لا أتصور أنّ هناك ديكتاتورا ومجرما ومستبدا، امتلك وسائل إعلام غبية يديرها إعلاميون أكثر غباءا واستهتارا بعقل المشاهد والمستمع السوري والعربي، كما هو إعلام وحش سوريا ، الذي يعتمد على إعلاميين أكثر توحشا في مخاطبة العقول العربية عبر أكاذيب وتلفيقات لا تنطلي على عقل طالب مدرسة ابتدائية، فما بالك بثلاثة وعشرين مليونا من السوريين منكوبين ميدانيا بجرائم هذا الوحش منذ قرابة عام ونصف، قدموا فيها عشرات ألاف الشهداء والمفقودين والسجناء. وما زال هذا الإعلام الأسدي يتوحش على الشعب السوري بنفس حجم قذائف عصاباته التي أحرقت الأخضر واليابس في غالبية المدن السورية، مما أشعل ثورة الشعب السوري، التي وصلت العاصمة دمشق التي ستكون كما في حالة طاغية ليبيا آخر معقلـ تكتب فيه نهايته. وتكفي هذه الأمثلة للتدليل على غباء ونفاق وتخلف إعلام هذا النظام.
1 . إدعاءات وسائل إعلام النظام المتكررة حول ضبط عسكريين أردنيين في مدن سورية، ومئات البدل العسكرية الأردنية..والسؤال لهولاء السذج: هل هناك غبي يريد التدخل في شؤون دولة ويرسل البدل الرسمية الخاصة بجيشه؟ ولماذا يرسلها وهو بوسعه بثمنها أن يرسل أية ملابس لا تشير لهويته؟. والمعروف والمثبت منذ حوالي عام ونصف أنّ الأردن بحكم حساسية جواره مع سوريا لا يتدخل لا سلبا ولا إيجابا في الشأن الداخلي السوري، رغم تحمله أعباء عشرات ألاف اللاجئين السوريين الذين هم فوق طاقته وقدراته الاقتصادية، ورغم ذلك ما زال يستقبلهم لدوافع إنسانية، رغم المعلومات المؤكدة عن وجود خلايا نائمة بينهم تابعة لنظام الأسد، للبدء باضطرابات ومشاكل في الأردن حين تستدعي حاجة ومصلحة نظام الأسد، ورغم ذلك تتعامل الأجهزة الأردنية مع هذه الحالة بانضباط وهدوء حسبما يستدعي أمن الأردن، لأنّ تاريخ نظام الأسود في التخريب في أكثر من بلد عربي لا يمكن نسيانه.
2 . تصريحات وزير إعلام الأسد الجديد عمران الزعبي الذي كنّا نعتقد أنّ أداءه الإعلامي سيختلف عن مبتكري المؤامرة الكونية الذين سبقوه، وفعلا كان أفقه ليس أقلّ ضحالة منهم، فالمؤامرة عنده عربية ودولية تشارك فيها الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوربي ووسائل الإعلام العربية والدولية، وكل هذه الاتهامات جاءت في رده على تفجير مقر قناة الاخبارية التابعة للنظام، وأنا أقولها صراحة أنّها عملية مرفوضة ومدانة لأنّ الرد على الكلمة لا يكون بالتفجير والإرهاب بل بالكلمة النقيضة التي تقدّم حقائق مغايرة. ولكن ما يثير في تصريحات وزير إعلام الأسد الجديد هو أنّه يثار بكل هذه الغيرة على مقتل ثلاثة اشخاص من العاملين في قناته الاخبارية، و لم يسكت فقط على مقتل ما لا يقل عن عشرين ألف مواطنا سوريا منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011 التي انطلقت من مدينته درعا، بل يبارك أعمال النظام الإجرامية ويدافع عنها ويبررها على حساب الشعب السوري المفقودة والمصادرة حريته وكرامته وثروته من عائلة الوحش وأخواله وعصاباته منذ 42 عاما فقط. وهذا الدفاع المستميت هو ما جعل وحش سوريا يختاره وزيرا جديدا لإعلامه، وهذا الموقف المشين منه هو ما دعا أهالي بلدة دير البخيت في الثامن من يوليو 2011 يقومون بالاعتداء بالضرب المبرح عليه وتكسير سيارته الشخصية الممنوحة له من فرع الأمن السياسي حيث كان ضابطا ومحققا في هذا الفرع، والمعروف أنّ هذا الضرب المبرح له جاء من أقاربه وأبناء بلدته دير البخيت، لأنّ مواقف المشينة في الدفاع عن جرائم وحش سوريا لا تشرّفهم بما فيها أن ينتمي هذا الضابط الوزير الآن لهم ولقريتهم.
