العديد من التقارير والتحليلات التي نقرأها والتطورات على الساحة العسكرية كلها تشير الى احتمالية انهيار نظام دمشق في أي لحظة. قد يصمد النظام شهرا أو أكثر ولكن السقوط هو الأرجح وحتى بدون تدخل عسكري خارجي مباشر.
كتبت في ايلاف مقالا في اكتوبر تشرين الأول عام 2011 بعنوان quot;نصائح لبشار الأسد ليتجنب مصير القذافيquot;. واقترحت على بشار الأسد آنذاك ان يعترف بالمجلس الوطني السوري كالممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وأن لا يستمع لأكاذيب وليد المعلم وبثينة شعبان ان سوريا ليست ليبيا. الجغرافيا تختلف ولكن رغبة الشعوب بالتغيير تبقى ذاتها. وقلت على بشار ان يتجاهل أكاذيب ديناصورات حزب الارهاب البعثي ورؤساء اجهزة المخابرات والأمن. لا يهم هؤلاء سوى مصالحهم الشخصية فقط وسيتخلوا عنه في لحظات عندما يشعروا ان النهاية اقتربت.
كما اقترحت عليه أن يرسل زوجته أسماء واطفالها الى بريطانيا حيث انها تمتلك الجنسية البريطانية وسيتم الترحيب بها كمواطنة بريطانية. ومقاطعة أكتون الشعبية غرب لندن حيث يقطن والدها فواز الأخرس ترحب بها وبأولادها.
وماذا يطبخ الآن:
قراءتي للوضع الآن ان الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم للمتحدة والجامعة العربية يسعى لترتيب صفقة او طبخة لتمكين بشار من الهروب الى روسيا او الامارات. وفي الوقت ذاته هناك مساعي ايرانية حثيثة لانقاذ بشار وتمديد فترة حكمه وبقاءه في سوريا. هذه الترتيبات والمناورات خلف الكواليس تهدف لانقاذ بشار الأسد من العدالة السورية.
كل هذه المحاولات ستبؤ في الفشل لأن الشعب السوري يريد معاقبة مجرم القرن الذي قتل اكثر من اربعين الف سوري ودمر المدن وارتكب المجازر ليبقى في السلطة. تمكن والده الهرب من مجازر حماة وتدمر عام 1982 وها هو بشار يحاول الهروب أيضا من العقاب مستندا على دعم اصدقاءه في طهران وموسكو. لا اعتقد أنه سوف ينجح في ذلك لأن النشطاء والمنظمات الدولية قامت بتوثيق المجازر مع الصور وشهادات الناجين وتم تقديمها للجان خاصة في الأمم المتحدة. وهناك تحركات بريطانية مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتقديم بشار الأسد ومن حوله للمحاكمة الدولية. وتم تقديم ملفات بجرائم آل الأسد منذ اوائل السبعينات لهيئات دولية خاصة لملاحقة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري.
تكتيكات فاشلة وحلفاء فاشلين:
حاول النظام والناطقين باسمه من الصحافيين (الذين ينتموا لمدرسة محمد سعيد الصحاف العراقي) ترويج روايات المؤامرة والقاعدة والارهاب ولكنهم تجاهلوا حقيقة هامة وهي ان الشعب لا يريد حكم بشار الأسد لأربعين عام اخرى.
التشبث بطهران وموسكو سوف لا ينقذ النظام بعد النجاحات العسكرية التي حققها الجيش السوري الحر الذي يسيطر على أكثر من 60 بالمائة من الارض السورية. التعويل على حسن نصر الله ومحمود احمدي نجاد وهيوغو تشافيز وسيرغي لافروف سيفشل في انقاذ بشار الأسد من حكم الشعب.
هل بشار ذكي أم غبي؟
لفترة طويلة ظننت ان بشار شاب متعلم وذكي وحريص على بلده وشعبه ولكنه اثبت انه اشد غباء من صدام حسين ومعمر القذافي وأكثر دموية منهما.
يجب ان لا يسمح الشعب السوري لهذا المجرم ان يهرب بل يجب القبض عليه وتقديمه للمحاكمة امام محكمة عسكرية سورية وحسب المعايير السورية البعثية التي عانى منها الشعب السوري منذ اوائل السبعينات. لا يستحق محاكمة دولية لأنها ستكون رحيمة ولطيفة مقارنة بالعدالة السورية.
خيارات النظام تتقلص والهرب من عدالة الشعب السوري يزداد صعوبة.
وأعتقد جازما ان عناد بشار الأسد وغباءه ودمويته ستقوده الى مصير قذافي بشع ومؤلم. وأقول له quot;رأفة بزوجتك واولادك دعهم يغادروا البلد الى بريطانيا وانت تبقى في دمشق مع عصابة تبرير المجازر وتحقيق الانتصارات الوهمية ضد الشعب. هؤلاء الكذبة ينتظروا الفرصة للقفز من القارب الغارق. العدالة السورية الشعبية بانتظاركم.
لندن
التعليقات