عجبت لأحدهم وهو يقول لا نعلم متى ولد المسيح هل في 25 ديسمبر أم 7 يناير فمتى نُعيد إذن؟ ولمثل هؤلاء أقول كلمة الله كما يؤمن المسيحيون أزلية أبدية كائنة ومستمرة بدون انفصال عن الله حتى أخر الأيام عندما تأتي حكما مقسطا. إنها تولد في كل لحظة يمكن للمرء أن يدركها وبها خلق الله الإنسان وبها يوجد ويتحرك. وبكلمة الله يستمر الكون في حركته في نظام دقيق. فكيف لا تدركون؟
وتعجبت لآخر يقول كيف نحتفل بميلاد إله يأكل ويشرب وله أم وجد وعم وخالة، إله يصلب وضعيف.. ولهؤلاء أقول.. قرأت وبحثت في الديانة المسيحية فوجدت فيها الإيمان بإله واحد لا شريك له فرد صمد ليس له ولد ولم يتخذ له صاحبة وإنما يقول ذلك البلهاء والجهلاء الذين يقرئون فلا يفهمون أو لا يقرئون أصلاً. فالمسيحيون مثلهم مثل إخوتهم المسلمين يؤمنون بإله واحد كائن بذاته ناطق بكلمته وحي بروحه. كيف لا تفهمون؟
لذلك فميلاد المسيح كلمة الله هو عيد للبشرية جمعاء ولذلك نجد العالم أجمع يعتمد التقويم الميلادي وليس سواه اعترافا بأن ميلاد المسيح هو بدء التقويم وبداية للزمن الذي فيه يتصالح الإنسان مع الله الخالق حيث رنمت الملائكة الأنشودة الخالدة quot;المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرةquot;. فميلاد المسيح كلمة الله هو بداية عهد جديد للبشرية جمعاء..
ففي كل بقاع الأرض تجد الناس يحتفلون بميلاد المسيح كلمة الله ويقدمون الهدايا لبعضهم البعض ويفرحون. نجد الكل يحتفل.. الملاحدة، البوذيون، الهندوس، السيخ، الكونفشيوسيون و اللا دينيين وأصحاب كل العقائد والملل والنحل من غير أتباع الأديان التوحيدية أولئك الذين وحدتهم القيم الإنسانية النبيلة في المحبة والإخاء.
فخبرات الإنسانية عبر العصور وعلى مر الأزمان برهنت على حقيقة أن الإنسان السوي يفرح لفرح أخيه الإنسان فيتضاعف الفرح ويحزن لحزنه فيتناقص الحزن. ثم جاءت الأديان وأكدت هذه الحقائق الاجتماعية الثابتة لأن المقاصد العليا للمشيئة الإلهية هي سعادة الإنسان أي إنسان بدون أي نوع من التمييز. ومن يقف ضد المقاصد العليا للمشيئة الإلهية يقف ضد نفسه ويعاند الطبيعة ومن يعاند الطبيعة يجد نفسه بسهوله متحالفا مع قوى الشر وشريكا معها فيناله منها ما يستحقه من البؤس والشقاء.
في الواقع أن الاحتفال بميلاد المسيح طبقا للاعتقاد الديني عند المسيحيين يعني الاحتفال بميلاد كلمة الله التي تهب الحياة والسعادة والفرح والخلاص للإنسان. فكيف يمكن للمؤمن أي مؤمن ألا يبتهج بميلاد كلمة الله؟؟؟. وكيف لا يحتفل وهو يؤمن أن الله بكلمته خلق الكون وبكلمته يحيي ويميت وبكلمته يعز ويزل من يشاء؟.. أو ليست كلمة الله حية وموجودة في كل مكان لأنها أزلية أبدية كائنة منذ الأزل مع الله لم ولن تموت فكيف بمولدها في ملء الزمان نجد بعض المؤمنين لا يفرحون ولا يعيدون؟
إلى هؤلاء الذين عن عمد أو عن جهل لا يحتفلون بميلاد المسيح كلمة الله ولا يسمحون لأحد بالاحتفال. فيمنعون شجر عيد الميلاد البهيج ويحرمون شعوبهم فرحة العيد مع شركاءهم في الإنسانية والبالغ عددهم أكثر من سبعة مليارات نسمة أقول... هلا تشعرون بالخجل من خطابكم الديني غير الصحيح؟ هلا تشعرون بتأنيب الضمير وأنتم تؤدون الفرض وتفسدون في الأرض؟ هلا تشعرون بالأسف على إفساد الفطرة الربانية النقية لبني الإنسان بتحريم ما حلل الله رب العالمين في التآخي والمحبة بين شعوب الأرض وبين بني الإنسان؟
في الواقع إذا وجدت جاري الملحد يحتفل بإلحاده أو البوذي يحتفل بعيد التبشير البوذي عند اكتمال القمر في تموز من كل عام. أو الهندوسي يحتفل بعيد غانيش quot;GANESHquot; فسوف أهنئهم جميعهم وأتمنى لهم الخير وافرح معهم هذه هي المحبة الحقيقة. فالأديان لله والوطن للجميع والأديان جاءت من أجل سعادة بني الإنسان وليس من أجل نشر البغضاء والحقد والكراهية بين بني الإنسان.
على أية حال فإني أتوجه بالتهنئة أولا للذين يحرمون الاحتفال بميلاد المسيح فأقول لهم كل عام وأنتم بخير. وأيضا فالتهنئة واجبة مع الدعوات بالخير والسعادة إلى كل أولئك الذين يؤمنون بالمسيح كلمة الله التي ألقيت إلى مريم فصار لها جسدا هو المسيح بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، لم يمسه الشيطان مثل جميع البشر. فالشيطان لا يمكن أن يمس كلمة الله فهي العليا وليس سواها. فذكرى ميلاد المسيح كلمة الله له المجد هي عيد لجميع البشر الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون مثلها مثل الشمس تشرق على الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون. quot;المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرةquot; وكل عام وانتم جميعا بخير.
[email protected]
التعليقات