أولا: أخبار سيئة لبشار الأسد
ذكرت صحيفة النيويورك تايمز 24 مارس آذار الحالية ان استمرار ايران وروسيا بدعم نظام بشار الأسد بالسلاح اقنع الأميركيين ان تسليح المعارضة بات أمرا ضروريا وملحا وسنرى تطور نوعي في المقدرة النوعية القتالية للجيش السوري الحر في الاسابيع المقبلة. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية في فبراير شباط الماضي قولهم انه بالرغم من الموقف الأمريكي الذي يقضي بعدم تقديم أي دعم قاتل لمعارضي النظام السوري والاكتفاء بالمساعدات الإنسانية، فإن أوباما لا يجد أي سبيل لتسريع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم.
الخبر السيء الآخر هو تحميل بشار الأسد المسؤولية عن جرائم الحرب في سوريا كما صرحت مفوضة الأمم المتحدة نافي بيلاي الشهر الماضي مضيفة انه يتعين على مجلس الأمن اللجؤ الى المحكمة الجنائية الدولية. التطور الأخر هو تصريح رئيس هيئة الأركان ألأميركية المشتركة الجنرال ريموند اوديرنو Gen. Raymond Odierno ان خطط التدخل في سوريا جاهزة ولكن الرئيس اوباما يعارض. وهذا يجلبني لما قاله خبير أميركي في شؤون الشرق الأوسط التقيته مؤخرا في ندوة تتعلق بالملف السوري في لندن حيث اعترف ان التدخل الأميركي بانتظار ضؤ أخضر من نتينياهو رئيس وزراء اسرائيل. ألا نستنتج من ذلك ان اسرائيل تعارض سقوط نظام قدم خدمة جليلة لاسرائيل منذ هزيمة الجيش السوري في اكتوبر 1973 وبقاء الجولان تحت السيطرة الاسرائيلية.
ثانيا: بشار لغوانتنامو
هذا ليس تمنيات او كلام من صنع الخيال بل أحد الخيارات التي طرحت في جلسة غير معلنة عقدت في بريطانيا مؤخرا حضرها اشخاص مهتمون بالملف السوري ولجنة ضاغطة تعمل من اجل اسقاط النظام. خضعت الجلسة لما يسمى قواعد وبروتوكولات تشاثام هاوس Chatham House Rules ومن يتابع جلسات العصف الفكري والندوات المغلقة يعرف بالضبط ما يعنيه ذلك ولكن باختصار شديد تعني عدم السماح للاعلام بنشر ما قال هذا الآكاديمي او ذلك الديبلوماسي او مسؤول حكومي او ناشط معروف. قواعد المعهد الملكي البريطاني (تشاثام هاوس) تقضي بعقد لقاءات مغلقة دون الاشارة الى المتحدثين أو الى هوياتهم. الهدف من ذلك هو تشجيع المتحدثين ان يقولوا رأيهم بصراحة ويتبادلوا ارائهم بانفتاحية تامة دون قيود ودون مسائلة ودون عواقب. ليس بالضرورة ان تعقد الندوات في مقر تشاثام هاوس ذاته وقد تكون في أي مكان بشرط الالتزام بقاعدة عدم كشف هويات المتحدثين.
كان هناك اجماع ان بشار ساقط لا محالة والمسألة ليست هل سيسقط بل متى؟ حافظ الأسد ورفعت الأسد دمرا حماة عام 1982 وهربا من العقاب وبشار الأسد دمر سوريا بأكملها وسيحاول الهرب من العقاب.
سيناريوهات محتملة:
تناولت الجلسة عدة مواضيع وأحدها مصير بشار الأسد. تشعر الغالبية من الحضور أنه من غير المتوقع ان يفاوض بشار الأسد للخروج من سوريا مع ضمانات بعدم ملاحقته قانونيا. لو أراد ذلك لفعل. لا يزال الأسد يعتمد على استمرار الدعم الروسي والايراني للتشبث بالسلطة حتى آخر لحظة.
هذا المخرج رفضه صدام حسين ومعمر القذافي ودفعا ثمنا باهظا وحتى حسني مبارك تردد ودفع الثمن. واذا استثنينا هذا الاحتمال هناك عدد من السيناريوهات المحتملة.
