خلال الاشهر الماضية، تم إطلاق سيل من التصريحات من جانب شخصيات حکومية و برلمانية عراقية تابعةquot;او خاضعةquot; بشکل او بآخر لکتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالکي، هذه التصريحات کانت تشدد و بشکل ملفت للنظر على أن سکان مخيم ليبرتي لايريدون الخروج من العراق وانهم يبتغون إثارة المشاکل و الازمات مع الحکومة العراقية، والملفت للنظر أن هذه التصريحات التي رافقتها نبرة تهديد، تزامنت أيضا مع تصريحات لشخصيات من النظام الايراني و بنفس السياق، وقد کان الهدف و الخط العام لهذه التصريحات في نهاية الامر هو الايحاء بأن سکان ليبرتي باقون في أماکنهم ولن يبرحوا منها!

مذکرة التفاهم التي تم توقيعها بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية في اواخر عام 2011، نصت على إيجاد حل سلمي لمشکلة معسکر أشرف بنقلهم الى مخيم ليبرتي کمعسکر مؤقت ريثما يتم نقلهم الى بلدان ثالثة، وقد بادر السيد مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة للإعلان في اوائل العام 2012، عن جاهزية مخيم ليبرتي لإستقبال سکان أشرف، وقد تبين فيما بعد بأن هذا المخيم کان يبقصه الکثير من الخدمات الاساسية بل وانه لم يکن سوى سجن ردئ لايصلح إلا للنزلاء من ذوي السوابق الاجرامية، لکن وبعد ذلك الذي رافقت عمليات النقل و ماتخللتها من صعوبات و عراقيل کانت تصب في خدمة جهة واحدة دون سواها، وبعد أن تکلل إتمام إنتقال السکان الى مخيم ليبرتي بإخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب، بدأت العديد من الاقلام و المنابر الاعلامية العراقية و بتوافق غريب من نوعه مع أجهزة الاعلام التابعة للنظام الايراني، بالعزف على وتر أنه ليس هناك من دولة في العالم ترغب في إستقبال سکان أشرف و ليبرتي مؤکدين و بصورة وقحة جدا بأن مصيرهم النهائي سيکون العودة الى بلدهمquot;نادمين!quot;، وقد کان هذا يجري في وقت تثار فيه بين فترة و اخرى إشاعة مغرضة مصدرها کما هو واضح نفس الجهة المستفيدة من إلحاق کل الضرر و الاذى بهؤلاء السکان، من قبيل أنه سيتم نقل سکان أشرف الى إقليم کردستان او الى منطقة البقاع في لبنان او الى البحرين، و واضح جدا أن إختيار هذه الاماکن دون غيرها کان من أجل أهداف و غايات سياسية و امنية ذات طابع إستفزازي، والامر الاغرب و الذي کان يلفت النظر أکثر فأکثر هو صلابة موقف سکان أشرف و ليبرتي بصورة خاصة و موقف المقاومة الايرانية بصورة عامـة، حيث لم تبادر الى إطلاق تصريحات او بيانات بشأن تلك المزاعم وانما تجاهلتها و لم تعرها أدنى إهتمام لعلمها بغاياتها و أهدافها الکيدية و الخبيثة.

في هکذا أجواء و هکذا خلفيات مثيرة و ملفتة للنظر، تخرج علينا وکالة الاسوشيتدبرس للأنباء بتقرير يفيد بأنquot;laquo;الحكومة الألبانية أعلنت أنها قدمت اللجوء لـ210 أعضاء لحركة معارضة ايرانيةraquo; في مخيم ليبرتي، جاء ذلك laquo;في لقاء جمع يوم السبت معاون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية باربارا ليف ومبعوث الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر ومسؤولين آخرينraquo;quot;، والحقيقة أن مسألة قبول 210 سكان ليبرتي من قبل الحكومة الألبانية ليس موضوعا جديداوانما هو اتفاق تم التوصل إليه أثناء زيارة السيدة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لتيرانا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وكان الممثل الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية بشأن أشرف السفير فيريد قد كتب يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لممثل سكان أشرف وليبرتي: laquo; ربما سمعتم أن الحكومة الألبانية وبشكل خصوصي قد أيدت أنها مستعدة لاعادة توطين 210 من سكان أشرف السابقين. المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعمل على اعداد احالة الملفات الى الحكومة الألبانية وقد تتصل بقادة المخيم للمناقشة حول هذا الأمر. اني أتمنى أن يرحب قادة مخيم ليبرتي وقيادتكم بهذا الخبر وأن يتعاونوا بشكل كامل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لهذه العملية المهمة لاعادة التوطين. اني أطلب منكم ومن منظمة مجاهدي خلق الايرانية أن لا تجهروا هذا المقترح ولكن اعملوا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على صمت لكي تساعدوا أفرادكم لمغادرة العراق بسلامة لمستقبل أفضل. ان تعاون منظمة مجاهدي خلق الايرانية في انجاح هذا السعي لاعادة التوطين سيشجع بقية الدول على حراك أسرع لقبول السكان السابقين لمخيم أشرف لاعادة التوطينquot;، هذا الموقفquot;المفاجئquot;وquot;المثير للدهشةquot;لکوبلر يأتي لذر الرماد في الاعين و حتى يبقي شيئا من ماء الوجه له و لکل ذلكquot;الفيلقquot;الاعلامي الذي طالما طبل و زمر لصالح النظام الايراني و ضد سکان أشرف و ليبرتي و المقاومة الايرانية، والحقيقة أن ان القول بأن سکان أشرف و ليبرتي لايرغبون بمغادرة العراق هو محض إفتراء و کذبة صفراء باهتة أطلقها و روج لها في الاساس کوبلر نفسه و رددتها تلك الاصوات النشاز من خلفه، وعلى العکس من ذلك تماما فإن المقاومة الايرانية ومنذ عامين قد بذلت قصارى جهدها للبحث عن دول مضيفة کي تستقبل سکان أشرف و ليبرتي، وعلى هذا السياق وبعد توافق الحكومة الألبانية على قبول 210 من الأفراد فان ممثلي المقاومة قد ضمنوا وبشكل كتبي في كانون الثاني/ يناير الماضي بأنهم سيتقبلون جميع نفقات هؤلاء الأفراد وطالبوا بزيادة عدد الافراد المقبولين، وهو مايجب أن يأخذه المتابع لهذه القضية بنظر الاعتبار.

ان سکان أشرف و ليبرتي الذين کان الکثير منهم لاجئون سياسيون في بلدان أوربية و يتنعمون بحياة جيدة نسبيا، قد غادروا تلك البلدان و لبثوا في أشرف من أجل قضية مبدأية يؤمنون بها ولم يأتوا من أجل مکاسب او مغانم معينة کما تروج البعض من الابواق المشبوهة و المأجورة وانهم سواءا کانوا في العراق او أي بلد آخر في العالم، فإن نضالهم و کفاحهم من أجل الحرية و الديمقراطية لشعبهم سيستمر وهم لا و لم و لن يعولوا على البقاء في مکان محدد وانما هدفهم و غايتهم النهائية يکمن في العودة الى وطنهم و الى أحضان شعبهم ظافرين غانمين، ولذلك فإن الصورة واضحة تماما لکل من يريد معرفة الحقيقة و الواقع، لکن السؤال الذي يطرح نفسه و بقوة هو: لمصلحة من إثارة کل هذا الضباب على قضية إعادة توطين سکان ليبرتي؟

[email protected]