يقولون : quot;اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهبquot; يحضرني هذا المثل كلما صدرت تصريحات لقيادات الإخوان، يعقبها إما نفي رغم أنها تكون مسجلة صوتا وصورة ، وإما توضيحات وتبريرات بأن تصريحاتهم تم تحريفها من الإعلاميين الذين يشبهونهم بسحرة فرعون، أخر هذه التصريحات ما صدر عن مرشد الإخوان الدكتور quot;محمد بديعquot; من هجوم على الجيش المصري حيث قال quot;إن جنود مصر طيعون، لكنهم يحتاجون إلى قيادة رشيدة توعّيهم، بعد أن تولى أمرهم قيادات فاسدةquot;.

خطورة هذا الكلام تكمن في أنه بلا دليل، ويأثم عليه المرشد ، ويستحق المحاكمة جنائيا، بتهمة القذف، أوربما يكون لدى المرشد من الادلة ما يثبت صحة كلامه، وبالتالي يجب محاكمة قيادات الجيش الفاسدة، ويعني أن الرئيس quot;محمد مرسيquot; يتستر على فساد هذه القيادات بمنع محاكمتهم، بل ومنحهم الاوسمة والنياشين، ويحصنهم من المساءلة في إطار صفقات مصالح تمت بعيداً عن أعين الشعب المصري، ومن حق الشعب أن يعرف الحقائق كاملة، ليعرف من الكاذب ومن المتواطىء.

ولأن الانسان عدو ما يجهل، يجب أن نذكر سيادة المرشد بوصية خاتم الرسل quot;محمد صلى الله عليه وسلمquot; لصحابته : quot;اذا فتح الله عليكم مصر، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن فيها جنودا هم خير أجناد الأرضquot; وفي عهد سيدنا quot;عمر بن الخطابquot; رضي الله عنه فتح سيدنا quot;عمرو بن العاصquot; مصر عام 20 ه الموافق 639 م ، ولمن لا يعرف فالجيش النظامي لمصر هو أقدم جيوش العالم، فقد كانت البداية عام 3200 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، ولعب دورا كبيرا في الدفاع عن مصر في كل العصور من معركة قادش، ومرورا بقهر حملات المغول والتتار والصليبيين وأخيرا هزيمة اليهود في حرب 1973.

نعلم أنكم تريدون أخونة الجيش، كجزء من أخونة مصر، والأسئلة المطروحة عديدة من بينها :هل تريدون قيادة أخوانية تقود جيش مصر الباسل؟ هل تريدونه أن يتحول الجيش من الولاء لمصر إلى الولاء للمرشد؟
اذا كان أداء الإخوان مرتبكا، وتبين أنهم مارد من ورق ، فلا يفهمون في السياسة ولا في الإدارة، ولا يعرفون التخطيط، ولا يمتلكون فكرا استراتيجيا ، ويتخذون القرارات ويتراجعون فيها ، هل يمكن أن يمتد هذا الأمر إلى المؤسسة العسكرية ، ولو تولى أمر الجيش مكتب الإرشاد وفرضت الظروف قرارات تحمي الأمن القومي،هل يمكن أصدارا هذه القرارات ثم التراجع فيها؟.

الجيش المصري لا يساق كالقطيع ، فهو مؤسسة وطنية، يفكر قادتها قبل أن يتخذوا القرار، ولا يتراجعون فيه لأنهم يدرسون أبعاده ، ونتائجه، وعواقبه ، المؤرخون كتبوا الكثير عن جيش مصر، ووصفوه بالحصن المنيع ، اقراءوا ما كتبه quot;المقريزيquot; ، quot;والهمذانيquot;، quot; وابن إياسquot;، وغيرهم عن هذه المؤسسة الوطنية التي تنحاز دوما لشعب مصر، لسبب بسيط وهو أن الله حفظ مصر، وذكرها نحو خمس مرات في القرأن الكريم، وجنودها ينطبق عليهم وصف النبي quot;محمدquot; صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض، رضعوا منذ نعومة أظفارهم حب وعشق مصر ، ورووا بدمائهم تراب هذا الوطن ، ولن يخضع لجماعة تتاجر بالدين لتحقيق مصالحها، وسيبقى جيش مصر دائما شوكة في خصر من يريدون جر هذا البلد إلى الهاوية.

الإخوان يقولون إنهم تربوا على الإيمان ، لكنهم بعد أن وصلوا إلى السلطة، ضاع الإيمان لأن السلطة مفسدة ، وكل ذلك في سبيل الحفاظ على الكرسي ، وشرعوا سيوفهم فوق رقاب الشعب الأعزل والمعارضة ، مستندين إلى رضا الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن قبلوا شروط الأمريكان للوصل إلى السلطة، وعرضوا الأمن القومى المصري للخطر ، بتحويل سيناء إلى بؤرة صراع يرتع فيها الجهاديون وحلفائهم في غزة ، والأن يتهم الإخوان قيادات الجيش المصري بالفساد ، وبدلا من القاء الاتهامات جزافا وبدون دليل، خاطبوا أنصاركم من أمثال جماعة quot;حازم أبو أسماعيلquot; أن يكفوا اذاهم عن خلق الله، وتمهلوا قبل إطلاق التصريحات، فالسكوت في هذه الحالة من ذهب وتذكروا قول خير البشر quot;محمدquot; صلى الله عليه وسلم quot; وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهمquot;.

إعلامي مصري