كانت أول رسالة من بشار الوحش للإحتلال الإسرائيلي عقب اندلاع الثورة السورية من مدينة درعا مباشرة. فقد اندلعت هذه الثورة الشجاعة في مدينة درعا يوم الجمعة الثامن عشر من مارس 2011 تحت شعار جماهيري هو (جمعة الكرامة) بما يفهم منه مصادرة هذا الوحش ووالده الأوحش وعائلته وأخواله كرامة الشعب السوري وثروته وكبرياءه منذ 42 عاما، بعد أن ظنت هذه العائلة وعصاباتها المسلحة أن الشعب السوري قد استكان نهائيا لظلمهم وفسادهم وسجونهم، ناسين أن هذا الشعب لم يرض عن ظلم الانتداب الفرنسي،فأشعل ضده الثورة السورية الكبرى عام 1925 التي أصبحت درسا من دروس التاريخ العربي المعاصر، خاصة أنّها أثبتت مدنية الشعب السوري وحضارته اللاطائفية، عندما قادها البطل السوري المجاهد سلطان باشا الأطرش الذي ينتمي للطائفة الدرزية التي هي إحدى مكونات المجتمع السوري المتجانس والمتعايش بغض النظر عن الأصول والطوائف.
ومع تزايد زخم الثورة وانتشارها في غالبية القرى والمدن السورية، تأكد النظام المتوحش أنّها ثورة بلا نهاية إلا بعد نهاية هذا الوحش ونظامه، لذلك عقب اندلاع الثورة بأقل من شهرين، أرسل الوحش رسالته الأولى لدولة الاحتلال الإسرائيلي مستنجدا بها علانية من خلال مقابلة زعيم المافيا الاقتصادية للعائلة ابن خاله quot;رامي مخلوفquot; مع صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأمريكية،يوم الأربعاء الحادي عشر من مايو 2011 قائلا فيها بالحرف الواحد: ( إنّ النظام السوري لن يستسلم بسهولة وسيقاتل حتى النهاية. قرار الحكومة الآن هو القتال. سنقاتل حتى النهاية ولن نغادر. إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا، فلن يكون هناك استقرار في إسرائيل ). هل كان هذا التصريح بدون اتفاق مع بشار الوحش نفسه؟. أليس هذا التصريح رسالة واضحة تقول: يا دولة إسرائيل أنقذينا بالضغط على الدول الغربية كي لا تتدخل ضدنا عسكريا كما تدخلت في ليبيا، لأننا نحن حماة حدودك منذ عام 1973، ولم نطلق رصاصة عليك ولم نسمح لأحد من السوريين أو الفلسطينيين بإطلاق رصاصة عليك من حدودنا. أليس هذا التصريح تخويف للإحتلال الإسرائيلي من البديل القادم بعد سقوط الوحش وعصابات نظامه وعائلته؟.
و تأكيد جديد من رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
وقد جاء تأكيد على ذلك من رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال أبيب كوحافي، إذ نقل متحدث باسم البرلمان الإسرائيلي عن الجنرال كوحافي يوم الثلاثاء السابع عشر من يوليو 2012 قوله أمام لجنة برلمانية: quot; الجيش السوري يتصرف بوحشية بالغة، وهو ما يكشف أنّ النظام بائس فسيطرته على دمشق تضعف quot;، مضيفا quot; نقل الأسد كثيرا من القوات التي كانت في مرتفعات الجولان إلى مناطق الصراع، فهو ليس خائفا من إسرائيل في هذه المرحلة، بل يريد تعزيز قواته حول دمشقquot;.
