بعد انتخاب رئيس الوزارة المؤقتة قال الصديق برهان غليونquot; الطريقة التي تمت بها اجراءات اختيار رئيس وزراء اول حكومة مؤقتة للثورة السورية لا تليق بثورة عظيمة كالثورة السورية ولا تعكس الشعور الكبير بالمسؤولية تجاه معاناة ملايين السوريين المنكوبين وآلاف الشهداء والجرحى والمشردينquot;. رغم صحة هذا القول لكنني أجد كما حال الصديق برهان اننا يجب اعطاء زميلنا في المجلس الوطني غسان هيتو فرصته، لأن السيد غسان هيتو كان مرشح المجلس الوطني والهيئة العامة للثورة السورية، بغض النظر عما قيل حول علاقته بجماعة الاخوان المسلمين، انتظرت لاستمع لكلمات ختام المؤتمر الذي انتخبه، وكلمته هو بالذات، جاءت اولا كلمة الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية عصبية قليلا، ذات شحنة عالية النبرة في الهجوم على المجتمع الدولي بشكل عام، وهو هجوم يقوم به كاتب او صحفي او ناشط، لكن ممثل اعلى هيئة سياسية للثورة السورية، يصبح للكلام مغزى مختلف، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار المغزى السياسي للاجتماع والخطاب معا، وكيف يمكن ترجمة خطاب الشيخ معاذ بهذه المناسبة؟ خطاب الشيخ معاذ تحدث عن جماعات تكفيرية وسلفية وجهادية لاعلاقة لها بالجهاد كما قال، وطالب الدول التي تدعمها بسحب دعمها وسحب شبابها الذين ترسلهم كونها لاتريدهم، بالطبع كان الاجدى بالشيخ معاذ ان يكمل معروفه معنا ويخبرنا من هي هذه الدول؟ ربما هنالك من سيقول ان هذا تكتيك سياسي، حسنا تدين الثورة وقواها بوجود مثل هذه القوى التكفيرية والمقاتلين الاجانب، دون ان تكشف عمن ورائها يصبح للحديث معنى آخر..نتابعه الآن، رفض التدخل الدولي رفضا قاطعا وهذا ليس بجديد على خطابه بشكل عام منذ توليه موقعه هذا، مع انه ذكر العالم بالكذبة الامريكية لاحتلال العراق دون ان يذكر الدور الايراني وغيره في سورية والعراق كونه عرج على الموضوع العراقي من زاوية رفضه للتدخل الدولي، وكل هذا يتناسب مع تصريحه الاول المشهور أنه يرفض وضع سورية تحت البند السابع، واعقبه باطلاق مبادرته للحوار..وفق معلوماتي المتواضعة لم يطالب الشيخ معاذ بأي دعم للجيش الحر من المسؤولين الدوليين الذين التقاهم، اتمنى ان تكون معلوماتي خاطئة..كنت اتمنى ان استمع من الشيخ معاذ بعد كل هذه النبرة العالية، ذات النفحة الشعبوية الاجابة عن سؤال كيف سيسقط العصابة الاسدية؟ وعلى مبدأquot; مقسوم لا تاكل وصحيح لاتقسمquot;.

ثم جاءت كلمة الزميل غسان هيتو التي كانت مدروسة مسبقا، لتضع بعض النقاط على الحروف في بعض المسائل، وخاصة انه رفضا رفضا قاطعا اي حوار مع العصابة الاسدية، وتحدث بلغة رجل دولة يريد اعمار وادارة المناطق السورية المحرر منها وغير المحرر، ولم يتم طرح مسألتين مهمتين في خطابه، الاولى لم يشر إلى مسألة رؤيته ورؤية حكومته لكيفية اسقاط العصابة الاسدية. والثانية لم يشر إلى مصادر دعم هذه الحكومة، التي من المفترض ان يكون لديها مليارات الدولارات كي تنفذ ولو جزء يسيرا من برنامجها، الذي طرح ملامحه في خطابه، وكيف سيتم تأمينها؟

السؤال الاساسي الذي يواجه الثورة هو في كيفية اسقاط العصابة الاسدية بعد سنتين من الثورة وكل هذا القتل والدمار الذي الحقته هذه العصابة بسورية؟ بعد هاتين الكلمتين تم انتخاب هيئة سياسية لقيادة الائتلاف ستكون بمثابة اعلى هيئة سياسية بالمعنى القيادي للثورة السورية، وهي مطلوب منها الاجابة عن هذا السؤال، والعمل على تامين مستلزماته الاستراتيجية واليومية. بات لدى الثورة الان مكتب تنفيذي للمجلس الوطني اكبر تجمع معارض داخل الائتلاف، وهيئة سياسية تقود الائتلاف الوطني لقوى المعارضة، وحكومة موقتة فأين الطريق إلى دمشق بعد ذلك؟