قبل حوالي عامين اقترح رئيس القائمة العراقيه الدكتور اياد علاوي إجراء انتخابات مبكرة، وقبل ايام اقترحها رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي للخروج من الازمة الحالية التي لا تهدد العملية السياسية والمشروع الديموقراطي في العراق وإنما ايضا مستقبل العراق ووحدته فأعاد الدكتور العلاوي قبوله بالمقترح وطالب بتنفيذه ان كان الطرف الاخر صادق في مسعاه، ويبقى رأي التحالف الكوردستاني الذي لم يعرب عن رفضه للفكرة لحد الان وهو يؤكد باستمرار قبوله بأي حل يحوز على الاجماع الوطني وينقذ البلاد والعملية السياسيه من الازمة الخانقه او الاصح من سلسلة الازمات التي تعصف بالبلاد.
عليه ولموافقة كل الاطراف الاساسيه على مقترح اللجوء الى الانتخابات المبكرة يبدو انه الحل الوحيد والأمثل لإعادة بناء العملية السياسيه والخروج من مسلسل الازمات المتلاحقة المصطنعة وعلى اساس تشكيل الحكومة من قبل التحالف او الكتلة الانتخابية التي تحوز على الاكثرية وتحول الاقلية الى معارضة برلمانيه فعالة فقد اثبتت السنوات الماضية فشل المشروع التوافقي القائم على المحاصصه بدل التوافق على البرامج والرؤى والذي أصاب الدولة ومؤسساتها بالشلل شبه الكامل.
من الواضح ان أي تحالف انتخابي لن يمكنه الحصول على الاغلبية ما لم يمثل مصالح و اماني اكثرية الشعب العراقي ومكوناته الاساسية من خلال برنامج محدد يلتزم به وتحالفات حقيقيه مبنية على اتفاقات مسبقة وسيتحول الانتخاب من الولاء للطائفة والحزب الى الولاء للمشروع الوطني الجامع والحلول التي تقدمها القوائم المتنافسة خاصة اذا كان من الشروط الاساسيه للدخول في الانتخابات هو تقديم برنامج القائمة لا صور قادتها !
الانتخابات المبكرة هي الحل وعلى قدر كبير من الاهمية ولكن المسألة لا تنتهي بموافقة الاطراف المعنية عليها إذ يبقى الاتفاق على الية اجرائها بنفس القدر من الاهمية فمسألة بقاء الحكومة الحاليه وهي الطرف الاساسي في النزاع والأزمة الحالية في السلطة لا يتفق ومبدأ العدالة في تكافؤ الفرص والنزاهة المفترضة وجودها في مثل هكذا تنافس تكون نتائجه مؤثرة في حياة كل مواطن ولذا فأن اللجوء الى الانتخابات يتطلب وجود سلطة محايدة تكون مهمتها تصريف الاعمال وإجراء انتخابات نزيهة لا غير، والاتفاق على مثل هكذا حكومة انتقالية او مؤقتة او حكومة تصريف اعمال ليس معجزة يجترحها الساسة المسؤولون ويمكن الاستعانة بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والهيئات الدولية ذات الاختصاص.
كلمة السواء هي :
1-استقالة أو إعفاء الحكومة الحاليه وتشكيل حكومة محايدة لتصريف الاعمال وإجراء الانتخابات المبكرة حصرا
2-إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن عمليا تحدده الجهات القانونية ذات الاختصاص
3-التحالفات يجب ان تكون واضحة قبل الانتخابات وليس بعدها والقائمة التي تفوز بأكثرية المقاعد تكلف بتشكيل الحكومة الجديدة وفق اغلبية النظم البرلمانيه وتتحول الاقلية الى المعارضه وحكومة الظل و....الخ
4-تلزم القوائم الانتخابية بتقديم برامجها وحلولها لمشاكل العراق كالنفط والفساد والوضع الامني المتردي والخدمات والمناطق المتنازع عليها ومليشيات الاحزاب......الخ مما يقطع دابر المزايدات ويبين الموقف الحقيقي لكل قائمة من المشاكل المستعصيه التي تعترض العملية السياسية والديموقراطية والتنمية وينهي دورة الكذب المنظم والاستخفاف بالمواطنين.
5-يكون العراق دائرة انتخابية واحده مما يتيح للمواطنين كامل الحرية في تأييد البرنامج الذي يرونه مناسبا ومتفقا مع مصالحهم كما يتيح للقوائم فرصة اثبات مدى تمثيلها الحقيقي للشارع العراقي بعيدا عن الفرض والتبجح البائس

6-ضرورة مشاركة ممثلي الهيئات الدولية والإسلامية والعربية لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات قدر المستطاع.
إن إنقاذ العراق والمشروع الديموقراطي مرهون بمدى قبول القوى السياسية العراقية اللجوء الى رأي الشارع العراقي وهو اختبار حقيقي لمدى مصداقية ووطنية هذه القوى وحرصها على مصالح العراق ومستقبله فهل سيقبلون بكلمة السواء هذه أم لا ؟
الايام القليلة القادمة كفيلة بكشف الحقائق.

bull;[email protected]