quot;سكت دهرا ونطق كفراquot;، ربما ينطبق هذا المثل على الرئيس التونسي المؤقت quot; المنصف المرزوقيquot; البالغ من العمر ثمانية وستين عاما، هذا الرجل المحسوب على تيار اليسار أصابه عمى الألوان فلم يعد يميز بين الواقع والخيال، راح يتدخل في الشأن المصري، ويطالب من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإفراج عن الرئيس المصري المعزول quot;محمد مرسيquot; رغم أن quot;مرسيquot; يحاكم أمام القضاء على سلسلة من التهم وبات مصيره بيد القضاء المصري.

أراد quot; المرزوقي quot; أن يكسب رضا زعيم حركة النهضة الإخواني quot;راشد الغنوشيالذي يقال انه هو الحاكم الفعلي لتونس. يقول المرزوقي أنه يساري أمضى جزءا من حياته في فرنسا معارضا لحكم الرئيس السابق quot;زين العابدين بن عليquot;.

قال لي الزميل الصحفي التونسي quot;عمار بن عزيزة quot; quot; لا تظن أن المرزوقي هذا يساري حقيقي، إنه واحد من يساريين كثيرين كأنهم من الإخوان المسلمين. المرزوقي ينفي إنصياعه لحركة النهضة الإخوانية، رغم أن حزبه quot;المؤتمر من اجل الجمهوريةquot; يضم أفرادا من حركة النهضة.

ترك quot;المرزوقيquot; مشاكل بلاده الداخلية ولم يتفوه بكلمة عن معارضيه، وسلسلة الاغتيالات التي شهدتها تونس من quot;شكري بلعيدquot; إلى quot;محمد البراهميquot;، واتهم فيها تنظيم انصار الشريعة بتنفيذ هذه الاغتيالات، لم يتطرق لمصادرة الحريات في تونس، ولم يوضح أسباب فشل الجمعية التاسيسية في صياغة دستور لتونس حتى اليوم على الرغم من مرور نحو عامين على انتخاب المجلس الوطني التاسيسي، ترك مشاكله الداخلية ليتدخل في شؤون مصر، ويرتدي ثوب البطولة الزائف ليخفي عورات حكم مستبد ترزح تحته تونس الخضراء، وشعبها المثقف الأبي،لا يريد المرزوقي الاعتراف بالأمر الواقع في مصر، فهو يخشي أن يكون مصيره، ومصير حركة النهضة نفس مصير الإخوان في مصر.

الرجل أسهب في خصوصية التجربة التونسية، وأنها ليست مصر فهو لا يريد أن يلقي حلفاؤه في النهضة نفس مصير قادة الإخوان، لكن مصر الحضارة والتاريخ لا تريد نصائح من المرزوقي الإخواني الهوى، الذي جانبه الصواب، فهو يدرك أن القوى الليبرالية في تونس تتصدر المشهد الحالي في مقابل تراجع حركة quot;راشد الغنوشيquot;، إن العلاقات بين الشعبين المصري والتونسي لا تتأثر بتصريحات المرزوقي أوغيره.
التحرك الدبلوماسي الذي لأت إليه مصر إستدعاء سفيرها في تونس اعتراضا على تدخل quot;المرزوقيquot; في الشأن المصري، وكذلك فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو موقف ليس غريبا على إمارات الخير الداعمة بقوة لمصر حكومة وشعبا، وهو موقف ينم عن إحساس عال بمدى أهمية الوقوف إلى جانب مصر حصن العرب، وأن ما فعله المرزوقي لا يمثل سوى دفاع عن الإخوان المتأمرين على المصالح الوطنية لمصر والدول العربية.

لقدتغيرت وجهة المناضل اليسارى السابق، وارتمى في حضن حركة النهضة. نقول لرئيس تونس المؤقت quot;المنصف المرزوقيquot; افضل لك ان تكون مناضلاً ضد الاستبداد والفاشية الدينية من أن تكون مندوبا لحركة النهضة في رئاسة الجمهورية التونسية، حتى لا تلقى مصير الإخواني المعزول quot;محمد مرسيquot; على يد شعب تونس الأبي صاحب العزة والكرامة الوطنية.


إعلامي مصري