لا حل سياسي قبل اختفاء بشار الأسد عن مسرح الأحداث:

من يعتقد ان الأخضر الابراهيمي يريد حلا لانهاء الأزمة وحماية الشعب السوري من المجازر فهو مخطيء. مهمة الأخضر الابراهيمي هي انقاذ ماء وجه بشار وابقاءه في السلطة لفترة عامين عام 2013 و 2014 موعد الانتخابات الرئاسية.

الشعب السوري ضحى بدمه واشلاءه ليتخلص من الطاغية الذي قتل أكثر من 45 الف سوري ويرفض بقاء بشار دقيقة واحدة اضافية في الحكم. عائلة الأسد حكمت سوريا منذ 1970 على أسس مذهبية وطائفية ولجأت الى سياسة الاعدامات والتصفيات والاغتيالات السياسية في سوريا وفي لبنان وزعزعت استقرار لبنان وارتكبت مجازر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفتحت الابواب للارهابيين بدخول العراق بعد سقوط االطاغية الآخر صدام حسين. ارتكب النظام من المجازر ما لم ترتكبه اسرائيل منذ احتلال فلسطين عام 1948.

والآن يحاول الابراهيمي بالتواطؤ مع موسكو ان يجهز طبخة سيئة المذاق للمحافظة على بشار الأسد لعامين قادمين كأن شيئا لم يحدث وكأن المسألة هي فقط اختلافات رأي على الاصلاح والتغيير. الابراهيمي رغم احترامنا لسنه وخبرته لم يقدر شعور ذوي الضحايا وشعور المشردين السوريين. لم يقدر الدمار وآلة الفتك البعثية التي لم تتوقف عن ازهاق ارواح السوريين منذ السبعينات.

ومع اقتراب ساعة الانهيار جاء الابراهيمي لايقاف عجلة التاريخ. سيفشل في ذلك لأن الشعب لن يقبل بحلول وسط تمدد عمر النظام وتخضع الشعب لحكم بشار الأسد لاربعين عام أخرى. هذا ما سيحدث اذا تم تزويد النظام بحبل النجاة. النظام في حفرة ويجب رفض أي محاولة لانقاذه من هذه الحفرة.

العديد من التقارير والتحليلات التي نقرأها والتطورات على الساحة العسكرية كلها تشير الى احتمالية انهيار نظام دمشق في أي لحظة. قد يصمد النظام شهرا أو أكثر ولكن السقوط هو الأرجح وحتى بدون تدخل عسكري خارجي مباشر.


ما لم يجرؤ الابراهيمي ان قوله لبشار:

كان من الأفضل للأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم للمتحدة والجامعة العربية أن يسعى لترتيب صفقة او طبخة لتمكين بشار من الهروب الى روسيا او الامارات أو فنزويلا. لو امتلك الابراهيمي الشجاعة الاخلاقية لقال لبشار في وجهه quot;انتهى الوقت وانتهت اللعبة والشعب لا يريدك وعليك التفكير بالخروج خلال اسبوع الخquot;. لكن المبعوث اخفق وفشل وخرج علينا بمقترحات لا تخدم الشعب السوري بل تخدم بشار والزمرة المجرمة المحيطة به.

الاطاحة ببشار الأسد مطلب شعبي وعربي:

ما لم يستوعبه الأخضر الابراهيمي ان الشعب السوري والعربي والعالم ضاق ذرعا بهذا النظام المجرم واذا لم يسرع الابراهيمي في اقناع الدكتاتور الغبي بالمغادرة وبسرعة سيكون هناك تدخل دولي للاسراع في سقوط النظام. وتقديري المتواضع أن مناورت الابراهيمي ولافروف وكل المحاولات الساعية لاستمرار بشار في السلطة تحت غطاء الحل السياسي ستبؤ في الفشل لأن الشعب السوري يريد معاقبة مجرم القرن الذي قتل اكثر من خمسة اربعين الف سوري ودمر المدن وارتكب المجازر ليبقى في السلطة.

التشبث بطهران وموسكو سوف لا ينقذ النظام بعد النجاحات العسكرية التي حققها الجيش السوري الحر الذي يسيطر على أكثر من 60 بالمائة من الارض السورية. التعويل على حسن نصر الله ومحمود احمدي نجاد وهيوغو تشافيز وسيرغي لافروف سيفشل في انقاذ بشار الأسد من حكم الشعب. مناورات الأخضر الابراهيمي وسيرغي لافروف الأحمر سوف لا تنقذ سفاح دمشق.

مقترحات للحلول السياسية جائت متأخرة جدا ولم تعد مجدية ولا بديل للحسم العسكري للاطاحة ببشار الأسد وعصابته.



لندن