منذ أکثر من ثلاثة أعوام من متابعة الافکار و الآراء المختلفة التي طرحتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، وحضوري الشخصي لمناسبات تعقدها المقاومة الايرانية في باريس و الاستماع عن قرب الى خطابات هذه المرأة المقاومة لواحدة من أقوى النظم السياسية الشمولية في العالم، تولدت لدي قناعة عميقة بالامکانيات الاستثنائية لها و إمتلاکها لقدرة المناورة و أخذ زمام المبادرة فيما يتعلق بقضية المرأة المسلمة و تحريرها من قيود التعنت و التزمت و التحجر.
الانتصارات السياسية التي حققتها السيدة رجوي طوال الاعوام المنصرمة و التي أکدت فيها قدرتها الفذة على قيادة مرکب الکفاح من أجل الحرية لعموم الشعب الايرانية بصورة عامة و للمرأة الايرانية بصورة خاصة و في وسط يم عاتي، باتت تلفت الانظار إليها يوما بعد آخر و لم أعد أتفاجأ أبدا عندما أرى في کل مناسبة أحضرها إزدياد الاعجاب و الانبهار بالامکانيات الخلاقة لها بل وانني لن أتفاجأ بالمرة لو صحوت ذات يوم على نبأ ترشيحها لجائزة نوبل للسلام لأنها تستحق ذلك فعلا فهي ومن خلال طروحاتها الوسطية المثلى و إنتهاجها لسبيل غير مطروق، تؤکد تميزها و خصوصية أفکارها و المبادئ التي تطرحها، ويکفي هنا أن نشير الى طرحها للخيار الثالث لمعالجة الموقف فيما يتعلق بالملف النووي للنظام، وهو خيار دعم نضال الشعب الايراني و ليس خيار شن الحرب او خيار إجراء المفاوضات معه لأن الخيارين الاخيرين يعقدان المشکلة و ليس يوفران الارضية المناسبة لحلها، وان وسطية الخيار هو بالاساس ينبع من فهم إسلامي أصيل طرحه النبي الاکرمquot;صquot;في حديثه الشريف القائل:quot;خير الامور اواسطهاquot;.
المؤتمر الدولي الاخير الذي عقد في باريس في التاسع و العاشر من مارس الجاري، وتسنى لي حضوره، لفتت السيدة رجوي إنتباهي کثيرا بترکيزها على قضية حرية المرأة الايرانية و کون ذلك اساس و کنه حرية الشعب الايراني، خصوصا عندما أکدت بأن عدم تحرير المرأة يعني بالضرورة کون المجتمع نفسه غير محررا، وان هذا الموقف المبدئي الراسخ حيال إشکالية حرية المرأة ينبع في الاساس من الفهم الثاقب للسيدة رجوي للدور الحساس و الحيوي و الخطير الذي تضطلع به المرأة في البناء الاسري بصورة خاصة و في تشييد الصرح الاجتماعي عامة، وانها ترى بأن المرأة المسلمة غير جديرة بإبقائها ضمن جدران او أطر مغلقة وانها جديرة تماما بمنح الثقة الکاملة بها لإمتلاکها للقدرات و الامکانيات المطلوبة للبناء و التوجيه و القيادة على مختلف الاصعدة.
إشادة السيدة رجوي بدور المرأة و الاسهامات التي في مقدورها أن تقدمه للمجتمع بشکل خاص و الحضارة الانسانية بشکل عام، ليس مجرد کلام عرضي او للإستهلاك المحلي کما هو شأن النظم الاستبدادية و الشمولية عندما طرح الافکار و المبادئquot;المنمقةquot;بحوشي الالفاظ و العبارات الطنانة ظاهرا و الجوفاء ضمنيا، وانما هي تعني حقا و فعلا ماتقول، خصوصا وانها تقود منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي تضطلع النساء فيها بحصة الاسد في القيادة و التوجيه و الاشراف، وان هذه المرأة المقاومة للظلم و الاضطهاد و الحرمان بمختلف صوره، تسعى جاهدة و بکل ثقة و أمل من أجل إتاحة دور ريادي مميز للمرأة المسلمة من دون أن تفرط بهويتها و إنتمائها الاسلامي في الوقت الذي تعاصر و تواکب فيه و بجدارة کل مجريات الامور و الاحداث من حولها و تسجل حضورها الفعال في صياغتها و توجيهها.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات