يفاجئنا بعض قنوات الاعلام العربي الرسمي بين فينة واخرى بكلمة متلفزة للرفيق الهارب (عزت إبراهيم الدوري قائد المقاومة العراقية ) والذي يؤكد في كل مناسبة عن قرب ساعة الحسم وتحرير بغداد من (المحتلين والعملاء) !!

نعم...الدوري الذي كان سفيراً للقتل والابادة البشرية والذراع اليمنى للرئيس العراقي المعدوم...والذي حول المدن العراقية الى مسالخ رهيبة للمعارضين بشكل قل نظيره في تاريخ العراق , حيث كان له دورا كبيرا في رسم سياسة (التعريب والتهجير والتبعيث)... وبحكم صلاحياته الواسعة كرئيس للمجلس الزراعي الاعلى والذي كان يرسم السياسة الزراعية للعراق كان يستدعي اصحاب الاراضي الزراعية المهمة في المناطق الكردستانية ويساومهم من اجل التنازل عنها لمصلحة المجلس وكان يصدر قرارات بمصادرتها باعتبارها ذات نفع عام في حال اخفق في المساومة..... , علمأ أن تلك الاراضي التي تضم أفضل المناطق الزراعية في العراق كانت تسجل بأسماء اعضاء مجلس قيادة الثورة المنحل.

وقبلها في تموز 1968 كان لدوري دوراً خطيراً كرئيس محكمة خاصة ضمت طه ياسين رمضان وعلي رضا وناظم كزار واصدرت احكاما باعدام عسكريين ومدنيين عراقيين بتهمة التامر لقلب نظام الحكم , كما تولى الدوري شخصيا تنفيذ احكام الاعدام في عدد من الضباط ومنهم الضابط (جابر حسن حداد).

بالاضافة الى انه كان مسؤولا عن عمليات التحقيق التي تمتزج بعمليات التعذيب الجسدي التي طالت رئيس الوزراء السابق عبدالرحمن البزاز وفؤاد الركابي...
شغل الدوري منصب وزير الداخلية فترة طويلة وسماه صدام حسين نائبا لرئيس (مجلس قيادة الثورة) المنحل بعد اشرافه المباشر على محاكمة من اتهمهم صدام بالتامر ضد توليه منصب رئيس الجمهورية 1979 , والحكم على 42 منهم بالاعدام وفي مقدمتهم (غانم عبد الجليل وعدنان حسين الحمداني ومحمد عايش) اعضاء القيادة القطرية لحزب البعث المنحل... وبعد سقوط الصنم هرب الى احدى الدول العربية لقيادة ايتام حزبه البائد في نشاطهم لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار في العراق....

نعم هذا هو الدوري الذي بقى تأهيله ابو ثلج، المصاب بسرطان الدم...وهذا هو جزء بسيط من تاريخه وسجله الحافل بالاجرام , يعلن اليوم وبصوته المبحوح وبكلماته التي كانت تخرج من حنجرته الخبيثة وكانها حشرجة الموت hellip;.يعلن عن( قادسية جديدة )من حفرته البائسة , ويزعم بإنه يتحدث من محافظة بابل العراقية بمناسبة عيد تأسيس الجيش العراقي، الذي يوافق اليوم السادس من يناير/كانون الثاني من كل عام.
أوضح الدوري الهارب في خطابه الفاشل : (أن ما يجري اليوم في العراق، وخاصة في عملياته المخابراتية، وفي حكومة العملاء وتشكيلاتها ومؤسساتها، هو المشروع الصفوي بكل عمقه وشموله، ينفذه الائتلاف الصفوي بقيادة حزب الدعوة وزعيمه المالكي منذ أكثر من 7 سنوات, إنه مخطط واضح لتدمير العراق، وإلحاقه بإيران , وكشف أن القيادة التي يرأسها تدرس اليوم موضوع البدء في الاقتصاص العادل والحازم من كل من يقف مع المشروع الصفوي في العراق ويسانده، مدنيين كانوا أو عسكريين).

كما ذكر أنه (لا مكان بعد اليوم في عراق الجهاد والكفاح للحكم الشمولي، ولا مكان للتفرد والإقصاء والاستئثار) وشدد الدوري في كلمته على رفض أي اعتداء على (الأكراد)......!!، متعهداً بالتصدي لأي عدوان ,وأوضح في خطابه : (سنتصدى بقوة لأي عدوان غاشم على شعبنا الكردي يقوم به الحلف الشرير).....!!
وخاطب الدوري العراقيين قائلاً: (اعلموا أيها العراقيون الأماجد، ويا أبناء (العروبة ) في كركوك خاصة، أن التهديد والتصعيد المتواصل وتحشيد الجيوش ضد (شعبنا الكردي) والتلويح باستخدام القوة بحجة الدفاع عن كركوك، فرية، وأنه حق أريد به باطل).

