العقيد الجوي السوري حسن مرعي الحمادي الذي أعلن تمرده على وحش سوريا، واصلا بطائرته الميج 21 يوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من يونيو الحالي إلى الأردن، طالبا اللجوء السياسي الذي منحته إياه السلطات الأردنية فورا، هذا العقيد الوطني الشريف يستحق التحية والاحترام لأنّ ضميره السوري الإنساني رفض تنفيذ أوامر وحش سوريا بقصف أبناء شعبه، فعرّ ض حياته للخطر متوجها بطائرته لأقرب قاعدة جوية أردنية، حيث وصلها سالما موجها ضربة عنيفة للوحش في سوريا وعصاباته الشبيحة قتلة الشعب السوري، هذا الوحش وعائلته وأخواله الذين لم يكفهم قتل وتوحش وسرقة ونهب أكثر من 42 عاما، ويصرّون على المضي في جرائمهم رغم مرور حوالي عام ونصف على ثورة الشعب السوري ضدهم مطالبين بسقوطهم ورحيلهم.

الحمادي هو البداية..فلننتظر المزيد

إذا كان الجنرال النرويجي روبرت مود لم يحتمل ضميره السكوت على جرائم هذا الوحش و عصاباته، فأعلن تجميد عمل بعثة المراقبين الدوليين، لأنّ النظام الوحشي وافق عليها ومن قبلها بعثة المراقبين العرب، غطاءا لاستمرار جرائمه، فلماذا نستغرب صحوة ضمير ضابط سوري، تمّ تكليفه بقصف أحياءا سكنية لمواطني شعبه السوري، فرفض هذه الأوامر نتيجة صحوة ضميره الوطني فولّى لاجئا بطائرته إلى البلد المجاور الأردن، وهو يعرف أنّ نسبة من الخطر تواجه عمليته هذه، ولكنّ مهارته ورعاية الله والشعب السوري المظلوم بهذا الطاغية، أوصلته سالما وحصل فورا على حق اللجوء السياسي الذي يستحقه، وتكفله له كافة المعايير والقوانين الدولية.

من هو الخائن أيها الوحش؟

وكعادة عصابة النظام وإعلامه المتهافت الساقط، فقد اعتبروا هذا الطيار الوطني خائنا لشرفه العسكري، والسؤال هو: أي شرف عسكري يسمح بإطلاق الرصاص والصواريخ والقصف البري والجوي على الشعب السوري، بينما ممنوع إطلاق رصاصة على الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1973، وهو المحتل لهضبة الجولان منذ عام 1967 ؟. أليس أنت أيها الوحش ونظامك الخونة حيث كانت وما زالت تعليماتكم بمنع إطلاق رصاصة على الاحتلال من الحدود السورية، بينما منذ أكثر من خمسة عشر شهرا تستعملون كل أنواع الأسلحة ضد الشعب السوري؟ أليس الخونة هم أنتم من ارتكبتم عام 1982 مذبحة حماة حيث قتلتم ما يزيد على 35 ألف سوري؟. أليس أنتم الخونة حيث عشرات ألاف السوريين مغيبين ومفقودين في سجونكم التي هي أكثر من عدد المستشفيات والجامعات في سوريا؟. أليس أنتم الخونة حيث ألاف الفلسطينيين واللبنانيين والأردنيين مفقودين منذ عشرات السنين في سجونكم؟.

المزيد من المنشقين عن الوحش قادمون

لذلك وكنتيجة لهذه الجرائم المتواصلة، فالمزيد من أمثال الوطني المخلص الحمادي قادمون، ليشكلوا ضربات تقرّب الحبل من رقبة هذا الوحش وأزلامه، حيث ما عاد هناك طريق لخروجه سالما على طريقة الطاغية اليمني اللاعلي اللاصالح!!!. وهذا ما تؤكده العديد من الدول التي ترفض استقباله، فمن سيستقبل قاتل لما يزيد عن سبعة عشر ألفا من الشعب السوري حتى الآن؟. والكثير من المعلومات تؤكد قرب ازدياد عدد المنشقين عن هذا النظام بعد أن اقترب الحبل من أعناق وحشه وأزلامه.

وهل يصحو ضمير المصفقين لهذا الوحش؟

وما تزال نفس التساؤلات حول المصفقين المطبلين الداعمين في العديد من الأقطار العربية لهذا القاتل للشعب السوري، والسؤال: هل يقبلون هذا القتل والإجرام من أنظمة بلدانهم بحق شعوبهم؟ والمدهش لدرجة رفع الضغط أن بعضهم يطالب بإصلاحات في بلدانهم وهي لم تشهد قتيلا واحدا في حين أنهم يصفقون لقاتل سبعة عشر ألفا من الشعب السوري حتى الآن.

والسبب أنّ الثمن أربعون ألف دولارا،

كما أكدت أكثر من وسيلة إعلامية أردنية أنّ أحد الكتاب الأردنيين الذين تمّ طردهم أخيرا من مدينة إربد لمحاولته عقد لقاء تضامني مع سفاح سوريا، هذا الكاتب قد قبض من سفير السفاح في الأردن وهو رجل المخابرات السابق والحالي بهجت سليمان مبلغ أربعين ألف دولارا ثمنا لتضامنه الخياني مع هذا السفاح. ومسؤولية هذه المعلومة على وسائل الإعلام الأردنية التي نشرتها وأكدّت أنّه قبض المبلغ على دفعتين، فأنا مجرد ناقل للمعلومة من هذه الوسائل، فمن لدية تساؤل أو احتجاج فليتوجه لوسائل الإعلام الأردنية التي نشرت المعلومة واسم القابض للدولارات.

والسؤال الذي يحتاج لجواب،
ضمن سياق المنشقين عن نظام هذا السفّاح هو: أين فاروق الشرع (نائب السفاح) إبن مدينة درعا التي أطلقت شرارة الثورة ضد السفاح وعصاباته؟. هذا السؤال سنجيب عليه لاحقا عبر معلومات موثقة من داخل سوريا ومن أشخاص متنفذين مطلعين يتمنون زوال الوحش اليوم وليس غدا.
[email protected]