مستشار رئيس الحكومة العراقية الإعلامي المدعو علي الموسوي مشغول هذه الأيام بتدبيج البيانات المضحكة، وبالتعبير الفج عن حالة الرعب التي تنتاب أوصال قادة المنطقة البغدادية الخضراء الميامين من قيادات حزب الدعوة الفاشل من تداعيات السقوط القريب لنظام حليفهم وصديقهم و( عمهم ) بشار الأسد والذي سيمثل إنهيار نظامه صفعة كبرى لقوى الصفوية السياسية في الشرق القديم ولكل أيتام البرنامج التخريبي السوري/ الإيراني، والطريف إن حكومة المالكي وهي تمني النفس وتظهر جزعا لا حدود له و تهاجم دول الخليج العربي و بالتحديد السعودية وقطر، هي اليوم في رعب قاتل من شبح يعثي سابق إسمه ( عزة الدوري ) المطلوب رقم 1 والنائب السابق للرئيس العراقي والذي هو واحد من القيادات السابقة للنظام العراقي البائد الذي إستطاع الإفلات بجلده والهرب من المطاردة رغم تساقط من هم أعتى منه في قبضة الأمريكان إلا أن الرجل أظهر غريزة فظيعة للبقاء و التحرك بخفة ورشاقة بل و التجول علنا في مناطق ساخنة بمعية وحماية بعثية ملفتة للنظر، والعجيب إن جماعة المالكي يطلقون بالونات خبرية عن وجود الدوري في دمشق ثم يدعون مرة أخرى أنه موجود في السعودية ويتحرك من هناك!! بينما تدعي أخبار أخرى أنه في اليمن!! و بعضهم يقول أنه في الدوحة القطرية!! وجميع تلك الأخبار المتناقضة و الطريفة مثيرة للسخرية، فإذا كان القيادي البعثي السابق ( محمد يونس الأحمد ) عضو القيادة القطرية لحزب البعث موجود فعلا في الشام وبحماية المخابرات السورية أسوة ببعثيين عراقيين مرتبطين بالجناح السوري كالرفيق فوزي الراوي وغزوان الكبيسي ورشاد الشيخ راضي وآخرون، فإن عزة الدوري ليس على وفاق مع هؤلاء ولا حتى مع السوريين أنفسهم رغم علاقات نائبه الدكتور أبو محمد النجدي الواسعة مع السوريين، كما إن عزة الدوري لم يغادر العراق أبدا ولا يمتلك هامش الحركة الذي يتيح له الإنتقال و التجول في الدول المجاورة بل أنه يتحرك برشاقة داخل العراق وفي بغداد نفسها وأطرافها إضافة للمحافظات العراقية الأخرى وهو مايؤرق كثيرا حكومة المالكي، وطبعا الدوري ليس شبحا ولا يمتلك قوة خرافية سوبرمانية خارقة للعادة، بل يمتلك جهاز حزبي وإستخباري منظم وشديد الولاء و عناصره العاملة متداخلة ومندمجة مع الأحزاب الطائفية الحاكمة بل أن بعضا من شبكة عزة الدوري هي قيادات فاعلة في الأحزاب الطائفية القائدة للسلطة بما فيهم المجلس الإيراني الأعلى!! وهذه معلومات وليست تخرصات!!، وتلك الحقيقة تعرفها أوساط السلطة جيدا ولكنها تقف عاجزة امام تجلياتها الفضائحية، لذلك كان الإصرار الحكومي العراقي شديدا جدا من أجل الإسراع في إلقاء القبض على الدوري والذي تشيع بعض السيناريوهات المبالغ في مصداقيتها إلى أنه وجماعته يتهيأوون للإنقضاض على السلطة في بغداد بمجرد سقوط النظام السوري؟!!

الحقائق تقول إن رجال البعث وعزة الدوري ما زالت لهم سطوتهم الميدانية ولكن من خلال إنتحالهم لقيادات عسكرية و سياسية فاعلة في المنطقة الخضراء رغم أن ولائهم البعثي هو من يسيرهم ويجعلهم في إنتظار ساعة الصفر في إحتمالات غدر عراقية ليست غريبة ولا مفاجئة و لا تشكل خروجا عن سياق إنقلابات و تقلبات المواقف في العراق المتخم بكل ماهو غريب و مفاجيء، حكومة المالكي المرهقة تحتاج لنصر إعلامي ولقضية وملف تشغل بهما الجماهير بعد تجمع الغيوم السوداء في سماء حكومة و سلطة عاجزة لا تعرف سوى الفشل المقيم كعنوان دائم لهويتها الضائعة، فليس سرا إن الرأي العام العراقي و التجمعات الشبابية إضافة لأتباع مراجع دينية أخرى يتهيأون اليوم لإشعال نيران إحتجاجات شعبية ستكون لها نتائجها الميدانية المباشرة خصوصا مع سقوط النظام السوري، فمن سيهز قلاع النائمين و الفاشلين في المنطقة الخضراء ليس شبح عزة الدوري بل قبضات وحناجر الشباب العراقي الباحث عن الخلاص من سلطة الفشل و اللصوصية والعمالة... و ماعزة الدوري و أشباهه سوى أشباح تلوذ بأخطارها الوهمية سلطة الفشل.... سيكون للرأي العام العراقي دوره الفاعل في تصحيح المعوج، أما تخرصات المستشارية الإعلامية للمالكي فهي تعبير عن الغباء الأصيل في زمن الثورة والإنعتاق...
[email protected]