بانوراما الثورة الشعبية العراقية الحرة الشاملة هي اليوم في طريق التشكل التاريخي الحتمي ، فخروج العراقيين وهم يهتفون للحرية المقدسة ، ولكنس الطغيان ، وطرد غلمان الولي الفارسي الفقيه ، ونبذ الطائفية و التحاصصية المريضة التي أبرزت زعامات وقيادات فاشلة وجاهلة ، ومشاركة جميع الطوائف و الملل و النحل العراقية في الحراك الجماهيري الكبير والواسع مع بداية العام الجديد 2013 ، هي ليست مجرد ظاهرة طارئة وعابرة ومرحلية تنتهي بزوال بعض الأسباب ، بل أنها البداية الحقيقية و الشفرة الرمزية لتصحيح العملية الديمقراطية ، ولتطهير العراق من ادران التخلف و التبعية وبقايا الفاشية التي تحولت لأحزاب طائفية سقيمة ومريضة ولعصابات واسعة من الشطار والعيارين الجدد الذين ركبوا الموجة المريضة التي جاءت مع الإحتلال الأمريكي وبدلوا جلودهم دون أن يبدلوا عقولهم و نفسياتهم الفاشية التي تشكلت بشكل مريع من خلال العودة لأساليب الفاشية المهزومة في توسيع مساحات السجون السرية وفي إستغلال المشاعر الدينية والأهواء الطائفية لتنفيذ برامج مريضة أجهزت على العراق ودمرت كل إمكانياته الكبيرة وجعلته فضيحة بين امم الأرض بأوضاعه المضحكة و المأساوية وبحالة الفشل الواسع وحيث أوصلت القيادات المريضة و الجاهلة البلد لحافات التقسيم وللحرب الأهلية الحقيقية ، ولحالة تكسيح وطنية حقيقية لم يحدث أبدا ما يشابهها في تاريخ العراق الطويل و الحافل بالثورات و الإنتفاضات ورفض الظلم ، لم يعد من الممكن أبدا أن تتمكن ثلة من العصابات السلطوية الجاهلة بقياداتها الفاشية التي مارست الإرهاب طويلا أن تصادر إرادة الجماهير العراقية ، او ان تنجح في فرض مشروعها العدمي المتخلف في زمن الحرية الكونية الهائلة التي نعيش وحيث تنتفض شعوب الشرق القديم لتعيد تشكيل و تصحيح التاريخ وتضع الأمور في نصابها الصحيح ، فالشعب العراقي بإنتمائه و ألقه الحضاري الطويل والضارب في أعماق التاريخ ليس مجموعة من الهوائم أو المجاميع العدمية، وقد صبر طويلا وضحى تضحيات هائلة من أجل إستعادة قراره الحر ، وعانى مختلف صنوف المعاناة ليأتي زمرة من الفاشلين الذين حماهم الإحتلال الأمريكي والإيراني ونفخ فيهم من روحه و سلمهم مفاتيح البلد ، لتحاول مصادرة التاريخ الكفاحي العريق لأسود العراق الذين ماناموا على ضيم ولا إستكانوا لطاغية غشوم ، والذين يعيدون اليوم ألق الماضي النضالي العظيم بروح وطنية جامعة مانعة تتجاوز أسوار الطائفية الضيقة او العشائرية المتخلفة أو مخلفات الفكر العدمي المتخلف المرتبط بمصالح و أجندات خارجية معلومة المصدر و الإتجاه.

العراقيون في حراكهم الثوري المتصاعد لايعبرون أبدا عن مصالح طائفية أو فئوية أو مناطقية بل أنهم ينطلقون من هم وطني مشترك يتجاوز كل أسس و منطلقات التقسيمات المعروفة ، فالشيعة الأحرار هم في خندق واحد مع السنة الأحرار ، كيف لا و مباديء و منطلقات سيد الشهداء الحسين بن علي و آل بيته الأطهار هي من ينهل الثوار من مبادئها العظيمة فكرهم التوحيدي الجامع المانع ، والذي قفز وتجاوز كل محاولات التقسيم و التشظي والدجل ، لقد شارك كل أحرار وشرفاء العراق في حملة التنظيف والتطهير الوطنية للبيت العراقي المشترك بعد ان صبروا طويلا على الضيم وعلى الممارسات الإجرامية والإرهابية بحق الشعب ،واليوم لا تجد حكومة الفاشلين الطائفيين في بغداد وهي تتخبط في اوحال هزائمها سوى أسلوب فبركة إتهامات وهمية وتلفيقات خيالية كالقول بأن المتظاهرين رفعوا صور الدكتاتور البائد صدام حسين في محاولة مفضوحة وبائسة وقديمة للإساءة والتشويه بحق الثورة الشعبية العراقية الشاملة التي هي اكبر من أي حزب او زعيم أو فرد ، من السهل إتهام الآخرين بما ليس فيهم وفبركة الإتهامات من خلال سلطة لا تمتلك من حلول للأزمات و الكوارث سوى إشاعة الكذب الرخيص ، و تشويه المواقف و إختلاق الأزمات ، لقد إنفجر التيار الشعبي الهادر ومن المستحيل عودة الأمور للخلف وللمربع الأول ، فالتغيير الشامل أضحى مسألة وجودية في عراق بات يصعد بإمتياز نحو الهاوية في ظل سياسات فاشلة لأحزاب فاشلة لقيادات فاشلة ومتواطئة تعمل جاهدة على تقسيم العراق و تشظيته وتتهم الأحرار وترمي عليهم ذلك الإفتراء الظالم .

الشعب العراقي دون شك يعيد كتابة التاريخ من جديد ، ويسطر ملحمة النضال ، ويمارس التحدي اليومي في حراكه الثوري الشامل الذي يتجاوز الفئوية والمناطقية ، ومع أنباء الإنتصارات الميدانية لأشقائنا أحرار الشام وهم يقارعون نظام القتل الشامل السوري ويهدمون عرشه الدموي ، تتعزز الثورة العراقية وتتوطد أركانها ، ليفرز التاريخ حقيقة ، إن شعب العراق الحر قد إنطلق وثار ، وسيعمل على صنع وصياغة وطن النهار الذي سيحرر البلاد والعباد من ظلمة الفاشية والأحزاب الطائفية المريضة ، ويعيد الوطن لسكة السلامة بعد مغادرة محطات الندامة ، أسود العراق يصنعون التاريخ ليغسلون وجه بغداد وعاصمة المنصور والرشيد من أدران البرابرة الذين حطوا رحالهم في ليل بهيم ، ويضيئون سماء الشرق القديم بانوار الحرية والتقدم والسلام... الثورة العراقية في تقدم ولا تراجع أو نكوص ، بل أنها عاصفة الحرية المقدسة وهي تطيح بالفاشست والبرابرة والمزورين لتاريخ الشعوب الحرة ، لقد إنطلق المارد العراقي.. وهو نصر لو تعلمون عظيم ، وسينصر الله من نصره ، ويخزي وجوه القوم المجرمين والبؤساء....

[email protected]