هنأت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية عموم الايرانيين والسجناء السياسيين وعوائل الشهداء وأنصار وأعضاء المقاومة الايرانية خاصة المجاهدين في أشرف وليبرتي بمناسبة حلول ربيع 1392 الايراني معربة عن تمنياتها أن يكون العام الجديد عام سقوط نظام الملالي وعام تحقيق الحرية و الديمقراطية في ايران.
وقالت السيدة رجوي ان العام الذي انتهى كان عام الأزمة والمأزق والمحنة والتعاسة للملالي وسيكون العام الجديد عام تفاقم صراع العقارب في زمر النظام الداخلية خاصة حول مهزلة الانتخابات وتخاذل الولي الفقيه للنظام أكثر مما مضى وعام الانتفاضة الكبرى للمحرومين وجيش الجياع والعاطلين عن العمل وعام سقوط الملالي وعام انهيار جبهة ولاية الفقيه في سوريا وعام اخراج الملالي وعملائهم من العراق.
وفي كلمة ألقتها أمام المؤتمرالنسائي العالمي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: أهنئ جمعيكم وجميع اخواتي في إيران وفي السجون الإيرانية وفي كل ارجاء العالم لمناسبة عيد المرأة العالمي وكذلك أهنئ ألف امرأة باسلة في ليبرتي وأشرف. باعتباري مناضلة لقضية المساواة اثمن هذا اليوم التاريخي وآفاقه الرائعة وأحيي نضال وتضحيات النساء في انحاء العالم. في حين قلبي مفعم بالحزن والغضب من انه وبعد مضي قرن من اعلان اليوم العالمي للمرأة مازالنا نشاهد هيمنة العنف والاغتصاب والقتل ورش التيزاب والتعذيب والتمييز والاستغلال على حياة ومصير المرأة في القسم الأعظم من العالم , كذلك الحزن والغضب من عدم المساواة والاستخفاف مما تعاني منه المرأة في أكثر البلدان تقدما. اني اتحدث عن حركة كانت تحظى بعلاقات أكثر تقدما بين المرأة والرجل في ثمانينات القرن الماضي، وبالرغم من دورها الناشط في المقاومة الا ان المرأة ظلت بعيدة جدا عن المساواة الكاملة وقيادة الحركة. واستنتجت حركة مجاهدي خلق فيما بعد انه اذا كان المطلوب معارضة الاستبداد الديني فعليهم ان يتحركوا ضد النظام الرجولي والرجعي أي ايديولوجية الجنسية. ان الثورة العقائدية تنبع من رؤية مجاهدي خلق من الانسان , وهو ما يتناقض مع رؤية خميني الرجعية للمرأة تماماً.
وأضافت السيدة رجوي: خاضت حركتنا معركة شرسة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وقدمت 120 ألف شهيد. وبالرغم خطورة الظروف، كان انجازنا غير مسبوق في خضم هذه المعركة، هو ترسيخ علاقات عصرية على اساس القيم العصرية في العلاقات بين أعضاء الحركة. ان أهم انجازات هذه الثورة هو قبول المسؤولية وزعامة المرأة بشكل موسع وليس نموذجا واحدا فقط. وبات نظام الملالي معرضا للأزمات المستعصية داخل النظام وخارجه، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية وكذلك الاقليمية. ان النظام يعيش في مرحلة السقوط. فلذلك يوجه هجماته ومؤامراته إلى حركة تستطيع ان تقود النقمة الشعبية إلى سقوط نظام الملالي.