ممّا يستحقّ الذكر أن الدوري كان الرجل الأقوى في نظام صدام حسين، منح رتبة فريق أول ركن ونائب القائد العام للقوات المسلحة من قبل صدام المعدوم , بعد إشرافه وحسين كامل على دخول مدينة كركوك في بداية الحملة لاستعادة مدن كردستان العراق من سيطرة القوات البيشمركة , التي دخلت اليها بعد أربيل والسليمانية ودهوك في عام 1991....

ويرى المراقبون بان العراق و العراقيين بحاجة الى حكومة و مؤسسات مدنية وجيش وشرطة لحفظ الامن والاستقرار ونشر الطمانينة وليس الى (نشامة واشاوس ) دمروا الزرع والضرع وانفلوا وغزوا و حرقوا وعاثوا فسادا في العراق طيلة اكثر من ثلاثة عقود ومازال يعبثون باساليبهم البوليسية القمعية القاتلة , نعم ليس هناك اي امل لتصحيح هذا الوضع المقلوب وعودة الامن والاستقرار والطمئنينة والعافية الى بلد الرافدين وشعبه المجاهد الصابر الا بالخلاص من قتلة الشعب الحقيقيين ايتام صدام والتكفيريين القتلة، وليس باعادتهم وتاهيلهم وتحسين صورتهم لان اي محاولة في هذا الصدد سوف لن تجدي نفعا بل ستأتي بالعكس تماما لان هؤلاء مهووسون بالسلطة وبالجرائم الشنيعة والمشاريع التدميرية وطبعا بالانقلابات وحمامات الدم , ومن ولد من رحم مريض مسلول يبقى مريضا الى ابد الابدين.........

فالمطلوب الان وباسرع وقت فتح حوار جدي بين الفرقاء السياسيين العراقيين وتقديم مبادرات شجاعة من اجل حل الأزمة السياسية الراهنة التي تعانيها الساحة السياسية العراقية , والسعي الى انتزاع فتيل الازمة والجنوح الى التهدئة والحوار المسؤول والبناء وتلبية المطالب العادلة والمشروعة للناس، سواء تلك التي تخص السلطة التشريعية او التنفيذية وتفويت الفرصة على المتصيدين بالماء العكرامثال الدوري وغيره من البائدين، على اختلاف مشاربهم وعناوينهم , وذالك لمنع البلاد من الانجرار الى دعاة الفتنة الطائفية والبعثية المقيتة من جهة وتوحيد الجهود من اجل الضغط على القوى المتنفذة لنزع فتيل الأزمة والاحتكام الي الشرعية والانصات الى صوت العقل من جهة اخرى للخروج بحلول تعيد العملية السياسية إلى طريقها السليم والقويم.....

ان التاريخ اثبت لنا جميعا بان الديمقراطية و البعث قطبان لا يلتقيان ابدأ , وان البعثيين يصعب عليهم فهم اي درس يمكن ان يستفيدوا منه او اي امر يقتضي معه اعادة النظر بتصرفاتهم وحماقاتهم و عنترياتهم الا دروس القتل والتفنن في التعذيب والانقلابات , لذالك لا امل يرجى منهم و لا شيء سليم ينتظر منهم فالاصح اذا اٌُريد للشعب العراقي المظلوم التخلص من ماساته ومعاناته الشديدة يجب بل من الضروري ان يتم التخلص من الدوري واعوانه من الصداميين القتلة.......

من جهة أخرى يرى المراقبون للشأن السياسي العراقي بان خطاب الدوري وتأكيده على رفض أي اعتداء على (الأكراد)، وتعهده بالتصدي والدفاع عنهم هو بمثابة خطاب اللحظات الأخيرة (التوبة قبل الموت ) على ما اقترفه شخصيأ من جرائم بشعة بحق الشعب الكردي الأمن , بالاضافة الى انه اي( الخطاب) كان خطابا بائسا ومثيرا للرثاء وصادرعن شخص مريض ومهزوم ومأزوم في كل تاريخه وتاريخ حزبه الدموي البائد...........!!

لم يبقى لي الا ان اقول: يجب على الحكومة العراقية التحرك السريع والعمل من اجل اعتقال المجرم عزة الدوري وتقديمه الى المحاكمة باعتباره مجرم حرب ومرتكب جرائم ضد الانسانية كما غيره من ازلام النظام البائد.....

نعم ليخسأ المجرم عزة الدوري الذي مجد بمبادئ حزب البعث البائد ورسالته الفاشلة في خطابه الفاشل بمناسبة تاسيس الجيش العراقي , وان الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة لم ولن ينسى جرائم الدوري وحزبه الفاشي بحق الكرد والكردستان.