3 . إنّ أداء الوحش الإعلامي نفسه لا يقل سذاجة وغباءا عن العاملين معه، ففي سياق تعليقه على اسقاط الطائرة التركية، تحدث لصحيفة quot;جمهوريتquot; التركية قائلا: ( إنّ الطائرة التركية سلكت مسارا استخدمته الطائرات الإسرائيلية ثلاث مرات من قبل ) والسؤال: ما دام لدى الوحش هذه التقنية لماذا لم تسقط راداراته الطائرات الإسرائيلية التي سبق أن حلقت فوق قصره الجمهوري؟ ولماذا لم يسقط نفس الطائرات التي قصفت موقعا قرب دير الزور في سبتمبر 2007 يشتبه في أنّه موقع نووي؟ والفضيحة الأكبر انّه ثبت أن المظليين الإسرائيليين نزلوا في نفس الموقع قبل قصفه لأخذ عينات من ترابه، وبعد تحليلها تقرر قصفه وهذا ما كان. والمضحك أن الوحش يقول للصحيفة التركية: quot; ربما كنت سأسعد لو أنّ الطائرة التي أسقطت، كانت طائرة إسرائيليةquot;. تصوروا قوله quot; ربما quot; أي أنّه ليس متأكدا من سعادته لو كانت طائرة إسرائيلية...ربما!!!.
4 . انتقاد صحيفة quot;البعثquot; المتخلفة عن طموحات الشعب السوري لكلمة رئيس الجمهورية المصرية الدكتور محمد مرسي في مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في القاهرة يوم الاثنين الثاني من يوليو 2012 التي قال فيها: ( إنّ التزامنا الأخلاقي وواجبنا القومي يحتم علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري. إنّ مصر لا تقبل استمرار حمام الدم في سوريا واستمرار القمع الوحشي للمدنيين بما فيهم النساء. ولا تقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوى دولية تسجل نقاط في مواجهة قوى أخرى...إنّ المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقية). وهل هناك أكثر توازنا من خطاب الدكتور محمد مرسي الذي يرفض التقسيم والتدخل الأجنبي والحسابات الدولية على حساب مصلحة الشعب السوري؟ ولكن ما يثير غضب صحيفة البعث هو تخلفها عن مطالب الشعب السوري التي أيدها الدكتور محمد مرسي ، والصحيفة وكافة عصابات البعث العبثي القاتل يعرفون أنّ مطالب الشعب السوري هي رحيل الوحش ونظامه وعصاباته.
لذلك فإن هذا الإعلام الغبي المتخلف المنافق،
لن يتمكن من التغطية على جرائم وحش سوريا، الذي بات رحيله مطلبا سوريا وعربيا ودوليا، وثورة الشعب السوري في تصاعد، بدليل استمرار انشقاق الضباط العسكريين الشرفاء الذين يرفضون قتل شعبهم، وكان آخرهم ضابط برتبة كبيرة مع ضباط آخرين، أعلنوا انشقاقهم ووصلوا تركيا، و هو الضابط الخامس عشر بهذه الرتبة الكبيرة الذي يرفض تلويث يديه بدماء شعبه.
وعمران الزعبي ينتظره مصير بثينه الصحاف،
التي استهلكها انظام طوال السنوات الأخيرة في بث وتبني سيناريوهات كاذبة لا تنطلي على جاهل، وبعد ان اصبحت غير مقبولة سوريا وعربيا ودوليا، أهملها النظام فلم يعد يرتقع ضغط المشاهدين من اطلالاتها التلفزيونية وتخاريف كذبها، ولم نعد نسمع بها منذ شهور طويلة، إلا منذ أيام عندما أضاف الاتحاد الأوربي اسمها لقائمة من طالتهم العقوبات الدولية، و عمران الزعبي حتما عليه أن ينتظر نفس المصير فطرقه التشبيحية الإعلامية لا تقل كذبا وتحريفا عن سيناريوهات بثينة الصحاف.
[email protected]
التعليقات