ثمة حقيقة معروفة للجميع، وهي أن الدكتاتور جبان بطبعه، خائف بطبيعته، صلف بأخلاقه، ووقح بتوجهاته، وعدواني بتطلعاته، والرئيس السوري و بعد سلسلة مجازره البشعة ضد شعبه هو اشد من تنطبق عليهم تلكم الصفات !، ففي خطابه ( الجمبازي ) الأخير في مطلع العام الجديد وعلى ابواب إسكمال السنة الثانية من عمر الثورة السورية الشعبية الكبرى، لم يجد بشار من وصفة علاجية للمعضلة السورية سوى بإستكمال المجزرة وتطويرها وإهانة دماء الشهداء ووصف المعارضين بالإرهابيين والمجرمين و العملاء، وجميعها صفات تنطبق أشد الإنطباق على النظام المجرم و من يؤيده ويسانده ويقف في صفه.

رئيس النظام السفاح وطيلة شهور حمامات الدم الشعبي السوري المراق لم يتغير، ولم تزده هزائمه وتبخر مؤسساته وفقدان رجاله، وتضعضع مؤسسته الأمنية والعسكرية إلا مزيدا من الصلافة و الغباء و الشراسة و الإمعان المركز في تنظيم حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب السوري الحر، ويبدو أن بشار يعيش بعيدا عن الواقع، ومنعزلا عما يدور من حوله بعد سحب الشرعية عنه من غالبية دول العالم التي أدانت جرائمه البشعة ضد الإنسانية مما أدخله و نظامه في قوائم المجرمين والمطلوبين للعدالة الدولية، ولم يعد يدافع عنه سوى شلة من البؤساء والحمقى و السائرين في طريق السقوط و الإضمحلال في طهران وبغداد وبيروت وبعض النقاط السوداء في الخليج العربي وكذلك مافيا الروسية، بشار ووفقا لطريقة وأسلوب كل طغاة العالم قد قطع تذكرة اللاعودة نحو الجحيم المؤكد، وهو مصر على المضي في جرائمه لآخر مدى ولنهاية الشوط لأنه يعلم تفصيليا بحجم جرائمه والتي لايمكن الهروب منها إلا بإتجاه المزيد من الجرائم، فقائمة الحساب طويلة وعسيرة، والشعب السوري الصابر المجاهد لن يغفر أبدا للمجرمين ولن يتوانى عن إنتزاع حقه من عيون الطغاة المعتوهين.

في بداية الثورة السورية وبعد تقطيع أصابع أطفال درعا خرج بشار في خطابه الأول في مجلس الشبيحة وهو يضحك بملأ شدقيه، ثم خرج في خطاب آخر وهو يستمر في الضحك و يطمئن الجماهير بالقضاء على ( الشغب ) كما قال، وبعد عامين من الدماء والجرائم الشنيعة و الإفراط في مص دماء الشعب والإبداع في قتل الأطفال وقصف المدن الثائرة المنتفضة، وضرب التجمعات السكانية الباحثة عن الخبز ووقود التدفئة، ما زال الرئيس يضحك تحت ضجيج شبيحته و نبيحته وهم ينبحون ويزعقون بشعار الدكاتورية الخالد ( بالروح.. بالدم.. نفديك يا بطيخ )!!، و الغريب بل المؤلم تكرار سيناريو البؤس والجريمة لدى أرباب الدكتاتورية السوداء، فالدكتاتوريون لا يتعظون ابدا ولا يتعلمون شيئا من دروس رفاقهم السابقين، فلا جثة القذافي المسحولة علمتهم شيئا ! ولا رقبة صدام المشنوقة قد أضاءت لهم طريق الهداية أو التنحي و إنهاء حمامات الدم الشعبي العبيطة.

خطاب سفاح الشام لم يضف جديدا بل أنه يدور في نفس الحلقة المفرغة الجوفاء، وحيث نفس الكلام التافه والتبريرات السخيفة التي تجاوزها الزمن، وحيث يفتقد الدكتاتور المهزوم لصفة الشجاعة والفروسية التي تجعله يقر بذنبه ومسؤوليته عما آلت إليه الأوضاع من تدهور وينسحب بهدوء من مسرح الأحداث، ليترك الشعب السوري يقرر مصيره بعيدا عن ورثة الإستبداد والجريمة و الإرهاب.

لقد أعلنها بشار حربا مفتوحة ومباشرة على الشعب السوري الحر، وباتت مهمة الإطاحة به وبنظامه، ومحاكمته شعبيا وإنزال القصاص العادل بحقه من المقدسات التي لا تراجع عنها ولا تنازل، فإسقاط نظام بشار هو بمثابة رصاصة الرحمة في عنق المشروع التخريبي الذي تديره غرف الصفوية السوداء في الشرق القديم، لم يعد للكلام أي معنى بعد اليوم بعد أن أعلن النظام السوري عن ستراتيجيته العدمية والتدميرية، فليهب أحرار الشام وبالروح التوحيدية لإدامة مشروع الحرية المقدس، ولتطهير الشام الحرة من ادران وبقايا الفاشية المنقرضة، وليصرخ الشعب السوري بصوت واحد بالروح بالدم نفديك.. ياحرية.. وطريق الحرية ليس فيه أي مجال لعربة الدكتاتورية القذرة.. ستنتصر الثورة السورية وتطيح برقاب الطغاة التي إستطالت كثيرا، وحيث سيقطع أحرار الشام رؤوس أفاعي الفاشية المسمومة.

[email protected]