كارثة انسانية تنتظر الاشرفيين :
وحول الاوضاع الصعبة التي يعيشها الاشرفيون في ليبرتي الذين تم نقلهم من مخيم اشرف الى ليبرتي قسرا , هم الان معرضون لخطر كارثة انسانية مرة ثانية. حدث هذا الامر المفجع وسيحدث في ظل تواطؤ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مجزرة 9 فبراير/شباط الماضي الذي دافع عن حكومة المالكي رغم انها مشاركة مع قوات القدس الايرانية الارهابية في تلك المجزره. وبعد تلك الفضيحة بات على الأمين العام للأمم المتحدة استبداله بممثل محايد فورا ليتولى ملف مجاهدي خلق في ليبرتي وأشرف.ورغم المطالبات العديدة من قبل ممثلي اشرف لتأمين الحماية للاشرفيين , فان حكومة المالكي تصم اذانها عن تلك المطالب , لكي ترتكب مجزرة اخرى. ومن الواضح ان المالكي الذي ينفذ اوامر ملالي ايران لا يعبه لمصير الاشرفيين , كما انه لا يعير اي بال لمطالب الشعب العراقي الذي ثار وانتفض منذ ثلاثة اشهر مطالبا بابسط حقوق الانسان التي حفظتها الديانات السماوية والقوانين الوضعية. وقد ان الاوان ان ترتفع اصوات محبي الحرية والمدافعين عن حقوق الانسان ان يتحركوا مطالبين الأمم المتحدة والادارة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي للقيام بواجباتهم الانسانية. وعلى هذه الجهات تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الايدي الملطخة بدماء الاشرفيين في هجوم 9 فبراير/شباط الماضي على مخيم ليبرتي.
ومن اجل تجنيب الاشرفيين دماء اخرى لابد من المطالبة باعادة مجاهدي خلق إلى مخيم اشرف الذي بنوه بعرقهم واموالهم , وعاشوا فيه اكثر من ربع قرن بأمان , واذا تعذر ذلك فان مسؤولية الادارة الامريكية تقتضي نقل الاشرفيين إلى الولايات المتحدة لحين يتم اعادة توطينهم في بلدان اخرى.
ان النظام الإيراني انتهك حقوق الانسان الايراني والمرأة على وجه الخصوص لاكثر من 30سنه. كما انه يشكل تهديداً للسلم العالمي ولجميع الاحرار في جميع ارجاء المعمورة. وان الخلاص من هذا التهديد يكمن في حركة التغيير الداخلي , اي دعم القوى المعارضة لنظام الملالي المتخلف , وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق التي عانى افرادها القمع والقتل اليومي والتشريد داخل البلاد وخارجها , وملاحقتهم وهم في الخارج , كما حدث وسيحدث للاشرفيين عندما كانوا في مخيم اشرف او بعد نقلهم الى مخيم ليبرتي الذي لا يحمل غير الاسم.
لقد وعدت حكومة المالكي ومعها الولايات المتحدة بانه اذا تم نقل الاشرفيين الى ليبرتي سيتمتعون بالحماية والحرية. الا ان هذه الوعود لم تنفذ فحسب بل انتهكت بالأيدي الملطخة بدماء الابرياء من النساء والاطفال , ومن العار ان يستمر حجز ثلاثة الاف شخص في سجن قذر , ليس فيه اي ملمج للحياة الحرة الكريمة. واذا كان البعض يراهن على انسانية المالكي فهي مراهنة خاسرة لان الانسان الذي يدير ظهره لمطالب شعبه , بل يتهمهم بالارهابيين , لا يرتجى منه خيرا. انه تربع على كرسي الحكم ويريده مدى الحياة , اي ان يصبح مالكا متوجا مدى الحياة. والامر والادهى انه يحكم شعبه بنقس طائفي مقيت , وبأسلوب بوليسي فاق كل الانظمة المعروفة بالقمع , وقد تفنن في اساليب التعذيب والقتل.
مطلوب نقل الاشرفيين الى اميركا :
مطلوب الضغط على الادارة الامريكية التي سبقت ان تعهدت بحماية الاشرفيين ونزعت منهم سلاحهم عقب احتلال العراق 2003 , لكي تنقل الاشرفيين الى الولايات المتحدة دفعة واحدة او الى اي بلد اوروبي , ريثما يتم التغير الثوري في ايران وتتخلص من حكم الملالي المتخلفين.وحتى ذاك الوقت يجب أن يتم تأمين سريع للحاجات الأمنية لسكان ليبرتي الى حين عودتهم الى مخيم آشرف. مثل اعادة الكتل الكونكريتية ونقل الخوذات والسترات والواقية والأجهزة والمستلزمات الطبية من آشرف الى ليبرتي والسماح بالبناء في ليبرتي وتوسيع مساحته بغية تخفيف نسبة المخاطر الانسانية تجاه الهجمات اللاحقة. هذه متطلبات أولية تتملص الحكومة العراقيه من تأمينها منذ زمن طويل.
