تنشر الصحافة العراقية أنباء التحالفات بين مختلف الكتل تهيئة لأنتخابات مجالس المحافظات في العراق، تعكس تفكك كتل و تكوين كتل جديدة ضمن أطار مصالح تلك الكتل وما أمكانيات فوز هذا أو ذاك. لقد عكست ألأنتخابات الماضية ونتائجها حقيقة و مدى نزاهة تلكم الأنتخابات حيث صرح زعيما أكبر كتلتين، السيد نوري المالكي والسيد أياد علاوي عن تزوير للأنتخابات، ولكن سرعان ما تراجع كلا الطرفين حيث تمت ألأتفاقات بين الجانبين و بوجود أكثر من عراب وكانت النتيجة أستمرار لنهج المحاصصة الذي جاء به بريمر منذ أسقاط النظام السابق وليومنا هذا و ُثبتت النتائج وُسكت عن موضوعة التزوير وُشكلت حكومة المحاصصة.
لا شيئ جديد سوف يغير من المعادلة في هذه الأنتخابات أيضا حيث سوف يتحاصص المتنفذين في العملية السياسية بالرغم من كل خلافاتهم والتي ليست على أساس برامج للنهوض بالعراق بل من أجل أعادة توزيع الحصص حيث يشعر البعض منهم أنهم قد أصبح لهم تأثير أكبر و يطالبون بحصة أكبر.

العملية الأنتخابية القادمة سوف لا تختلف نتائجها عما سبقها وأعتمادها ليس على الرغبة الشعبية بل على المحاصصة والتحاصص بين الأطراف المتنفذة المالكة للسلاح والمال والدعم الخارجي، وبدأ البعض من منظمات الديمقراطيين العراقيين بالتحالف بينهم ويعملون على الدخول في قائمة انتخابية وكنت أمل أن تتم هذه التحالفات من أجل عمل مشترك لا مرحلة أَنتخابية موقتة وتسألت ألا يأخذ هولاء العبرة من أنتخابات سابقة حيث زورت الأنتخابات. من ناحية أخرى أكثر أهمية وهي أن المشاركة في الأنتخابات يعني الموافقة على المحاصصة كون أن المفوضية العليا للأنتخابات جاءت وفق المحاصصة بين أللأعبين الكبار في العملية السياسية القائمة في العراق والتي هي سبب التخلف والفشل الذي يمر به الوطن.

لا يكفي أن نعلن ونقول أننا ضد المحاصصة أذا لم نرفضها عمليا وما تجيئ به ونقولها للعالم كله أن المفوضية العليا جاءت وفق المحاصصة وسوف تلوي نتائج الأنتخابات وفقا للمحاصصة وتوافقاتها كما حصل في الأنتخابات السابقة، إذا كنا نرفض المحاصصة علينا رفض العملية السياسية القائمة عليها، الكلام وحده لا يعني الكثير، علينا أن نقول للعراقيين قاطعوا هذه الأنتخابات لأن نتائجها معروفة مسبقا، ولنقم بحملة فاعلة مؤثرة بين المواطنين لفضح كيفية ُتسرق أصواتهم بلعبة المحاصصة الغير ديمقراطية، لا أدعو لمقاطعة الأنتخابات بشكل سلبي بل بشكل فعال من خلال النشر والأجتماعات والأعتصامات. و ليكن للديمقراطيين العراقين صوت يعبر عن مصالح الناس وليس مصالح من هو قام على العملية السياسية القائمة.يجب أن يكون للديمقراطيين العراقيين صوت واضح، أن يكفي اللعب بحقوق أهل العراق، أن لا ضحك على الذقون فسوف لا تجلب ألأنتخابات القادمة سوى النتائج المزورة، لقد أصبح التزوير جزء أساس في ما يجري في العراق، يجب فضحه والقول كفى.

أن نرفض المحاصصة أن نرفض التزوير، أن نرفض الأعتداء على الديمقراطية الذي جرى في السابق و يجري اليوم و بأسم الديمقراطية والمساهمة في الأنتخابات شهادة زور.