ما هو رأي مناصري نظام الممانعة والمقاومة الكاذبة؟
هل هذا النظام المتوحش على الشعب السوري لديه أية صفة من صفات المقاومة؟ وسأظلّ أكررّ هذه الحقيقة التي يعرفها كل الفلسطينيين الذين كانوا وما زالوا في سوريا، وهي أنّ تعليمات quot;الضابطة الفدائيةquot; وهي الجهاز المخابراتي المسؤول عن المنظمات الفلسطينية، كانت تنصّ حرفيا وموزعة علنيا: يمنع منعا باتا إطلاق أية رصاصة على دولة إسرائيل من الحدود السورية، ومن يريد قتال إسرائيل فليذهب إلى جنوب لبنان ونحن نسهل وصوله). وهل يستطيع هؤلاء المصفقون والمطبلون لهذا الوحش خاصة من الفلسطينيين والأردنيين أن يذكروننا برصاصة واحدة أطلقها هذا الديكتاتور على الاحتلال منذ عام 1973 ؟. وكيف يفسرّ هؤلاء المتنكرون لدماء الشعب السوري أنّنا وإياهم لم نر مدرعات وطائرات هذا الوحش إلا في المدن والقرى السورية، ولم نرها في قتال مع الاحتلال الإسرائيلي؟. أين كان جيش الوحش وطائراته عندما قصف الطيران الإسرائيلي في سبتمبر عام 2007 موقع الكبر قرب دير الزور للاشتباه بأنّه موقع لمفاعل نووي؟. والأدلّ على أنّه نظام مقاومة وممانعة ما تم كشفه لاحقا لتلك العملية الإسرائيلية، بأنّه سبقها نزول قوة كوماندوز إسرائيلية ميدانيا للموقع لأخذ عينات منه، تمّ تحليلها ثم قام الطيران الإسرائيلي بالقصف.
ممانعة سنردّ في الزمان والمكان المناسبين!!
لا أعتقد أنّ أحدا يستطيع أن يوثق عدد المرات التي كرّر فيها الناطقون باسم الوحش ونظامه من بثينة الصحاف، ووليد المعلم وجهاد مقدسي وغيرهم من الطبيلة، شعار النظام الدائم ردا على الغارات الإسرائيلية (سنرّد في الزمان والمكان المناسبين). وهكذا كما يعرف الجميع خاصة المطبلين والمرتزقة أنّ هذا الزمان لم يأت بعد منذ عام 1973، أي منذ أربعين عاما..فمتى سيأتي؟. أمّا المكان فما زال الخبراء اللوجستيون للوحش يدرسون تحديده، وربما يحتاجون لأربعين قرنا قادمة تضاف للأربعين عاما التي مضت.
والحقيقة أنّه نظام ممانعة ومقاومة بصفات أخرى،
فهو نظام الوحش وعائلته وأخواله الممانع لأية حرية وكرامة وعيش كريم للشعب السوري. وهو نظام مقاوم لديمقراطية وحرية التعبير والتعددية السياسية للشعب السوري. وهو نظام ممانع ومقاوم لأية رقابة على ثروة الشعب السوري التي سرقها أخواله آل مخلوف الذين تسميهم الدوائر الاقتصادية العالمية منذ ما يزيد على عشرين عاما (إمبراطورية آل مخلوف الاقتصادية)، حيث يسيطرون على ما يزيد عن ستين بالمائة من ثروة واقتصاد وسوق الشعب السوري. أمّا نكتة القرن الحادي والعشرين فهي تصريح رئيس هذه المافيا الوحشية الأسدية رامي مخلوف عقب اندلاع الثورة السورية المنادية بسقوط نظام العصابة ومحاكمتهم، تصريحه بأنّه سيوقف عمله التجاري ويتفرغ للأعمال الخيرية. وبعد هذا التصريح تجلت أعمال المافيا الخيرية في قتل ما لا يقل عن مائة مواطن سوري يوميا، وفي المجازر الأخيرة سقط قرابة 250 مواطنا في كل مجزرة.
إنّ تصريح رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية،
يكشف حقيقة هذا النظام المتوحش الذي يرى أن عدوه هو الشعب السوري وليس دولة الاحتلال الإسرائيلي، فهو لا يخاف من دولة إسرائيل بل يخاف من الشعب السوري الذي ما عاد يستطيع السكوت على جرائمه وفساده، فما قتله من الشعب السوري خلال العام والنصف الماضيين أكثر مما قتله الاحتلال الإسرائيلي من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية طوال الأربعين عاما الماضية، فترة حكم مافيا عائلة الوحش. لذلك فلا بد من دعم ثورة الشعب السوري للتخلص من هذا الوحش الذي لا يليق به إلا نهاية مخرّب ليبيا القذافي.
[email protected]
التعليقات