وهذا المطلب يأتي في وقت منحت الحكومة الالبانية حق اللجؤ لحوالي 210 افراد الى اراضيها. وهي خطوة في الطريق الصحيحة لكي تجنب الاشرفيين من مجزرة اخرى.ولابد من ضمان امن الجميع ضمن صفقة واحدة باشراف الامم المتحدة وليس باشراف مارتن كوبلر الذي بات طرفا في الازمة وليس وسيطا امميا كما تقتضي مسؤليته الاممية.
ادانة لنظام الملالي في مجال حقوق الانسان :
تبنى مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة يوم 22 مارس/ آذار2013 قراراً حول واقع حقوق الانسان في ايران مدد خلاله توكيل السيد احمد شهيد المقرر الخاص المعني بوضع حقوق الانسان في ايران في ظل حكم الملالي لمدة عام. كما أعرب القرار عن أسفه من عدم تطبيق قرارات مجلس حقوق الانسان وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الانسان في ايران معلناً عن قلقه البالغ ازاء عدم السماح للمقرر الخاص بزيارة ايران.
وقد رحبت المقاومة الايرانية بقرار مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة وتؤكد أن صدور مثل هذه القرارات رغم أنه عمل قيم الا أنه غير كاف في الوقت الذي يمارس فيه نظام الملالي على قدم وساق تعذيب الواطنين وبتر اطرافهم وفقء عيونهم في السجون والمعتقلات وفي الأزقة والشوارع في مختلف المدن الايرانية. ويعتقل النظام الشباب لمجرد نشر أفكارهم في المدونات ويستشهدون تحت التعذيب وبينما آلاف مؤلفة من طلاب الجامعات والنساء والعمال والمراسلين و المثقفين يعيشون تحت أسوأ الظروف في سجون ومعتقلات النظام أو يخضعون للقمع. وطالبت المقاومة الايرانية باحالة ملف انتهاك حقوق الانسان المستمر بشكل همجي في ايران الى مجلس الأمن الدولي ومحاكمة قادة النظام في محاكم دولية بتهمة الجريمة ضد الانسانية.
وفتوى من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
وادان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاعمال الارهابية ضد الاشرفيين السابقة واللاحقة وأقر القرارات الاتية :
أولاً: أن الإجراءات التعسفية بحق المستضعفين واللاجئين، أمر محظور شرعاً، تحرمها شريعتنا الإسلامية الغراء، وجميع الأديان السماوية، والقوانين الدولية، بل تأباه الفطرة الإنسانية السليمة، التي تدعو إلى رعاية الضعيف، وحمايته من الاعتداء عليه، فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى:: فإن الله حرم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم
ثانياً: إن هؤلاء اللاجئين ضيوف على الدولة التي قبلتهم، وعليها شرعاً وقانوناً حمايتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة، ثم الفطرة السليمة، والشهامة الإنسانية، تقتضي أن توفر الدولة العراقية كل وسائل الحماية والرعاية لهم، إلى أن يعودوا إلى بلادهم، أو أي بلد آخر، بكامل حريتهم، ومحض إرادتهم.
ثالثا : وبناء على المعلومات المؤكدة من المنظمات الدولية، وشهود العيان، أن الحكومة العراقية لم تقم بواجبها نحو هؤلاء، بل قامت بعض أجهزتها بإجراءات تعسفية، واعتداءات مهينة، لذلك لا يسع الاتحاد إلا أن يدين ذلك، وأن يطالب الحكومة العراقية بتوفير الحماية والرعاية الإنسانية الكافية، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة توجب إغاثة الملهوف، ورعاية الضعيف، وتوفير الحياة الكريمة للمحتاج، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) متفق عليه، وعند مسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه).
رابعاً : يطالب الاتحاد الحكومة العراقية بأن تقوم بواجبها الإسلامي والإنساني تجاه الجميع، ولا سيما أمام اللاجئين الذين يعيشون على أرضها، وأن ترفع عنهم الحيف والظلم، وتعيدهم إلى معسكر أشرف، أو أي مكان مناسب، وأن توفر لهم الحماية لضرورياتهم، وتوفير حاجياتهم، وتحقيق الأمن والسلامة لهم.
*كاتب أردني ورئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن أشرف [email protected]
التعليقات