سلاح كيمياوي في سوريا يبلغ الف طن على اقل تقدير، هذا ما راحت بعض الصحف الاسرائلية تؤكد عليه في سياق كلام مركز ومكثف عما يمكن ان تقوم به اسرائيل فيما لو سقط نظام بشار الاسد، يجيء هذا الكلام في وقت يجتمع فيه نتنياهو بالمحفل الامني الاسرائيلي (الوزرا ء التسعة) بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، وكان موضوع الاجتماع الخطير والعاجل قراءة وتقييم حقيقة ما يجري في سوريا والمسارات المحتملة لما يمكن ان يؤول اليه الوضع في هذا البلد المنكوب بين صلافة حكومته وقساوة المعارضة المسلحة.
حديث اسرائيل حكومة واعلاما عن السلاح الكيمياوي في سوريا يقترن بحديث اكثر خطورة، بل هو المقصود اساسا من الإثارة والطرح والتوكيد، اي الخوف من ان يقع السلاح هذا بيد جماعات اسلامية متشددة في سوريا، او يُنقل السلاح الى حزب الله في لبنان، وإنْ بكمية محددة، وطالما يؤكد الإعلام الاسرائيلي على quot; الانتصارات quot; التي راحت تحققها جبهة النصرة الاسلامية المتشددة على الارض في سوريا وتراجع منسوب الانتصارات في جانب الجيش السوري الحر، بل هناك تضخيم اعلامي امريكي على هذه النقطة وفي سياق مدروس يبين مدى الوعي الاجتماعي لجماعة النصرة بحيث تمكنت من كسب ود الناس هناك، بما تقدم من حلول اقتصادية لبعض مشاكل،وفرض السلام، والتصدي للانتهاكات والاعتداءات، مستفيدة من اخطاء الاسلاميين المتشددين في العراق، مما يقرب للاذهان ان اسرائيل جادة في تخوفها من امكانية وقوع المحذور الخطير، اي حصول جماعات متشددة على هذا السلاح او أن يضطر النظام السوري لتهريبه الى تل ابيبت!
السلاح الكيمياوي في سوريا وامكان وقوعه بيد منظمات quot;ارهابيةquot; كان تكون جبهة النصرة او حزب الله او اي منظمة اخرى هو شغل الحكومة الاسرائيلية الشاغل الآن رغم الارتباك الذي ينتاب العملية السياسية في اسرائيل خاصة على صعيد تشكيل الحكومة بعدما لم يحقق نتنياهو النصاب الذي يجعله حرا في تشكيل الحكومة حسب مذاقه وتوجهاته.
يربط محللون بين تكثيف الكلام الاسرائيلي عن هذا السلاح وبين قرار اسرائيل الاستراتيجي بنصب quot;القبة الحديديةquot; في شمال اسرائيل اي بالقرب من سوريا ولبنان وبالتزامن مع تحليق الطيران الاسرائيلي اكثر فوق مختلف المناطق اللبنانية، كما تشير بعض المعلومات الى ان اسرائيل زرعت بعض قوات الكوماندوس بشكل سري دقيق بالقرب من المناطق السورية التي يُعتقد انها تضم مخازن لهذا السلاح.
هل يمكن اغفال العلاقة بين كل هذ الكلام الاسرائيلي عن السلاح الكيمياوي في سوريا والخوف من امكان الحصول عليه من قبل جماعات متشددة او نقله اضطرارا الى حزب الله وبين التلويحات الاسرائيلية بل التصريحات الصارخة من ان نظام بشار الاسد آيل للسقوط؟
هنا يستذكر المحللون التصريح الروسي الخطير على لسان رئيس الوزراء الذي أكد فيه من أن قبضة الرئيس السوري بدات تتراخى وانه لم يحسن الصنع مع شبعه، حيث تاتي أهمية التصريح من كون روسيا هي الحليف الدولي الرئيسي للنظام السوري بشخص رجله الاول بشار الاسد، فان بعض المحللين يربطون بين التصريح الروسي هذا وبين ما تؤكد عليه ترسانة الاعلام الاسرائيلي من أن نظام الاسد او الاسد في طريقه إلى الزوال وبشكل مدوٍ.
الصحافة الامريكية نشرت خبرا خطيرا يتصل بهذا الخصوص، فقد جاء في بعض هذه الصحف من ان اوباما يدرس فعلا خيار التدخل الامريكي في سوريا.
كل هذه المقتربات والمعلومات والتصريحات ترجح ان هناك في الافق عملية عسكرية ربما تقدم عليها اسرائيل ضد سوريا او حزب الله في لبنان، ولعل ما يؤيد مثل هذا التوقع التصريح الايراني الصارخ من ان اي اعتداء على سوريا هو اعتداء على ايران، وان بشارالاسد خط احمر.
فهل كان قرا ر الاطلسي بنشر صواريخ quot; بترايوت quot; على الحدود التركية السورية لهذا الغرض؟ أي كان الغرض المذكور مبيتا والآن جا ء وقته؟
ويبقى السؤال الاخطر...
تُرى وماذا بعد ذلك لو حصل فعلا؟
لا احد يعرف.