ليس العنوان أعلاه إعلانا مدفوع الثمن، كما أنه ليس نكتة بالقطع أو تندرا أو بابا من أبواب السخرية السياسية المرة، بل أنه حقيقة سياسية واقعية باتت مؤشرات بوصلة الأحداث العراقية تتجه نحوها بقوة وترسم معالما لأوضاع مستقبلية لابد أن تؤسس خياراتها الحتمية، في إنتخاب الرئيس الكردي مسعود بارزاني لرئاسة جمهورية العراق بعد الرئيس جلال الطالباني منافع وإيجابيات عديدة وينبغي الدفع بإتجاهها، فالعراق في أوضاعه الرثة الراهنة وتحت قيادو حكومة بقيادة دعوية بائسة وفاشلة بات بحاجة لإدارة سياسية داخلية حاسمة وشجاعة ولها خبرات قيادية ميدانية وعملية إضافة لأبعاد دولية وإقليمية ستساهم بكل تأكيد في نزع فتيل الفتنة الوطنية وإعداد المسرح العراقي لحقبة جديدة يكون شعارها الأساس ( الخروج من بوتقة الفشل الدائم ) وليس هنالك من بين مرشحي منصب الرئاسة في حال عدم تمكن الرئيس العراقي الحالي مام جلال من أداء مهامه سوى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ليكون رجل المرحلة المقبلة وأحد صناع المستقبل العراقي الناجح وليس المتوتر والمضطرب والدائر في حلقات الفشل والتردي والتراجع، لنتحدث بصراحة فالعراق ليس الإرجنتين ولا الفيلبين ولا حتى باكستان أو بنغلاديش أو سيريلانكا لتتبؤأ الزعامة فيه عقيلة الرئيس جلال السيدة ( هيرو ) مع الإحترام التام لشخصها الكريم ولنضالها ضمن إطار الحركة القومية الكردية، العراق بظروفه الصعبة الراهنة وحيث تتصارع التيارات والإرادات والرؤى بحاجة لقيادة ميدانية مجربة، خبرت الرجال ومعادنهم، وتعاملت مع أوضاع ومنحنيات صعبة ومريرة وعاشت كل ملفات الصراع العراقي الداخلي وطريقة إدارته ميدانيا إضافة لخبرته الطويلة في إدارة وتحديث وتنمية إقليم كردستان وجعله بمثابة تجربة وطنية عراقية ناجحة قابلة للتطوير والإستمرار وللتطبيق في الأجزاء الأخرى من العراق، إضافة لعوامل ذاتية وموضوعية أخرى تتعلق بالصفات الشخصية وبالجرأة على إتخاذ القرار ومتابعته وتنفيذه، وجميع تلك الشروط متوفرة بقيادة وشخص الرئيس مسعود بارزاني والتي حانت تاريخيا فرصة إتاحة المجال له لقيادة العراق وترؤسه وبما يوفر رسالة أمن للمتخوفين من التجربة الكردية بأن قيادة إقليم كردستان العراق لاتؤمن بالإنفصال وتقسيم العراق فهو خيار طوع بنانها لو أرادت، ولكنها قيادة إصلاحية تطورية تؤمن بضرورة تطبيق قاعدة واسعة لبيانات التطوير والنهضة كشرط أساسي للخروج من شرنقة الأوضاع المتأزمة، في تبوأ مسعود البارزاني لمنصب رئيس جمهورية العراق حل سريع للكثير من المشاكل العراقية المتراكمة بمختلف المجالات، كما أن إنتقاله للحكم في العاصمة بغداد حقن حقيقي ولجم مؤكد لكل رغبات المراهنين على تدمير العراق وتشظيه.. في قيادة مسعود بارزاني بقيادة العراق معاني مختلفة بالمرة فهو طبعا لن يقود البلد بعقلية وأسلوب أهل ( البطون التي جاعت ثم شبعت )!! بل بطريقة مختلفة و مناكفة لكل تطلعات ورؤى المستفيدين من تدهور العراق من أولئك القطط السمينة التي تتعيش على الأزمات وتكبر كروشها من خلال السحت الحرام، مسعود بارزاني رغم إبتعاده عن إدارة الوضع في بغداد إلا أنه يمتلك الصورة الواضحة والرؤية الشفافة عن كل مايحصل هناك، ولن يسد فراغ منصب الرئاسة السيادي والمعنوي الكبير سوى شخصية عاشت وتربت في ظروف المقارعة والنضال والتحدي الشرس ضد الدكتاتورية إضافة لإمتلاك شبكة واسعة من العلاقات الإقليمية والدولية تجعل من الرئيس العراقي القادم ليس مجرد ظلال باهتة ومركونة في زوايا القصر الجمهوري بل شخصية قيادية ومحورية فاعلة لها دورها الكبير في تقويم المسارات وتخطيط الأولويات وإقتحام الصعاب، وليس هنالك أفضل من بين قائمة المرشحين من السيد مسعود البارزاني الذي ينبغي أن لايتخلف أبدا عن تلبية نداء الوطن ولملمة أجزائه ومنع تشظيه والتصدي لحماقات الفاشلين والمتكرشين من جماعة ( البطون التي جاعت ثم شبعت )!!.. طبعا المسألة ليست سهلة أبدا وسيخوض مسعود في أوحال حقول ألغام كبيرة وخصوصا من المعسكر الإيراني وتوابعه وخلاياه من التي نعرف وتعرفون، ولكن لمعرفتنا الوثيقة بصفات سليل أسد كردستان الزعيم الراحل الملا مصطفى البارزاني، فأن مسعود لن يخيب الظن ولن يخذل النداء، وهو على موعد مع التاريخ من جديد.. مسعود البارزاني رئيسا لجمهورية العراق هو أحد وجوه الإنعتاق والخروج من شرنقة التخلف والحروب العبثية.. فلننتظر ونرى.. لعل وعسى..

[email protected]