السيناريو الأول: عندما يشعر ان لحظة السقوط قد وصلت قد يهرب بشار الى طهران او موسكو وفي هذه الحالة سيهرب من العدالة الدولية ومن المحاكمة.
السيناريو الثاني: قد يقبض عليه الثوار ويحتجزوه ويقدموه للمحاكمة الشعبية التي قد تدينه وتعدمه. وهذا ما يطلق عليه بالعدالة السورية التي عانى منها الشعب السوري منذ استيلاء البعث البغيض على السلطة.
السيناريو الثالث: قد يقتل اثناء المعمعة او يتم ملاحقته والقبض عليه والتعامل معه بطريقة وحشية ويواجه مصيرا قذافيا.
السيناريو الرابع: سيناريو غوانتنامو
وفي حالة حدوث تدخل خارجي من قبل الناتو تلعب فيه أميركا الدور الأكبر ويقع بشار الأسد وماهر الأسد بيد قوات الناتو او مجموعات مسلحة تنسق مع ألأميركيين اذا حدث ذلك سيتم تسليمه للسلطات الأميركية. وبينما يتم النظر في مصيرهما اي مصير بشار وماهر سيتم احتجازهما في معتقل غوانتنامو ذو السمعة السيئة بينما يتم تحضير الوثائق القانونية لنقلهما الى مقر المحكمة الدولية في لاهاي. وبعد ذلك قد يمثلا امام المحكمة الدولية أو يتم تسليمهما للنظام الجديد في سوريا ليواجها العدالة السورية.
والذي تفوه بهذا السيناريو ديبلوماسي اسبق يهتم بشؤون الشؤق الأوسط ويفهم عقلية الادارة الأميركية.
ومن الجدير بالذكر أن اكثر من 50 دولة طلبت الشهر الماضي من مجلس الامن التابع للامم المتحدة احالة الازمة السورية الى المحكمة الجنائية الدولية التي تحاكم الاشخاص على ارتكاب جرائم ابادة وجرائم حرب. هذه رسالة العالم لبشار الأسد الذي يستمر في عناده وانكاره.
ثالثا: غباء الدكتاتور
أي انسان عاقل سيختار ويفضل التفاوض للخروج مع ضمانات أو على الأقل يلجأ للسيناريو الأول. الدكتاتور الذكي يختار السيناريو الأول كما فعل زين العابدين بن علي دكتاتور تونس الذي هرب قبل ان يغرق البلد في بحر من الدماء. صدام حسين ومعمر القذافي اختارا السيناريوهات 2 و 3 وكانت نهياتهما مأساوية ومؤلمة. السيناريو الرابع تم تطبيقه على الارهابيين وغالبية الشعب السوري تنظر لبشار الأسد وعصابته كأكبر ارهابيين على الساحة حيث قتلوا أكثر مما قتلت اسرائيل من عرب وفلسطينيين منذ تأسيسها.
أسما الأخرس واولادها الى أكتون الشعبية
كزوجة ليس لديها أي قرار بوقف المجازر ولا يسمح لها التدخل بالشأن السياسي لذا لا يوجد عائق قانوني يمنعها من الالتحاق بوالدها د فواز الأخرس في مقاطعة أكتون الشعبية في غرب لندن حيث يتجمع أعداد كبيرة من المهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا وشبة القارة الهندية. وقال ناشط سوري ان اسماء الأسد قد يتم قتلها اذا حاولت الاحتجاج على ما يجري في الساحة السورية. من المناسب التذكير بأن فواز الأخرس اختصاصي بأمراض القلب قام بتقديم المشورات والنصائح لصهره بشار للتصدي للانتقادات التي وجهت لنظام دمشق في رسائل بالبريد اىليكتروني. وأثبتت التطورات على الساحة السورية ان هذه النصائح كانت فاشلة.
أفضل نصيحة يمكن تقديمها لبشار الأسد هي التنحي وتسليم نفسه للجيش السوري الحر. العناد في الخطأ هو خيار الاغبياء.
التعليقات