بعد أن تکررت مطالب سکان أشرف و ليبرتي بشأن تغيير مارتن کوبلر ممثل الامم المتحدة في العراق و إستبداله بوجه آخر على خلفية عدم حياديته و إفتقاده للنزاهة في أداء عمله، جاءت المطالب هذه المرة بتغيير کوبلر من قبل الشعب العراقي نفسه عندما کشف المتحدث بإسم المتظاهرين في ساحة الاحرار في الموصل غانم العابد بأنه قد تم جمع الالاف من تواقيع المتظاهرين في ساحة الاحرار للمطالبة بإستبدال مارتن کوبلر معللا السبب في ذلكquot;عدم حياديته في التعامل مع الاحداث التي تشهدها نينوىquot;، لکن طلب إستبدال کوبلر لم يقتصر فقط على متظاهري نينوى وانما تجاوزهم و طالب المتظاهرون في محافظتي صلاح الدين و کرکوك بإستبدال کوبلر أيضا متهمين إياه بعدم الحيادية في التعاطي مع مايجري على الساحة السياسية العراقية من أزمات و صراعات، مما يلقي بظلال قاتمة من الشکوك بشأن هذا الرجل و طبيعة العمل الذي يؤديه و القلق الذي بات يثيره من وراء الالية التي يتبعها في عمله.

مارتن کوبلر الذي هو صاحب دور اساسي في عملية نقل سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، وأثبتت الادلة و الوقائع انه قد مارس کل أنواع الخداع و التضليل من أجل تحقيق غايته في دفع السکان للإنتقال الى ليبرتي، بل وان مختصون من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد أکدوا بأنهم قدموا لکوبلر النصائح المطلوبة بشأن عدم صلاحية مخيم ليبرتي لإستقبال سکان أشرف في بداية العام 2012، لکنه أخفى تلك المشورة و النصيحة و عمل بالضد منها تماما، وهو أمر أکده فيما بعد السيد طاهر بومدرا کبير موظفي الامم المتحدة في العراق سابقا و الذي أماط اللثام عن کل الطرق و الاساليب الملتوية التي إنتهجها کوبلر في سبيل خداع سکان أشرف و دفعهم الىquot;السجنquot;المحاصر ليبرتي.

ولئن تحفظ سکان أشرف و ليبرتي على عمل و اداء کوبلر و إتهموه صراحة بعدم الحيادية و إفتقاد النزاهة في إنجاز عمله، لکن الاسلوب الذي سلکه و الطرق المثيرة للشکوك التي إستخدمها في سبيل خداع سکان أشرف، بينت أن کل ذلك لم يجر إعتباطا او من دون طائل وانما لها أکثر من علاقة بمسائل اخرى تجري في الخفاء و تهدد أمن و سلامة السکان و تعرض حياتهم للخطر، وان الموقف السلبي للمتظاهرين في نينوى و صلاح الدين و کرکوك من کوبلر و إتهامه بعدم الحيادية و المطالبة بإستبداله، تؤکد بأن کوبلر يعمل وفق سياق يتماش و يتفق تماما مع خطوط سياسية تتماشى و تتفق تماما مع رؤى و وجهات نظر متداولة في طهران و في داخل اوساط حکومة نوري المالکي نفسها، وان هکذا تطور من شأنه أن يعطي أکثر من معنى و بعد للقضية و تضع مارتن کوبلر تحت دائرة الضوء و المساءلة و قبل ذلك تلقي بالکرة الى ملعب الامين العام للأمم المتحدة مع سؤال حساس جدا هو: ماهي طبيعة و حقيقة مهمة السيد مارتن کوبلر في العراق؟

[email protected]