انتهى عام 2012 كأسوأ سنة مرت على السوريين بالتاريخ، اربعون الف شهيد، مئتان الف معتقل، سبعة ملايين مهجر داخليا وخارجيا، استخدام الطائرات والصواريخ في تدمير المدن، واسوأ ما فيها ربطة الخبز = شهيد..لاتزال الجريمة الأسدية مستمرة كما لاتزال التغطية الدولية أيضا. التغطية الدولية هي السبب فيما وصلت إليه الثورة السورية، باختصار شديد تغطية سياسية وقانونية من قبل الغرب وامتناع عن دعم الثورة بما يلزمها، امداد العصابة الأسدية بالسلاح من قبل روسيا والصين وإيران.. بالطبع الاخطر في هذا الاطار هو التغطية القانونية والسياسية التي قام بها الغرب ويقوم بها وعلى رأسه ادارة الرئيس باراك اوباما، تتجلى هذه التغطية بوضع كافة العراقيل امام انتصار الثورة.
القوى الاسلامية في الثورة يترواح تواجدها بين المسيس اصلا وبين العفوي الذي استمد تسيسه من مجريات الثورة على الارض، هذا التسييس بدأ من شعارات سلمية الثورة وتبعثر بعد التسليح وفقا لمحاولات الغرب في اضعاف الغطاء الدولي للثورة وكردة فعل جاء بعضها عصبويا وكما يقالquot; كفعل نكايةquot; واهم متتبع للحدث يعرف ويدرك أن جبهة النصرة هي نتاج هذا الامر. السؤال المرير الذي يرفض الجميع سؤاله هوquot; لايوجد لدينا بنى حزبية غير اسلامية ذات عمق شعبي كي نختبر ديمقراطيتها الداخلية والخارجية فلماذا إذا يتم ذم الاسلاميين وحدهم؟ أما في صفوف الكتائب المقاتلة اظن أن العسكرة تمنع التمييز بين بنى مؤسساتية ديمقراطية وغير ديمقراطية..فكما أنه لايوجد حتى اللحظة في الثورة قوى ارهابية حقيقية، لايوجد قوى غير اسلامية لها عمق شعبي..المثال المصري في الواقع يحاول بعض المتعلمنين واليسرويين وجماعة الاسلام فوبيا الغربيين توظيفه ضد الربيع العربي وخاصة ضد الثورة السورية، بينما هو العكس تماما فالمعركة مع التيارات السياسية المنقوصة الديمقراطية ايديولوجيا، وبوصفها معركة سياسية تبدأ في المجتمع المفتوح وليس المغلق ديكتاتوريا..لهذا اسقاط العصابة الاسدية واجب وضروري بالاطلاق ومن اية جهة تناولناه..لكن ما يحاول الغرب القيام به هو خلط مستمر للاوراق من أجل اجهاض الثورة السورية..وهذه الاستراتيجية بدأت منذ اليوم الاول للثورة.
شاركنا فيها كمعارضة بحسن ام بسوء نية لايهم..المهم أن هذه الاستراتيجية نجحت في تحقيق اختراقات مهمة تجعل من الثورة السورية مطلبا غير مرغوب تحقيقه. الديمقراطية هي سيادة القانون والنزاعات السلمية، ونبذ العنف في تحقيق اهداف سياسة..اما ماهي قناعات البشر وايديولوجياتهم اظن لا احد قيم على احد في هذا الامر..نحن ندعي العلمانية، العلمانية تفترض نبذ العنف ايا كان مصدره وتفترض خوض المنافسات السياسية بطريقة سلمية، على هذا الاساس ايضا يجب ان ننظر إلى اسقاط العصابة الاسدية في كونها الخطوة الاولى في انتصار العلمانية الفعلية..كل هذه المداولات وغيرها كانت وستبقى تمزق الثورة السورية تبعا لخلط الاوراق الذي مارسه الغرب ويمارسه حتى اللحظة من أجل عدم التدخل لصالح الثورة، ومن أجل استمرار المعطى الاسرائيلي. النضال الآن في مصر ضد تيار الرئيس مرسي جزء من تفتح المجتمع المصري بعد الثورة، من أجل افقاده مراكز قوته في الانتخابات القادمة..
لو كان الغرب وللمرة المليون اقولها يريد حلا لصالح الثورة لما كان الاخضر الابراهيمي هو المبعوث الدولي، او لو كان الغرب يريد حلا بالاجمال حتى لما ارسل الاخضر الابراهيمي. استراتيجية خلط الاوراق تحتاج لمبعوث دولي ضعيف وغير محصن بقوة داعمة واضحة وبقرار دولي واضح. المبعوث الدولي عادة لايأتي لكي يخترع حلا، بل يأتي لكي يبلغ حلا ويفاوض على اساسه هذا من جهة ومن جهة اخرى يكون لديه سيناريو من قبل من ارسله. الاخضر الابراهيمي ليس لديه مثل هذه المعطيات لهذا تستمر استراتيجية خلط الاوراق إما من أجل وأد الثورة أو من أجل الصوملة السوريةquot; السورنةquot;
- آخر تحديث :
التعليقات