكنائس والتكلم إلي رعاياهم مباشرة، وأنا كواحد اعيش في المهجر أعلم تماما أن كل الكنائس سترحب بمن يطرق بابها.

نستطيع ان نزيح حكم الإخوان في وقت قياسي لو وضعنا ذلك الهدف صوب أعيننا، قد تتغير الأشياء بسرعة كبيرة في حالة خسارة الديمقراطيين للحكم في أمريكا ليفقد التيار الإسلامي المتشدد حليفة وداعمه الرئيسي، نستطيع أن نعمل وأن نتوحد وأن ننسي خلافاتنا فهي مرحلة العمل الشاق والمتواصل، لن نرضخ ولن نستسلم ونثق أنها مرحلة وستمر في تاريخ مصر أنها مرحلة تمثل صفحة واحدة في تاريخ أمه فعلينا أن نعمل علي طويها سريعا لنبدأ مرحلة البناء والتطور الحقيقي للوطن ليلاحق ركب الدول المتقدمة، من جانبي سأعمل وسأبذل قصاري جهدي ويدي ممدودة للجميع، وعندما سأنتهي من كتابة مقالي سأبدأ تحضير شنطة سفري حيث أننا سأشارك في المؤتمر القبطي المقام داخل الكونجرس الأمريكي، فيا أخوتي أدعوا لنا بالتوفيق، حتي ننجح في توقف الإدارة الأميركية عن الضغط علي مصر من أجل سيطرة التيار الإسلامي المتشدد عليها.